أتعلمُ أم أنتَ لا تعلمُ بأن جراحَ الضحايا فَمُ ؟ فمٌ ليس كالمدّعي قَوْلةً وليس كآخرَ يسترحمُ يصيحُ على المدقعينَ الجياعِ أريقُوا دماءَكُمُ تُطعمُوا ويهتفُ بالنفر المهطعينَ أَهينوا لئامَكُمُ تُكرمُوا أتعلم أن رقاب الطغاةِ أَثقلها الغُنْمُ والمأثم وأنّ بطونَ العتاةِ التي من السُّحتِ تهضم ما تهضم وأن البغيَّ الذي يَدّعي من المجد ما لم تحزْ «مريم» ستنهدُّ إنْ فار هذا الدمُ وصوَّتَ هذا الفمُ الأعجم فيا لَكَ من بلسمٍ يُشْتَفى به حين لا يرتُجَى بلسم ويا لكَ من مبسمٍ عابسٍ ثغورُ الأماني به تبسم أتعلم أن جراح الشهيدِ تظلّ عن الثأر تستفهم ؟ أتعلم أن جراحَ الشهيدِ من الجوع تهضم ما تلهَم تمصّ دماً ثمّ تبغي دماً وتبغي تُلحّ وتستطعم فقلْ للمقيم على ذلّهِ هجيناً يُسخَّر أو يُلْجَم تَقحّمْ - لُعِنتَ - أزيزَ الرصاصِ وجرّبْ من الحظّ ما يُقْسَم وخُضْها كما خاضها الأسبقونَ وكُنْها بما افتتحَ الأقدم فإمّا إلى حيث تبدو الحياةُ لعينيكَ مَكرمةً تُغنَم وإمّا إلى حدثٍ لم يكنْ ليفضلَه بيتُكَ المظلم تَقحّمْ - لُعِنتَ - فما ترتجي من العيش عن وِردِهِ تُحرَم أأوجعُ من أنكَ المزدرَى وأقتلُ من أنّكَ المُعدم ؟ تَقحّمْ، فمن ذا يخوض المنونَ إذا عافها الأنكدُ الأشأم ؟ تقحّمْ، فمن ذا يلوم البطينَ إذا كان مثلُكَ لا يقحم ؟ يقولون مَنْ هم أُلاءِ الرعاعُ فأَفْهِمْهُمُ بدمٍ من هُم وأَفْهِمْهُمُ بدمٍ أنهم عبيدُكَ إنْ تدعهم يخدموا وأنكَ أشرفُ من خيرهم وكعبُكَ من خَدّه أكرم