تنفذ وزارة الصحة العامة والسكان اليوم السبت حملة تكميلية للمرحلة الأولى من حملة التخلص من الكزاز الوليدي التي بدأت مطلع الأسبوع الماضي واستهدفت 60 مديرية موزعة على أربع محافظات هي إب والضالع ولحج والحديدة. وقال وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ):” أن تنفيذ هذه الحملة التكميلية التي تستمر حتى 22 إبريل الجاري يأتي حرصاً من الوزارة على رفع نسبة التغطية للنساء المستهدفات خلال الحملة والبالغ عددهن 912 ألفاً و196 امرأة.. وأضاف الدكتور راصع أن الوزارة ستكثف من أعداد الفرق المتحركة خلال الحملة التكميلية بهدف النزول إلى القرى والعزل في المناطق النائية بما يكفل تحقيق أعلى نسبة تغطية للنساء المستهدفات في الفئة العمرية ما بين 15 و 45 سنة، وذلك لأهمية التخلص من هذا المرض الذي يفتك بالكثير من النساء والأطفال سنوياً في اليمن. وأكد وزير الصحة العامة والسكان أن من شأن الحملة التكميلية أن تعطي فرصة ثانية للنساء غير المحصنات سواء من طالبات المدارس والجامعات أو ربات المنازل وغيرهن للحصول على اللقاح المقاوم للكزاز. وأهاب وزير الصحة العامة والسكان بأولياء أمور الفتيات وبالسلطات المحلية في المحافظات المستهدفة ضرورة العمل على الوصول إلى جميع المستهدفات كواجب وطني للحماية من الكزاز الذي يعتبر أحد أهم أسباب ارتفاع معدلات وفيات الأطفال الرضع والأمهات في اليمن. والكزاز اسم يطلق على مرض خطير وقاتل، يصيب الأطفال حديثي الولادة بدرجة رئيسة إلى جانب الأمهات لدى تلوث الحبل السري بجراثيم الكزاز التي تتميز بقدرتها على العيش والتكاثر في الأماكن اللاهوائية ومقاومة الجفاف وارتفاع درجة الحرارة لفترة من الزمن. وتعتبر أمعاء الإنسان والحيوانات كالأبقار مستودعاً للجرثومة، لكنها لا تسبب للحيوان أية تأثيرات مرضية، وعند خروجها من روث الحيوانات، فإنها تعيش في التربة والمواد المتعفنة وروث الحيوانات والرماد والشوك والمسامير وقطع الزجاج المتناثرة على الأرض، ويمكن أن تعيش كذلك على سطح الجلد المتشقق على النسيج الميت منه، وأن تعلق بالأشياء والأدوات الأخرى أو حتى باليدين عند ملامستها للأشياء الملوثة.. وللعدوى بهذا المرض أسبابها ودواعيها فعند الولادة يبدو الوليد المصاب بالكزاز طبيعياً، ولا تبدأ أعراض المرض بالظهور إلا بعد أيام قليلة (مابين 3 - 8 أيام بعد الولادة) من الإصابة بسبب الممارسات الخاطئة أثناء التوليد، كأن تتم الولادة على سطح غير نظيف أو بسبب عدم غسل المولدة يديها جيداً بالماء والصابون أو قطع الحبل السري بمادة ليست نظيفة ولا معقمة مثل السكين أو شفرة الحلاقة المستعملة أو الشريم أو المقص وكذلك وضع قطعة من قماش أو شاش ملوث على سرة الوليد بعد قطعها، كذلك مداواة الحبل السري بعد القطع بمواد ملوثة كالتراب أو الرماد أو السمن أو الكحل، وأي من هذه الممارسات والعادات السلبية غير الصحية عند التوليد أو الختان للحبل السري وتعتبر الطريقة الأسهل لانتقال المرض عبر سرة الوليد لتنتشر في جسمه وتصل إلى جهازه العصبي. وتبدأ الأعراض بتصلب عضلات وجه الطفل ورقبته وجسمه وترتفع درجة حرارته ويصاب بنوبات من التشنج والاهتزاز بشكل يفقد معه القدرة على فتح فمه عن الرضاعة وحتى عن البكاء وغالباً ما تكون النتيجة الطبيعية لمثل هذه الحالة الوفاة. وهناك طريقتان متلازمتان للوقاية من الكزاز الوليدي لا يمكن الفصل بينهما، الأولى: الولادة الصحية والنظيفة التي يجب أن تتم من خلال الإشراف الطبي من قبل طبيب أو طبيبة أو من خلال قابلة ماهرة أو جدة مدربة لضمان اتباع الممارسات الصحية النظيفة والآمنة عند التوليد. الأمر الآخر الذي لا يقل أهمية عن التدابير الوقائية هو تحصين سائر النساء ضمن الفئة العمرية من 15 - 45 سنة ضد مرض الكزاز الوليدي بجرعات خمس من اللقاح المضاد لهذا المرض، ولا تكفي جرعة واحدة لتأمين الوقاية الكاملة من الكزاز الوليدي مدى الحياة، بل يجب أخذهن الجرعات الخمس الجرعات. ويستهدف التحصين جميع النساء والفتيات ممن ينتمين إلى الفئة العمرية المستهدفة حتى غير المتزوجات والحوامل في الأشهر الأولى أو الأخيرة للحمل، ولا مشكلة وما من مانع ما دام اللقاح آمناً ليس له أي تأثير سلبي ويعتبر وقاية أكيدة للأم وكذا للوليد خلال الشهرين الأولين من عمره.