طالب سامي نعاش بصفته مدرب منتخبنا الوطني للناشئين في ملحق الثورة الرياضي الأربعاء "بضرورة أن يكون الإعلام مساهماً في رفع معنويات اللاعبين وتنفيذ البرامج التدريبية كونه الشريك الأساسي في النجاح وخاصة مع منتخب الناشئين الذي نعلق عليه آمالاً كبيرة في النهائيات الآسيوية القادمة". إنه طلب يكشف مدى أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام الرياضي؛ وهو دور لا يمكنه أن يكون كذلك إلاً إذا كان صادقاً قبل أي شيء وكل شيء. على أرض الواقع فإن الصدق مطلوب في كل عمل؛ ومؤخراً واجه سامي نعاش انتقادات عدد ممن ينتسبون إلى الإعلام الرياضي تمس وضعه كمدرب لمنتخبنا الوطني للناشئين وفي الوقت ذاته مدرب فريق الهلال وكيف يستقيم الجمع بين الوظيفتين؛ وكل واحدة تحتاج الى تفرغ تام أو قُل تفرغ مطلق..؟ إنه وضع خطأ من أصله. يجب معالجته بالاختيار بين إحدى الوظيفتين، خصوصاً وسامي نعاش كان في وقت سابق وعد بترك الهلال مع انتهاء مرحلة ذهاب دوري الدرجة الأولى لكرة القدم ليتفرغ للمنتخب؛ عوضاً عن ذلك راح سامي يبرر قائلاً: "أنا متواجد مع المنتخب بشكل دائم والتدريب مستمر صباحاً ومساء ولا أحضر سوى التدريبين المسائيين لفريق الهلال دون أن يشكل ذلك أي إرباك لمهامي التدريبية مع المنتخب". إنه هدف أقصد تشبث صريح بالوظيفتين ليس أقل، على الرغم من أن إجابة سامي تؤكد أن الرجل ينشغل مع الهلال لمدة ثلاثة أيام؛ اليوم الثالث يكون مع الهلال وقت خوضه مباراة الأسبوع في الدوري، ما يعني أن أربعة أيام هي ما تبقى في جعبة سامي من حصة الأسبوع. لا تحسبوا وقت راحة الرجل ولا أية احتياجات أخرى. غير ذلك وهو الأهم؛ قال سامي أن هدفنا "تقديم المستوى المشرف"، مع أن الهدف الحقيقي بالإضافة الى تقديم المستوى المشرف هو (تجاوز) ما قدمه السنيني، إن أردنا قول الصدق فوق ما تقدم بعاليه. حسناً دعونا أولاً نؤكد على التالي: كلما تحقق شيء ما غير اعتيادي يطيب لبعضنا الإشارة إليه وكأنه شيء خارق وصعود منتخبنا الوطني للناشئين لكرة القدم بقيادة مدربه سامي نعاش إلى نهائيات كأس آسيا - مثلاً- يأتي في هذا السياق بحيث تم وصفه من قبل البعض بالانجاز مع أن التأهل إلى نهائيات آسيا للناشئين، تحقق أكثر من ثلاث مرات كما في حالة منتخبنا للناشئين كمثال بارز. يستقيم الأمر كانجاز بتأهل منتخبنا إلى نهائيات آسيا للناشئين وقت أن تحقق لأول مرة قبل الوحدة، وأي تأهل مماثل بعد ذلك لا يُعد انجازًا، وهو ما فعله بعد ذلك بسنوات كثيرة ما بعد الوحدة المنتخب الذي كان تحت قيادة أمين السنيني بتأهله إلى النهائيات التي أقيمت في الإمارات، لكن هذا المنتخب - بصدق- حقق ما يشبه المستحيل؛ لم يبق عند حدود التأهل إلى هذه النهائيات وحسب؛ بل تأهل إلى الدور النهائي وحل وصيفًا لبطل آسيا كانجاز غير مسبوق وبالتالي صعوده لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم للناشئين كحدث هو الآخر غير مسبوق على الإطلاق. ما فعله بعد ذلك عبدالله فضيل مع المنتخب بتأهله إلى النهائيات لا يعد انجازًا؛ لأنه ببساطة لم يتجاوز ما حققه السنيني، لكن بعضنا هلل - كعادته- وسمى ما تحقق إنجازاً. اللافت للنظر أن كل من قام بتدريب منتخبنا الوطني للناشئين كان متفرغاً تماماً لعمله وإن اختلفت النتائج لأسباب وظروف مختلفة بالتأكيد؛ باستثناء المثل الذي جاء بعاليه والتأكيد على أمر السباحة في الاتجاه المعاكس بل والتشبث به.