الباحث قجة: «ابن خلدون، ابن عربي، ابن الخطيب» تركوا أثراً حاسماً في التاريخ الإسلامي والعالمي أكد معاون وزير الثقافة السوري الدكتور علي القيم أن ما تمتلكه اليمن من مقومات ثقافية وحضارية، كفيلة بنهوض السياحة الثقافية في اليمن، سواء في جانب الفن المعماري، أو المواقع الأثرية والتاريخية ذات القيمة الحضارية والتاريخية. وأشار القيم في المحاضرة التي ألقاها أمس على رواق بيت الثقافة بصنعاء، في إطار فعاليات الأيام الثقافية السورية بصنعاء إلى دور الموروث الثقافي والحضاري, في التنمية السياحية في اليمن، وكيفية الاستفادة من المكنوز الحضار والتاريخي لصالح التنمية السياحية. ولفت معاون وزير الثقافة السوري في محاضرته عن "السياحة الثقافية"، الذي قدمه فيها نائب وزير الثقافة الدكتور أحمد سالم القاضي إلى أهمية المواقع الأثرية ومتاحف الآثار في عملية الجذب السياحي، والتنمية السياحية، والتعريف بثقافة البلد وتراثه وموروثه وتاريخه وعراقته. مشيراً إلى ما أصبحت تمتلكه دمشق من متاحف تصل إلى نحو «49» متحف، وأكثر من 800 موقع سياحي، و200 قرية سياحية وعدد من الغابات والمحميات الطبيعية التي أصبحت تستخدم في الغالب للإنتاج الدرامي والسينمائي والأعمال التلفزيونية. وتطرق الدكتور علي القيم إلى الدور الذي تلعبه المعارض الأثرية والحرفية المتجولة في البلدان الغربية، التي اتجهت له اليمن مؤخراً وما تلعبه من دور في التعريف بالثقافة والتراث والموروث الثقافي والحضاري للبلدان العربية. مستعرضاً دور الموروث الثقافي الشفهي في عملية إبراز تاريخ وهوية البلد، كاستخدام المصطلحات والأشعار والأمثال والحكم والمقالات، والتوقيعات الأدبية لصالح الإبراز والترويج لهذه المدن.. مستشهداً بالقول المأثور "لابد من صنعاء وإن طال السفر".. وغيرها الكثير الذي خصّت اليمن. ولم يغفل الدكتور القيم في محاضرته عامل الأمن والاستقرار وأهميته للبلدان التي تعول على السياحة الثقافية والأثرية وما له من دور في زيادة الجذب السياحي على الدول، وكذا أثره السلبي في حالة عدم توفره. إلى ذلك ألقى الباحث السوري محمد قجة مدير احتفالية حلب عاصمة للثقافة الإسلامية رئيس جمعية العاديات في سورية محاضرة بجامعة صنعاء بعنوان "أعلام أندلسيون من أصول يمنية"، ضمن فعاليات الأيام الثقافية السورية. واستعرضت المحاضرة بعض الأسر ذات الأصول اليمنية التي أقامت ممالك في الأندلس كبني جهور ملوك قرطبة، وبني الأحمر ملوك غرناطة، وبني عباد ملوك أشبيلية، وبني هود ومردنيش ملوك شرقي الأندلس، وكذا أعيان العلماء الأندلسيين من أصول يمنيين كبني المنتصر وبني عبدالسلام من أهل غرناطة، وإبراز الشعراء كابن هاني المهلبي الأردي اليماني. وركّز الباحث قجة في محاضرته على إبراز ثلاثة علماء مسلمين في التاريخ الأندلسي والتاريخ الإسلامي من أصول أنساب يمانية وهم الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي الطائي الأندلسي والعلامة عبدالرحمن بن خلدون ولسان الدين بن الخطيب وزير غرناطة، وذلك لأن كلاً منهم ترك أثراً حاسماً في مجاله الفكري والتاريخي.. مشيراً إلى أثر هؤلاء العلماء في الفكر العالمي ومدى تأثيرهم الفكري والتأريخي في الحياة الإسلامية والعالمية. وقال: "الأندلس لوحة من لوحات تاريخنا التي نستذكرها الآن لنحاول أن نقرأ في سطورها ما يمكن أن نستفيد منه في واقعنا".. مشيراً إلى أن نشوء الدول وسقوطها يرتبط بظروف داخلية تتعلق بهذه الدول، وبالتالي فإن دخول المسلمين إلى الأندلس وخروجهم منها يجب قراءته قراءة موضوعية استناداً إلى تفسير ابن خلدون للتاريخ ومجريات أحداثه، فالتاريخ ليس مجرد سرد نقول فيه قول الراوي. وأشار إلى أن شرق المتوسط كانت له السيادة المطلقة على البحر المتوسط لمدة أكثر من ألف سنة قبل المسيحية وقبل الإسلام.. منوهاً بأن الحضارات الكنعانية بشقها الساحلي المسمى الفينيقيين كان لها في شرق المتوسط وجود في حواضر كصور وكان لها وجود في غرب المتوسط في قرطاجة وحكمت اسبانيا لمدة ألف سنة كاملة حتى استطاع الرومان في عام 146 قبل الميلاد أن يخرجوا الفينيقيين. وتناولت المحاضرة أسباب خروج المسلمين من الأندلس عام 898 هجرية 1492ميلادية، حيث من الأسباب التمزق الداخلي والخلافات العنيفة التي نشأت هناك.. مؤكداً بأنه لا يستطيع أي عدو خارجي أن يخترق جسم شعب أو أمة أو دولة إلا إذا كان هذا الجسم منخوراً من داخله بالخلافات وممزقاً بشتى أنواع الصراعات، وكذا العوامل الداخلية التي ساعدت المسلمين على فتح الأندلس وحكمها. وتطرق الباحث السوري إلى تطور المنهج التاريخي لدى علماء المسلمين وصولاً إلى ابن خلدون.. مشيراً إلى أبرز عناصر منهج لسان ابن الخطيب في كتبه التاريخية المختلفة خاصة «الإحاطة في أخبار غرناطة، واللمحة البدرية، ونفاضة الجراب».