مسلّم بن العليف.القرن الذي عاش فيه 7ه / 13م أبومحمد؛ واسمُهُ مُسَلَّم: بفتح السين وفتح اللام المشددة عاش في تهامة اليمن. فقيه، أديب، شاعر. عاصر الشاعر الكبير (محمد بن حمير الوصابي)، وجرت بينهما منافسة كبيرة، وكان من الشعراء الذين يقصدون الملوك والرؤساء بالمدائح، وقد لقي عناية كبيرة عند (بني معيبد)، رؤساء قبيلة (الأشاعر) في وادي (رمع)، من تهامة؛ فأكرموه بعطاياهم الكثيرة، حتى حسده الشاعر (ابن حمير)، وذهب إلى (بني معيبد)، يغري به، ويكيد له، وزعم أنه إنما هجاهم في معرض مدحه لهم، ثم استأذنهم في هجائه؛ فقال قصيدة هجائية مقذعة طويلة؛ منها: غَيري تُغيّره الفتاة العيطلُ ويشوقه الغادون حيث تحملوا وسواي يشجيه الحَمام إذا شدا ويهيج لوعته الصبا والشمألُ ومنه قوله: أبلغ (مسلَّم) إن بلغت مسلّمًا فالكلب ليس بفاعل ما يفعلُ وأردد عليه مروة من شعره فالزبل في وسط المزابل يجعل وإذا الحمار بأرض قوم لا يُرى خيلٌ بها قالوا أغرٌّ أحجل فرد عليه صاحب الترجمة بقصيدة، جاراه فيها، في السب والإقذاع، وكان مما قال فيها: لأية شيء بعدكم أتعللُ ومن أي وجه نحوكم أتجملُ وما العذر حتى لا ألام على البكا عليكم ولا فيما أجدُّ وأهزلُ ومنها قوله: أسركمُ ما قاله فيّ ابن حمير وإن كان في أقواله لا يطولُ ومن بعض ما يرويه أني هجوتكم وذلك مكر ظاهر وتحيُّلُ ولصاحب الترجمة قصيدة افتخر فيها ب(العدنانية)، وطعن على القبائل (القحطانية)، سماها (الدامغة)، ومن المؤرخين من يسميها (العليفية). والدوامغ في الشعر العربي قصائد مشهورة محورها الفخر بالأنساب، بدأها الشاعر (الكميت بن زيد الأسدي) بمذهبته الطويلة يفتخر فيها بالعدنانية، ويهجو القحطانية، ومطلعها: ألا حيّيتِ عنّا يا مدينا وهلْ بأسٌ نقولُ مسلّمينا فرد عليه الشاعر (دعبل الخزاعي) بقصيدة طويلة يفتخر بالقحطانية ويهجو العدنانية، أولها: أفيقي من ملامك يا ضغينا كفاكِ اللوم مرّ الأربعينا وجاء بعده الشاعر (الحسن بن زيد أبوالذلفاء) فنقض قصيدة دعبل بقصيدة سماها: (الدامغة) في التعصب للعدنانية، مطلعها: أما تنفك متبولاً حزينا بحبِّ البيضِ تعصي العاذلينا ثم جاء المؤرخ (الحسن بن أحمد الهمداني) فناقض دوامغ العدنانيين بقصيدة، تتجاوز خمس مائة وستين بيتًا في التعصب للقحطانية، ومطلعها: ألا يا دارُ لولا تنطقينا فإنّا سائلونَ ومخبرونا ومن أهم تلك النقائض القصيدة الدالية التي كتبها الأمير الشاعر (عبدالله بن القاسم) في هجاء العلامة (نشوان بن سعيد الحميري)، والفخر بالعدنانية، والتي مطلعها: أما الصحيحُ فإنَّ أصلكَ فاسدٌ وجزاكَ منّا ذابلٌ ومهنّدُ فرد عليه نشوان: من أين يأتيني الفساد وليس لي أصل عميق في الأعاجمِ يولدُ وجاء بعد ذلك صاحب الترجمة، فكتب قصيدة من اثنين وستين بيتًا، سماها: (الدامغة)، طعن فيها على (قحطان)، وافتخر ب(عدنان)، وأولها: ما عبتُ مذ كنت للأحباب مظنونا ولا بثثتُ من الأسرارِ مكنونا ومنها: وإنما الصبر منا كان شيمتنا جرَّا علينا السفاهين السفالينا فلو عرجنا إلى الآفاق سيق لنا داني الأبوة والأُمّات يؤذينا فعارضه العلامة (علي بن سليمان الأسلمي) بقصيدة سماها: (دامغة الدامغة) ومطلعها: فخارنا بسيوفِ الهندِ تكفينا عن فخركم آل عدنانٍ ويغنينا وجاء بعد ذلك العلامة (الهادي بن إبراهيم الوزير)، فناقض (الأسلمي) بقصيدة سماها: (دامغة دامغة الدامغة)، وعدد أبياتها مائة وسبعون بيتًا؛ مطلعها: فخارنا برسولِ الله يكفينا عن كلِّ فخر وأن الأنبيا فينا ومن شعراء الدوامغ في العصر الحديث الأستاذ (أحمد بن محمد الشامي) مفتخرًا بالعدنانية، والشاعر الأستاذ (مطهر الإرياني)، مفتخرًا بالقحطانية.