الفَازَة ( بفتح الفاء والزاي ): الفازة مدينة وميناء تاريخي في محافظة الحديدة. تقع بقايا هذا الميناء غرب مدينة زبيد ؛ يعد ميناء الفازة من الموانئ اليمنية التاريخية المشهورة قديماً ؛ ويذكر المؤرخون بأن الفازة كانت واحدة من موانئ مدينة زبيد التاريخية. يرجع أقدم ذكر لهذا الميناء في المصادر التاريخية إلى فترة الصراع الصليحي النجاحي في تهامة في القرن الخامس الهجري-الحادي عشر الميلادي. ازدهر ميناء الفازة في أيام دولة بني مهدي منتصف القرن السادس الهجري-الثاني عشر الميلادي، وحرصت الدويلات اليمنية المتصارعة آنذاك كالنجاحيين ومن بعدهم الصليحيين وبني مهدي والأيوبيين من أجل السيطرة على هذا الميناء الهام. كانت مدينة ومنطقة الفازه إحدى المناطق التهامية التي استولى عليها مؤسس دولة بني مهدي وأول ملوكها علي بن مهدي الرعيني سنة 554ه- 1158م. اشتهر ميناء الفازة في عصر الدولة الرسولية منذ نشأة هذه الدولة التي حكمت اليمن مائتين وتسعة وعشرين سنة (من 626-858ه-1229- 1454م)، وبنيت في الفازة عدة مراسي كان آخرها، وبحسب ما ورد في المصادر التاريخية، المرسى الجديد الذي بني سنة 822ه- 1419م بأمر الملك الناصر أحمد بن الملك الأشرف. كانت مدينة الفازه من أهم المصايف التي ارتادها ملوك الدولة الرسولية. وفي وقتنا الحاضر يعد ساحل الفازة من أجمل وأنظف الشواطئ ومن أروع المناطق السياحية وأجملها كونه محاطاً بالبحر من جهة وأشجار النخيل من الجهة الأخرى. ومن المعالم التاريخية التي لا تزال باقية في ميناء الفازة حتى اليوم آثار المرسى ومبنى قديم يقال إنه كان مبنى الجمرك وجامع أحمد الفازة. جامع الفازة يقع هذا المسجد على مرتفع صخري يرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي أربعة أمتار فقط. ينسب بناء جامع الفازة إلى الشيخ الفقيه أحمد الفازة، ويرجع تاريخ بناء هذا الجامع إلى عصر الدولتين النجاحية والصليحية في القرنين الخامس والسادس الهجريين-الحادي عشر والثاني عشر الميلاديين. يشرف مسجد الفازة على شاطئ الفازة، وترتطم أمواج البحر بالتلة الصغيرة التي بنيت عليها واجهة الجامع الغربية التي تفتح على البحر بباب يؤدي إلى خمس درج هابطة إلى مستوى البحر. التخطيط المعماري العام لهذا الجامع: عبارة عن بناء من الآجر مستطيل الشكل، يتكون من فناء مكشوف في الجهة الجنوبية وقاعة للصلاة في الجهة الشمالية وتمتد بطول الفناء، ومقصورة تحتل الزاوية الجنوبية الشرقية وإلى الغرب منها توجد أماكن الوضوء والطهارة تليها مئذنة الجامع. . ملحق بهذا الجامع مساحة للدفن تقع في الجهة الجنوبية الغربية منه. قاعة الصلاة: يتم الدخول إليها من الفناء الذي تفتح عليه في جهتها الجنوبية بواسطة باب معقود يفتح في جدارها الجنوبي. قاعة الصلاة مستطيلة الشكل مقسمة بواسطة عقدين مدببين إلى ثلاثة أقسام : جناحين شرقي وغربي تتوسطهما بلاطة المحراب. تغطي قاعة الصلاة ثلاث قباب بصلية الشكل، تؤمن مناطق الانتقال في كل قبة أربع مناطق ركنية ، كل منطقة تتكون من تسع حطات أو صفوف من المقرنص تتسع الصفوف كلما اتجهنا إلى الأعلى. تفتح في كل من الجدار الشرقي والجدار الغربي لقاعة الصلاة نافذتان معقودتان، وتفتح في الجدار الشرقي دخلتان جداريتان ودخلة جدارية واحدة تفتح في الجدار الغربي. تعددت زياراتي لهذا الجامع ضمن عملي الميداني المتمثل في قيامي بدراسة العمائر والمنشآت والمدن التاريخية في اليمن. وفي شهر مارس من هذا العام 2008 زرت جامع الفازة ووجدت بأن بعض الأجزاء الداخلية والخارجية لبناء الجامع قد تصدعت وتحتاج إلى ترميم بصورة عاجلة وخاصة القباب التي تغطي سقف قاعة الصلاة وكذلك الجدران الغربية المطلة على البحر. لجامع الفازة وقف كبير عبارة عن أموال وأراضِ زراعية خصبة ونخيل لو أنفق ريعها على ترميم وتجديد وتأثيث هذا الجامع لكانت كافية وزادت، ولكن للأسف أن وقف الجامع في يد شخص ينفق أموال الجامع على مصلحته الشخصية دون رقيب وحسيب، نأمل أن تتنبه الجهة المختصة (وزارة الأوقاف ) لذلك، وتعجل بترميم الجامع بالاستعانة بالمختصين قبل أن ينهار مبناه كلياً، ورمضان كريم.