الأخضر بلا دعم مالي.. والأحمر عائقه إداري والأصفر عينه على الكأس الغالي أندية تعز على مفترق طرق.. وكل من الثلاثي له أجندته الخاصة، وهمومه التي تنطلق من وضعيته في الترتيب العام للدوري مقارنةً بمقدراته وإمكاناته الفنية والمادية.. فالطموح الذي يسعى الصقراوية لتحقيقه بعد نتائجه في الدوري العام وبلوغه نهائي كأس الوحدة إلى جانب الهلال الساحلي، يدفعه إلى تعديل جزء من بنود استراتيجيته التي كانت تضع بطولة الدوري على رأس قائمة أهدافه.. بحيث أبقى على آماله في مطاردة المتصدر الهلال الحديدي حتى المراحل الحاسمة متأملاً أن يتعثر الهلاليون في قابل الأيام.. وإن لم فبالتعويض عن لقب الدوري، بآخر وإن تجسد في إحراز بطولة كأس الوحدة هذه المرة من بوابة الهلاليين كي لايخطف عليه الأخير بطولتي الدوري وكأس الوحدة معاً.. فعقب فوز الصقر على الشعلة الصعب الاثنين الفائت ازدادت رغبة الجوارح الحالمية في اصطياد لقب النسخة الثانية لكأس الوحدة.. وبخاصة إذا كان ملعب الشهداء سيشهد أحداث النهائي بين الهلال والصقر بحسب بعض المعلومات التي تشير إلى أنه واتساقاً مع احتفالات بلادنا بأعياد الوحدة المباركة ال«18» التي ستكون تعز محطة هذا العام للاحتفاء بأفراحها وانجازاتها. الأخضر والأحمر.. البحث عن إنقاذ الأهلي والرشيد من جانبهما يمران بمنعطف خطير على مستقبلهما في دوري النخبة.. وهما يعلنان حالة الطوارئ منذ انتهاء الجولة التاسعة عشرة بحثاً عن نقاط البقاء والعيش في بطولة الكبار عاماً آخر كي يعيدا ترتيب أوراقهما،ويسعيا للحصول على مصادر دعم جديدة لأن الرشيد بوجه خاص يعاني ذات المعاناة التي تناسخت كل موسم كروي فيبدأ قوياً ومايلبث أن يضعف ويتهاوى باحثاً عن انقاذ وملاذٍ آمن. أما العميد الحالمي فهو الآخر بدأ عملاقاً أفزع منافسيه وحصد النقاط العزيزة من أصعب الجولات لكنه استدرج إلى الوقوع في المشاجرات الادارية واستهلاك طاقات لاعبيه الابداعية في رحى أخطاء ادارية خاصة من الاداريين القليلي الخبرة الذين تواطأوا على احداث القلاقل والزوابع في طريق الفريق العائد من غياهب الدرجة الثالثة والثانية إلى مصاف الدرجة الأولى بعد أكثر من عقد من السنوات العجاف التي أصابت القاعدة الجماهيرية في الحالمة بالحرمان من المتعة الكروية واعادة الزمن الجميل لهذا الفريق الأحمر إلى جانب نظرائه الصقر والرشيد والطليعة الذين مثلوا الحالمة في دوري الكبار. السلطة المحلية والرياضة الحالمية إننا نطالب السلطة المحلية كونها ستمثل أكبر داعم للرياضة الحالمية مند ال«17» من مايو الجاري، كون هذا التاريخ مفترق طريق لتحديد استلام المجالس المحلية بالمحافظات للسلطات الإدارية والمالية والقانونية وتسيير شئون المحافظة.. وباعتبار المجال الرياضي جزء لا يتجزأ من اهتمامات المحافظ والمجلس المحلي فإن أندية الحالمة اليوم تتمنى على الذين سينالون الثقة في المحافظة أن يسعوا لإنقاذ فريقي الرشيد والأهلي من الوقوع في الدرجة الثانية خلال الأسابيع القليلة القادمة.. كما أن الصقر بتعز ينافس على المراكز الأولى وهو بحاجة ماسة للدعم المعنوي الذي يجعله ممثلاً قوياً لأندية تعز.. وليست السلطة المحلية فقط وحدها مسئولة عن ذلك، بل كل من له علاقة بالشأن الكروي في هذه المحافظة الرياضية الأولى التي عرفت أندية الأهلي والصقر والطليعة والصحة كرباعي كان يتواجد في خارطة الرياضة اليمنية.. ومن المؤسف جداً أن نتكاسل عن دعم تواجدهم في الواجهة والمشهد الكروي اليمني. التحذير من الكارثة لسنا نتنبأ هنا بوقوع كارثة، بل نحذر من حدوثها، وندعو إلى العمل دون التورط من هذا الفريق أو ذاك في سبيل تعثر الرشيد أوالأهلي.. كما نؤكد إن ابداء الشماتة والحروب الكلامية بين أبناء أندية المحافظة سيؤدي إلى تشتيت الجهود وانقلاب الموازين وتجذر الكراهية المقيتة والمنبوذة والتي لايمكن أن تتطور الأندية في ظل تواجد مثل هذه الأجواء المشوبة بالمشاحنات والتوترات غير المرغوب بها.. فالمساندة من الجميع وللجميع.. والدعم ليس بالمال وحده بل أيضاً بالمؤازرة وحل الاشكالات التي تؤثر على أداء اللاعبين وتصيب نفسياتهم بالتدمير الذي تتضح معالمه من خلال نتائج المباريات، وصعوبة تسجيلهم الأهداف أو تجاوزهم المنافسين الأقل منهم خبرة وتكتيكاً وتحضيراً بدنياً وفنياً. من الطبيعي أن يرتفع منسوب القلق لدى محبي الرشيد والأهلي فزعاً من العواصف التي قد تطيح بآمالهما في البقاء ضمن دوري الأضواء.. لأن الأعاصير تحيط بهما أو هي في طور التشكل الذي يبعث انذارات مبكرة بالدمار الشامل القادم، وتشير إلى أن الأسابيع التنافسية المقبلة حبلى بكل الافتراضات، كما أن الاحتمالات باتت مفتوحة على مصراعيها.. للذين فرطوا في أوقات الرخاء ويسعون للتعويض في مراحل الشدة. ولذلك كله ستتصارع الأندية جميعها ومنها الرشيد والأهلي من الاسبوع العشرين وحتى ختام الجولة السادسة والعشرين للحصول على بطاقة بقاء وتذكرة العيش في الأضواء سنة أخرى.. وبالنظر إلى الفوارق بين منطقتي الوسط والمؤخرة في الترتيب العام للدوري سنجد أن معظم الفرق متقاربة النقاط والفارق بين مركز وآخر ضئيل جداً سواءً بنقطة أم بنقطتين وإذا كثر فبثلاث نقاط ليس إلا.. مايشير إلى أن بامكان الفوز في مباراة يغير مسار الترتيب وينعش الآمال لفريق، ويهده عند آخر.. فالذين انزلقت أقدامهم في المباريات إلى افخاخ التعادلات على ملاعبهم أو فرطت في الاستحواذ على نقاطها الثلاث كالرشيد والأهلي كان بمقدورهما اغتنامها لكن الآن أصبحت المهمة صعبة وهي بحاجة إلى يقظة وهمة لاعبي الفريقين الحالميين على وجه خاص كي يبقيا مع الصقر ممثلين لتعز ورياضتها. معظم الأندية التي تواجه احتمالات الهبوط تشترك في الأسباب والنتائج: فالمعضلة المادية هي التي أوقعت الرشيد في الارجوحة المتذبذبة في المستوى الفني والمحصلة النقاطية.. والأهلي يعاني غياب التأثير الايجابي الاداري الذي توارى عن المتابعة والاقتراب من نفسيات اللاعبين.. وادراك مطالب الجهاز الفني والنواقص لإتمامها والحضور بشخوصهم لاضفاء جو من الدعم المعنوي ولو تمت تلك الأمور لكان أهلي تعز في وضعية أخرى أفضل مما هو عليه اليوم. لكن لايزال الأمل باقياً ونحن على بعد سبع جولات من النهاية وينبغي أن يتفهم اللاعبون دورهم بأنهم ليسوا موظفين يؤدون واجباً ويسقطونه عن كواهلهم، بل لابد أن يشعروا بقوة الانتماء إلى القلعة الحمراء.. وعندما يخوضون اللقاءات بهذه النفسية المعنوية اضافة إلى الدعم الاداري والمؤازرة الجماهيرية الايجابية التي تسهم في رفع المعنويات بعيداً عن التوتر والتشنج والشغب والملاسنة فإن الجهاز الفني واللاعبين بامكانهم العودة بالنتائج الايجابية أمام 22مايو والوحدة الصنعانيين. كما أن الفريق يمكنه أيضاً تحقيق النتائج المرجوة على أرضه ووسط هدير جماهيره المؤازرة. أما الرشيديون فإنهم بحاجة إلى المساندة المالية للتغلب على معاناة لاعبيهم والذين أثبتوا في عدة محطات امتلاكهم لمفاتيح الفوز وقدراتهم عالية وباستطاعتهم تجاوز ماهم فيه للبقاء ضمن دوري الأضواء كخيار وحيد لابد منه فقط إن توفر لهم الدعم المادي الذي تصرخ إدارته وتستغيث بحثاً عن المتطلبات المادية لأن لديها جهازاً فنياً عالي الخبرة ولاعبين شباب على مستوى المسئولية وكل ماندعو به ونرجوه ونأمله أن يسارع الداعمون في تعز إلى انقاذ الرشيد كي يبقي. أما الذين يروجون أن الأهلي والرشيد حجر عثرة للصقر يجب ازاحتهما عن طريقه وهبوطهما فإنهم مخطئون لأن بقاءهما قوة للصقر إلا إذا ساءت النوايا.. والله المعين.