الشيخ حسين الهدار : هناك من يمارس الديمقراطية في المساجد لأغراض سياسية تتولى وزارة الأوقاف والإرشاد مهام إقامة المساجد وإدارتها وهي المعنية بتنمية الوعي ونشر التربية والأخلاق الإسلامية. ولأن الشباب لبنة أساسية في بناء المجتمع وهم أكثر عرضة للأفكار المغلوطة والاستغلال السياسي الذي لا يخدم الوطن ، فإن وزارة الأوقاف ومن خلال إقامتها للمراكز الصيفية البالغ عددها هذا العام (508) مراكز عامة و(52) مركزاً نموذجياً تهدف إلى غرس القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية وترسيخ نهج الوسطية والاعتدال لدى شريحة الشباب .. تفاصيل أكثر تقرأونها في اللقاء التالي مع الشيخ حسين الهدار وكيل الوزارة لقطاع التوجيه والإرشاد.. خطة في غاية الأهمية في البداية تحدث الأخ الوكيل حول أبرز ما تتضمنه خطة الوزارة في مجال الوعظ والإرشاد وأهم أولوياتها خلال الفترة القادمة .. مشيراً إلى خطة قطاع التوجيه والإرشاد التي أعدت في الوزارة على مستوى عال من الأداء وبأيد عالية وعالمة وسوف تبرز إن شاء الله إلى حيز الوجود من خلال رسالة المسجد بالذات ومن خلال نشر المحبة والمودة والإخاء والذي مثل حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم لها : «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا» وأشار إلى صدره صلى الله عليه وسلم ... الخ. تتبلور هذه الخطة بذات المرشد والخطيب وكيف يجب أن يعد، كيف يجب أن يكون في المنبر، كيف يجب أن يكون هذا المنبر الخطير الذي ربما استغله البعض لإذكاء الصراع وزرع الفرقة والشتات بين المسلمين حسب ما يريد أعداء الإسلام ، هذه أمور سوف تظهر من خلال الخطة الإرشادية والتي تم إعدادها وبلورتها بتوجيهات ومشاركة معالي الأخ وزير الأوقاف والإرشاد القاضي العلامة حمود عبدالحميد الهتار. الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل وفيما يتعلق بشريحة الشباب ومدى اهتمام الوزارة بهم قال الشيخ الهدار : - فئة الشباب توليها الوزارة اهتماماً كبيراً فالشباب هم نصف الحاضر وكل المستقبل لهذا تهتم الوزارة بشريحة الشباب، بالذات اثناء إقامة المراكز الصيفية وهذا واجب وأمر يجب أن نستغله ، أما أثناء الدراسة كلفت الوزارة الإخوة المرشدين بإقامة الحلقات بين المغرب والعشاء وبعد صلاة الفجر طوال أيام العام. وفيما يخص المراكز الصيفية أعدت الوزارة برنامجاً إعداداً جيداً يتضمن العديد من المحاضرات والدروس حول الإيمان بالله والعقيدة، نتمنى أن يستفيد الشباب من هذه المراكز لما فيه مصلحتهم أولاً ومصلحة الوطن بشكل عام. 508 مراكز صيفية وتصل عدد المراكز الصيفية لهذا العام 2008م التابعة لوزارة الأوقاف (508) مراكز عامة و(52) مركزاً نموذجياً في عموم المحافظات تتولى الإشراف عليها وزارة الأوقاف وتشاركها في المهمة وزارتا التربية والتعليم والشباب والرياضة. ومن المتوقع أن تشهد هذه المراكز اهتماماً موسعاً ونوعياً على مختلف المستويات حيث سيتضمن المنهج الذي سيتم تدريسه في هذه المراكز الفقه والسيرة والثقافة الإسلامية ومسائل العقائد واللغة العربية .. إلى جانب القرآن الكريم وأحكام التجويد ، كما سيتخلل المراكز الصيفية لهذا العام الكثير من الأنشطة منها إقامة عدد من المحاضرات والندوات التوعوية التي تهدف إلى غرس القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية في نفوس الطلاب والطالبات وترسيخ منهج الوسطية والاعتدال لديهم .. وهذه الدروس تهدف في الأساس إلى تصحيح ومواجهة كل فكر منحرف ومتعصب سواء كان هذا التعصب للمذهب أو القبيلة أو الطائفة أو الفئة .. لذا ندعو جميع أولياء الأمور إلى المبادرة في تسجيل أبنائهم في هذه المراكز والتي ستعود عليهم بالنفع والفائدة في دنياهم وآخرتهم. عناية تامة بالمرأة وقال حول ما تقدمة الوزارة من أنشطة خاصة بالمرأة: هناك العديد من الأنشطة والفعاليات الخاصة بالمرأة وانطلاقاً من الاهتمام الكبير بها اعتنى الإسلام بالمرأة عناية تامة ورفعها مقاماً عالياً لايستهان به فهي الأم التي قال عنها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : «الجنة تحت أقدام الأمهات» وقال عنها الله سبحانه وتعالى : «وقضى ربمك ألاّ تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً». وهناك الكثير من الآيات والأحاديث حول الأم والوالدين ووزارة الأوقاف والإرشاد تعطي المرأة اهتماماً كبيراً خاصاً حيث يوجه قسم خاص بتوعية المرأة بإعداد الداعيات ، وخلال الأيام القليلة الماضية تخرجت عدد من الأخوات الداعيات من المعهد العالي للتوجيه والإرشاد واللائي إن شاء الله سوف يقمن بدورهن في المجتمع كما هو مطلوب وواجب عليهن بعد أن تم إعدادهن وتوجيههن في المعهد. لذا على جميع الخريجات والخريجين من المعهد أن يقوموا بعملهم فمن كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار. والاهتمام الكبير الذي تعطيه الوزارة للمرأة جعلها تحظى باهتمام كبير في سبيل توعيتها بأمورها الدينية والدنيوية من خلال الندوات والمحاضرات في مساجد النساء وأماكن التجمعات النسوية وتوزيع أشرطة حول تنشئة أجيال صالحة ، ودورها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. لائحة خاصة لمدارس التحفيظ وكان فخامة الأخ الرئيس قد وجه بأن تكون عملية الإشراف على مدارس التحفيظ من مهام وزارة الأوقاف والإرشاد، حول الترتيبات التي تمت بهدف تنفيذ هذا القرار قال وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد. بالنسبة لمدارس تحفيظ القرآن الكريم سبق أن وجه فخامة الأخ الرئيس بضم جميع مدارس التحفيظ إلى وزارة الأوقاف والإرشاد وقد تم اعداد اللائحة الخاصة بذلك ولم يبق على إصدار القرار إلاّ القليل وبعد صدور القرار وضم مدارس التحفيظ إلى الوزارة سوف يرى الجميع منابر التحفيظ والهدى والتقوى تشع من هذا الجانب .. كما شعت في كثير من المواطنين وسيرى الجميع إن شاء الله الخير الكثير ينبع من وزارة الأوقاف والإرشاد. اهتمام ودعم لمنتديات العلم وحول المنتديات واللقاءات ومنها اللقاءات السنوية للفعاليات الخاصة بذكرى تأسيس جامع الجند وكذلك المسابقات القرآنية التي تشرف عليها وزارة الأوقاف قال الشيخ الهدار : إن الوزارة تولي هذا الجانب اهتماماً كبيراً وتدعم مثل هذه الفعاليات والمسابقات ويأتي هذا تنفيذاً للبرنامج الانتخابي لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية ، حفظه الله، وانطلاقاً من تعليماته السامية تقوم الوزارة ممثلة بمعالي الأخ الوزير القاضي العلامة حمود الهتار بتفعيل مثل هذه المنتديات والتي تعتني بمسابقة القرآن الكريم وحفظ السنة المطهرة ممثلة في صحيحي البخاري ومسلم ، هذه الرسالة العالية والعظيمة والتي قادت مجتمعنا اليمني المسلم في بادئ أمره للعلو وإلى الرقي والتقدم ، وهاهي في عهد الرئيس الصالح تعود مرة أخرى لتأخذ مكانتها في المجتمع ولتعيد هذا المجد الباذخ إلى أوج ازدهاره من خلال حلقات الدراسة في المساجد ، انها مناسبة عظيمة يجب على جميع أصحاب الوسطية والاعتدال من العلماء والأعلام ومن طلبة العلم الذين تتأجج نار المحبة لمجتمعهم في صدورهم عليهم أن يتخذوا من هذه الفرصة مضمار تسابق وأن يجتهدوا فالفرصة أمامهم لبث رسالة الهدى، رسالة الخير والصلاح والفلاح والمحبة . نحن في هذا العصر الراهن على الرغم مما منحنا الله سبحانه وتعالى كثيراً من المزايا والتي تحققت في هذا العصر الطيب وبالذات وحدتنا المباركة والتي أعادت لحمة الأرض والإنسان مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناٍ». ومصداقاً لحديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه الذي قال : «والله ليتمّن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه» أقول لكل العلماء ولكل طلبة العلم إن الفرصة قد تهيأت لكم لبث هذه المعاني السامية ، بث الحرص على الوحدة والمحبة والإخاء والهدوء في المساجد وعدم العداوة بين المسلمين ، انها فرص كبيرة سوف يسألنا الله سبحانه وتعالى إذا تقهقرنا أو أهملنا وكما يقال إن الفرصة إذا أضيعت ماهي إلا غصة أسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يجعلنا من عباده الصالحين. إشراف عام على المساجد وفيما يتعلق بدور الوزارة وعملية الإشراف على المساجد قال : تقوم وزارة الأوقاف والإرشاد بالإشراف على جميع المساجد والأعمال التي تقام فيها ، هناك بعض التحرجات تحصل في هذا الجانب يقوم بها البعض لذا وبهدف ضبط مثل هذه الأمور هناك قانون سوف يصدر إن شاء الله في هذا المجال بحيث إن الخطيب والمرشد يجب عليه أن يكون بإشراف وتوجيه وزارة الأوقاف والإرشاد. وكما هو معروف أننا بلد ديمقراطي والحرية مكفولة والرأي والرأي الآخر لهذا هناك من يمارس الديمقراطية حتى في المساجد لأغراض سياسية ، لذا مجال التوجيه والإرشاد في المساجد بحاجة إلى وضع ضوابط بحيث يكون الهدف خدمة الدين فقط. الحرية نعمة من الله والحمد لله تمارس عبر الوسائل المختلفة إلا أننا نرى أن الحرية حينما تتعدى الخطوط الحمراء وتصل إلى إيذاء الآخرين والنيل من حقوقهم يجب أن تتوقف في هذا الجانب ، لذا سوف تسعى الوزارة من خلال إقامة الندوات والمحاضرات إلى أن تكون الدعوة إلى الله في الحكمة والموعظة الحسنة. دعوة لنشر المحبة واختتم الأخ وكيل وزارة الأوقاف الشيخ حسين الهدار حديثه بالدعوة إلى نشر ثقافة المحبة والأخوة الإسلامية فقال : - أدعو جميع الخطباء والمرشدين أولاً إلى بث المحبة محبة الإسلام مصداقاً لقول الله تعالى : «محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ...الخ». «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره...الخ» كيف ننزع فتيل الفتن داخل المساجد وخارجها ، كيف نكون إخوة متحابين ، ونصلح بين إخواننا «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم » هذه بعض السمات التي يجب أن يتحلى بها الخطيب والمرشد. بالإضافة إلى انه يجب أن يكون ليناً ورحيماً ودوداً هكذا أثنى الله على نبيه وقال : «وإنك لعلى خلق عظيم» أسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه المصلحة العامة