خلال مراحل طويلة من البناء تزيد عن 15سنة وعلى الرغم من حداثته في الدرجة الأولى بقي الهلال الساحلي أحد الفرق المرموقة على الساحة الرياضية اليمنية في أكثر من لعبة، وكان صاحب حضور لافت في كرة القدم تحديداً أكان من حيث ثراء تشكيلة فريقه المتخم بالنجوم الذي يحلو للبعض أن يسميه «ريال اليمن أو ريال العيسي» أو من خلال الضجة الإعلامية والجماهيرية التي تدور حوله في الساحة الرياضية بعد أن أصبح محطة جذب لعديد النجوم الباحثين عن فرصة للاعتزال أو المال أو حتى تحسين الصورة وربما فرصة اللعب للمنتخبات الوطنية خصوصاً في الفترة الأخيرة. والحقيقة أن الهلال الفريق الذي انتشله رياضياً أحمد صالح العيسي من بين الأندية المغمورة في محافظة الحديدة في بداية التسعينيات وصعد به إلى الواجهة مع الأندية الكبيرة في الساحة اليمنية قد امتلك لسنوات كثيرة عدد من مقومات البطولة أكان من حيث توفر المال واللاعبين وربما الإدارة، لكنه ظل يبحث عن اكتمال عقد المقومات الموصلة إلى البطولة، على الرغم من أنه قد وصل إلى إحدى ألقاب الكأس في بطولة بدت مسلوقة حتى تناسب ذوقه قبل أعوام!!! لكنه أي الهلال بقى صائماً عن إحراز لقب بطولة الدوري حتى الآن، ويبدو أنه قد حان موعد اكتمال الهلال أو أنه بالفعل قد أصبح متسلحاً بكل مقومات البطولة التي صار يتملكها هو بدر أندية الكرة اليمنية لاعتبارات كثيرة أهمها أن كل لاعبيه في المنتخبات الوطنية ومن ليس فيها اليوم فهو بكل تأكيد سبق إن لعب لها أو هو في طريقه للعب، أيضاً للهلال إدارة داعمة أكانت الإدارة الظاهرة في قوام التشكيل المعلن برئاسة الشيخ/عبدالله خيرات وكوكبة رجال المال المطرزين للإدارة أو في إدارة الظل التي تقف إلى جانب الفريق بكل قوة رياضياً ومالياً!! وهي مقومات كما أسلفنا كانت قد اكتمل بعضها قبل أكثر من موسم لكن الهلال بقى يبحث عن حلقة مفقودة في قلادة البطولة وتلك كانت هي المعضلة التي فشل الهلال في حلها، تلك الحلقة كانت عدم تمكنه من الحصول على المدرب القادر على ترويض كل تلك النجوم لصالح اللعب الجماعي ومن ثم اللعب للفوز والبطولات وليس للشيخ وراتب آخر الشهر. وهذا ما حققه النعاش سامي الهلال، ومع سامي وجد كل منهم ضالته الأول الهلال النادي وجمهوره الذي تزايد هذا الموسم عن ذي قبل بالمساندة والحضور خلف الفريق في عديد الملاعب والثاني الإدارة التي وضعت يدها على الجرح والثالث اللاعبون الذين وجدوا من يرسم لهم الأهداف وينتشلهم من الفشل ويقودهم بإصرار وشغف الباحث عن الانتصارات ليحققوا ذاتهم وطموح جماهيرهم ومن ثم رضا الشيخ وليس كما كانوا يفعلوا في عهد من سبق سامي. ولأن سامي نعاش قد ذهب إلى الهلال باحثاً عن محطة جديدة لإنجاز جديد قبل المال الذي هو حافز مستحق لأي مجد ومجتهد وسامي كما نعرف مدرب سبق وأن عرف من أين يؤكل كتف الدوري فأنه قد تعامل مع الهلال ولاعبيه على أساس أن يمتلك الفريق روح البطولة فهو من أنار لهم الدرب إلى الصدارة ومن دلهم على طريق المنافسة وهو من زرع في نفوسهم روح البطولة، فبعد إخفاق وسقوط في بداية الدوري قبل سامي هاهو بريق نور الهلال يسطع تحت قيادة سامي في سماء الدوري وفي الصدارة وليس يفصله عن الدرع الذي هو في طريقه للوصول إلى الحديدة لأول مرة في التاريخ إلا بضع خطوات أن لم يتعثر الزرق في أمتارهم الأخيرة.