يعتبر الاسقاط حيلة دفاعية تتخذ مظهرين أولهما: أن ينسب الإنسان عيوبه ونقائصه ورغباته المستكرهة المكبوتة إلى غيره من الناس وذلك تنزيهاً لنفسه وتخففاً ممايشعر به من قلق أو خجل أو نقص أو ذنب..ومتى رأينا عيوبنا في الناس ملنا إلى وعظهم وأشتددنا في محاسبتهم على عيوب نتسم بها نحن ولكننا لاندري..فكثير مايكون وعظ الناس مظهراً للاسقاط..وأيضاً مايكون الاهتمام بفضائح الناس وتصيد أخطائهم نوعاً من الاسقاط. أما المظهر الثاني للاسقاط هو لوم الغير على مانلقاه من صعوبات وفشل ومانقع فيه من أخطاء، لذا فإن الاسقاط يؤدي غرضاً مزدوجاً، ففيه نتحقق من مشاعرنا ودوافعنا البغيظة ويجعلنا في حل من نقد الناس ولومهم قبل أن يلومونا، فالاسقاط ماهو إلا اتهام واعتداء وقذف وهو يعتبر أساس الهلاوس والهذاءات وهي أعراض للكثير من الأمراض العقلية، ففي الهلاوس يسقط المريض رغباته ومخاوفه على العالم الخارجي.. أما في الهذاءات فإن المريض قد يعتقد أن أحداً من الناس يكرهه ويضطهده في حين أن المريض هو الذي يكرهه ويكيد له. أما التبرير هو أن ينتحل المرء سبباً معقولاً لما يصدر عنه من سلوك خاطئ أو معيب، أو لما يحتضنه من آراء ومعتقدات وعواطف ونيات حين يسأله الغير أو حين يسائل نفسه..وغالباً مايكون التبرير محاولة لحل مشكلة خلقية وهو محاولة لخداع الضمير..ويجب التمييز فيما بين التبرير والكذب، فالكذب محاولة مقصودة لخداع الغير ولاتتضمن خداع الذات أما في التبريد نجد أن الفرد بؤمن بأن مايقوله هو الحق، فجوهر التبرير هو خداع الذات لذا نستطيع القول بأن التبرير حيلة يتنصل بها الفرد من عيوبه ولايطيق مواجهتها وهو حيلة الفاشلين وإن الاسراف في التبرير قد يؤدي إلى نشوء الهذاءات وهي اعتقادات باطلة ولاتستطيع البراهين الموضوعية تصحيحها ذلك لأن الفرد ألف أن يبذل طاقته في تبرير عيوبه وأخطائه أو في البرهنة على أنها ليست عيوباً وأخطاء..والخلاصة فإن التبرير يختلف عن الاسقاط في أنه دفاع واعتذار بينما الاسقاط هو إتهام واعتداء وقذف.