- بعض القوي السياسية تتكلم على استحياء في إدانة أعمال الإرهاب وكأنهم يريدون النكاية بالسلطة - توجيهات بإبلاغ الذين مُنحت لهم أراض للاستثمار ولم ينفذوا بسحب العقود بعد مهلة 3 - 4 أشهر - سنعمل على توفير 30 ميجاوات من الطاقة الكهربائية بالغاز ونحن قادمون على مشروع استراتيجي لتوليد الطاقة - تم استدعاء وزير النقل لإعداد دراسة حول إنجاز ميناءَي الضبة وبروم والمنطقة الصناعية - الخنبشي : - الأعمال الإرهابية التي حدثت مؤخراً في حضرموت دخيلة على أبناء المحافظة التقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - أمس بالقاعة الكبرى في جامعة حضرموت بمدينة المكلا، الإخوة أعضاء مجلسَي النواب والشورى والمجالس المحلية والمكاتب التنفيذية ومدراء عموم المديريات وأعضاء المجالس المحلية بالمديريات، والعلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية والقيادات العسكرية والأمنية في محافظة حضرموت. وفي اللقاء تحدث فخامة الأخ الرئيس إليهم، مهنئاً إياهم بعيد الفطر المبارك وأعياد الثورة اليمنية.. وقال: يسعدني أن ألتقي بكم ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك وأعياد الثورة اليمنية، ووطننا في أمن وخير وسلام، ومعنا هذه القيادات الفاعلة من أعضاء المجالس المحلية والمكاتب التنفيذية والعلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية، لنتحدث معكم حول مجريات عدد من الأمور والمحطات، فما تحقق في محافظة حضرموت بصفة خاصة والوطن عموماً هو بفضل تعاون كل المخلصين الشرفاء من أبناء الوطن الذين يحبون الخير والأمن والأمان لهذا الوطن. وأضاف: نقدر ونثمن تثميناً عالياً لكل الرجال المخلصين أينما وُجدوا في مركز القرار أو خارجه، والذين كانوا خير عون للسلطة التنفيذية أو المحلية أو التشريعية أو القضائية، ونحيي كل الرجال المخلصين من أبناء الوطن في كل مكان، فما تحقق في كل ربوع الوطن شيء جيد بفضل تعاون الجميع، وعلى وجه الخصوص في محافظة حضرموت هذه المحافظة الكبيرة المترامية الأطراف. وتابع فخامته قائلاً: نحن سعداء ونعتز بكل ما تحقق، والفضل في ذلك يعود بعد الله سبحانه وتعالى إلى هؤلاء الشرفاء من أبناء حضرموت الذين كانوا خير عون وسند للسلطة السياسية والتنفيذية والمحلية، وقد تحقق الشيء الكثير، وسيتحقق كل ما نطمح إليه جميعاًَ. واعتبر فخامة رئيس الجمهورية أن الإرهاب آفة من الآفات... وقال: علماء حضرموت الأجلاء هم الذي نشروا راية الإسلام في شرق وجنوب آسيا وأفريقيا، وكانوا السبّاقين، لهذا لا نريد أن تكون حضرموت مركزاً للإرهاب، فالإرهاب مُدانٌ، ومن يرتكبون أعمال الإرهاب يضرون بمحافظة حضرموت والوطن عامة، حيث تتعرقل السياحة والاستثمار نتيجة لتلك الأعمال الإرهابية، كالتي حدثت مؤخراً في وادي حضرموت، وهي عمل إجرامي، وكذا ما حصل ضد معسكر الأمن المركزي، أو ما حصل في خور المكلا، وعدة محطات حصلت وآخرها ما حدث في العاصمة صنعاء لاستهداف السفارة الأمريكية، فشعبنا اليمني العظيم بكل فئاته يدين أعمال الإرهاب. وأكد فخامة الأخ الرئيس أن من يرتكبون الأعمال الإرهابية لا يعرفون ماذا يريدون، فليس لديهم أي برنامج سياسي نستطيع من خلاله التفاهم مع هذه الفئة الضالة، لكنه حقدٌ على الوطن، وليس على القيادة والحكومة فقط، بل حقد على الوطن بأكمله، على الطفل والمرأة والعجوز. وقال: ما يقومون به من أعمال إرهابية مضرٌ بالتنمية، وتشويهٌ لسمعة الوطن، وهذا هو هدفهم، وكل أبناء الوطن يدينون هذه الأعمال الإرهابية المشينة. وأضاف: للأسف إن بعض القوى السياسية تتكلم على استحياء في إدانة أعمال الإرهاب، وكأنهم يريدون النكاية بالسلطة، في حين أن الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس، فأعمال الإرهاب يجب أن يدينها الجميع في السلطة والمعارضة، لأن الإرهاب يلحق الضرر بالجميع. وأردف فخامة الأخ الرئيس قائلاً: بارك الله بالمتعاونين من أبناء الوطن وأجهزتنا الأمنية والعسكرية، التي تتصدى لهؤلاء الإرهابيين، وتقدم التضحيات الكبيرة من أجل أمن واستقرار هذا الوطن، ونحن على استعداد لمواصلة المشوار وتقديم التضحيات تلو التضحيات من أجل الأمن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع، لإفشال مخططات الحقد والكراهية لدى من يقومون بأعمال الإرهاب... مشيراً إلى أن من يقومون بهذه الأعمال عملاء يضرون بالوطن، ولا يلحقون الضرر بأمريكا، كما يدّعون. وكشف فخامته النقاب عن إلقاء القبض قبل خمسة أيام على خلية إرهابية ستُقدّم للمحاكمة، لارتباطها بالمخابرات الإسرائيلية، رغم رفعها لشعار الإسلام... وقال: سوف تسمعون ما سيدور في تلك المحاكمات قريباً إن شاء الله. ودعا فخامة رئيس الجمهورية كافة القوى السياسية وكل الخيّرين إلى التعاون لمواجهة الأعمال الإرهابية، لأن الأمن والاستقرار أمر يهم الجميع دون استثناء. وتطرق فخامة الأخ الرئيس إلى انتخابات المحافظين... وقال: أهنئكم أولاً بانتخاب المحافظ، فالأخ سالم الخنبشي أعرفه جيداً، وقد كان عضواً في اللجنة العليا للانتخابات، وفي المكتب السياسي للحزب الاشتراكي، وعندما رشّحناه قال لي البعض: لماذا جئتَ لنا بمحافظ من خارج حزب المؤتمر الشعبي العام؟ ولكن الشريف المخلص والوطني ومن يحب الوطن من أي حزب سياسي يتفضل يأتي ويشارك، فالوطن يتسع الجميع، ولا تهمنا التسميات والشكليات، ومن يخدم الوطن من أي تنظيم سياسي هو من أبناء الوطن، فالسفينة تتسع لكل الخيرين. مجدداً التهاني لكل أبناء الوطن بنجاح تجربة انتخاب المحافظين... وقال: نحن الآن بصدد استكمال هذا المشوار بانتخاب السلطة المحلية بشكل عام من خلال انتخاب مدراء المديريات... لافتاً إلى أن بعض القوى السياسية كانت للأسف الشديد تعارض الوحدة وحرية الصحافة والتعددية السياسية، وتعارض كل شيء حتى السلطة المحلية، ولا نعلم ماذا يريدون؟! وقال: اعتمدنا الحرية والتعددية السياسية والانتخابات البرلمانية والمحلية، قالوا: لانريدها، وكانوا معارضين... وجاءت الانتخابات المحلية وانتخابات المحافظين وعارضوها أيضاً، وهو ما يؤكد معارضتهم لكل شيء جميل في هذا الوطن. وأضاف: نحن قلنا لهم: لديكم برنامج سياسي، فالشعب هو مصدر السلطة ومالكها، وهذا الشعب قد قال كلمته فيهم سواء في الانتخابات النيابية أو المحلية أو الرئاسية، والآن نحن قادمون على انتخابات مجلس النواب، وشعبنا يفرّق بين ما هو حقٌ وما هو باطلٌ، وبين الغث والسمين، فهو ليس جاهلاً كما يريدون هم أن يجهّلوه، من خلال غرفٍ مغلقةٍ يتحدثون فيها لأنفسهم ويصدّقون أنفسهم بأن الشعب سيصدّقهم... ونحن ندعوهم للانفتاح والتحرر وزيارة الوطن قبل زيارة أي مكان آخر، ونقول لهم: زوروا حضرموت ومديرياتها، زوروا تعز وإب وذمار وصعدة ومناطق الوطن، فأنتم تتحدثون في غرفٍ مغلقةٍ وبثقافةٍ معينةٍ، تتحدثون لأنفسكم، وتعتقدون بأن الناس سوف تصدقكم، أو أنهم يستوعبون ثقافتكم، ولكن هذه ثقافة تخص مروجيها. وقال فخامة الأخ الرئيس: بعد مراجعتي مع الأخ المحافظ حول إنشاء جامعة في وادي حضرموت، نحن بدأنا ب3 كليات هناك، وسأبلغ الحكومة بإنشاء جامعة في الوادي، فوادي حضرموت أصبحت قيادته قيادة محافظة إلا أنها تعمل في إطار محافظة حضرموت، رغم أن كل أجهزة الدولة ومقوّماتها موجودة في وادي حضرموت مثلها مثلما هي موجودة في المكلا، ولكنها تعمل تحت مسمّى محافظة حضرموت. وأضاف: كما أنني بعد مراجعتي مع بعض الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية قلنا لهم: نريد ننشئ محافظة واحدة في حضرموت رغم أننا نعتمد ميزانيتين، ميزانية في الوادي وميزانية في الساحل، ولكن جميعها تحت مسمّى محافظة حضرموت، وسنوجّه الحكومة بإنشاء مستشفى مركزي وبأسرع وقت ممكن في الوادي وذلك بما يطور الخدمات الصحية فيه، وبالنسبة للأمور الأخرى كونوا مبدعين مثل المحافظين السابقين. واستطرد فخامة رئيس الجمهورية قائلاً: قد أبلغتُ الأخ المحافظ بإطلاق الأراضي والسماح للمواطنين بالبناء فيها، وعلى وجه الخصوص ذوي الدخل المحدود بعقود انتفاع وبإيجارات روتينية. وأضاف فخامته: أما ما يخص الأراضي المخصصة للاستثمار، فعلى محافظ محافظة حضرموت إبلاغ الذين مُنحت لهم أراضٍ للاستثمار ولم ينفذوا المشاريع الاستثمارية عليها، بل يتاجرون بها، بسحب العقود منهم بعد إعطائهم مهلة من 3 - 4 أشهر للبدء بمشاريعهم ما لم تعطَ الأرض للمواطنين ليستفيدوا منها وهم المستحقون لها. وأكد فخامة الأخ الرئيس أن إعطاء هذه الأراضي للمستثمرين لإقامة مشاريع استثمارية من أجل توفير فرص عمل، لكن تجميدها مخالفٌ لأهداف إعطائهم هذه الأراضي... مشيراً إلى حرص الدولة على تشجيع الاستثمار ورأس المال وتشجّعهما لكن تجميد الأراضي والمتاجرة.. هذا حرام. وقال: نحن الآن سنعمل على توفير حوالي 30 ميجاوات من الطاقة الكهربائية بالغاز، وعندنا 10 ميجاوات تولّد بالديزل في المكلا، ونحن قادمون على مشروع استراتيجي لتوليد الطاقة، ونبحث مع الفرنسيين والأردنيين والكنديين والأمريكيين والماليزيين من أجل إنشاء محطة توليد الطاقه الكهربائية بالطاقة النووية، وإن شاء الله ننجح في ذلك. وأضاف: أنا تحدثتُ بهذا الكلام قبل عامين، واعتبر البعض ذلك ضرباً من الخيال، ولكننا بعد أن تحدثنا عن توليد الطاقة الكهربائية بالطاقة النووية رغم شحة إمكانياتنا بدأ الكثير يتحدث عن توليد الكهرباء بالطاقة النووية سواء في الخليج أو بعض الدول العربية، وإن شاء الله نتعاون مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، لأن الكهرباء هي أساس النهضة الاقتصادية. ولفت فخامته إلى ارتفاع إنتاجية الأسمنت لوجود عدد من مصانع الأسمنت العاملة في اليمن من خلال دخول عدد من المستثمرين في هذا المجال... وقال: هناك مصنع في لحج تابع لمجموعه هائل سعيد أنعم، ومصنع في حضرموت تابع لعبدالله بقشان ومجموعة من المستثمرين، وهناك مصنع آخر تابع للمحضار وعلي سليمان، وجميعها سوف تسهم في توفير فرص للأيدي العاملة. وأضاف: إنني أنتهز هذه الفرصة واللقاء مع هذه الكوكبة في هذه القاعة لأدعو كافة القوى السياسية للمشاركة الفاعلة في الانتخابات، وأن تكون موجودة تحت قبة البرلمان كل بحسب حجمه وبحسب حبه للوطن وإخلاصه له. وأوضح الأخ رئيس الجمهورية أنه تم استدعاء وزير النقل، لتكليف وزارته بإعداد دراسة عميقة لإنجاز ميناء الضبة والمنطقة الصناعية، وكذلك ميناء بروم، وبالتنسيق مع السلطة المحلية من أجل إنجاز هذا المشروع الاستراتيجي الكبير، الذي سوف يخدم النشاط الاقتصادي والاستثماري في المحافظة... مرحباً بالاستثمار في الميناءَين. وأكد فخامته أنه ليس هناك شيء اسمه مستحيل، فكل ما تحقق اليوم كان بالأمس مستحيلاً، لكنه بعد أن تحقق أصبح حقيقة واقعة... متمنياً في ختام كلمته للجميع التوفيق والنجاح. وفي اللقاء، الذي بُدئ بأي من الذكر الحكيم، ألقى محافظ حضرموت سالم الخنبشي كلمة، استعرض فيها التطورات التي شهدتها المحافظة منذ قيام الوحدة اليمنية المباركة على مختلف الأصعدة، والنهوض التنموي والاقتصادي لمشاريع البنى التحتية كالطرقات، الكهرباء، المياه، الصحة، التعليم، المواصلات والاتصالات، إضافة إلى المشاريع الاستراتيجية في مجال الصناعات واستخراج النفط والمعادن ومصانع الأسمنت. وتطرق الخنبشي إلى مميزات وعوامل جذب الاستثمارات التي تزخر بها محافظة حضرموت... معتبراً مؤتمر فرص الاستثمار، الذي عقد في مارس الماضي بالمحافظة، محطة هامة للنهوض بالتنمية الشاملة في المحافظة. وأشار محافظ حضرموت إلى الإجراءات التي تقوم بها السلطة المحلية بالتنسيق مع الغرفة الصناعية التجارية بالمحافظة في إطار تنفيذ مصفوفة التوصيات التي خرج بها المؤتمر... لافتاً إلى الاستعدادات الجارية لافتتاح المعرض الصناعي والتجاري بالمحافظة المزمع إقامته في ديسمبر القادم. وأشاد الخنبشي بما تحظى به محافظة حضرموت من اهتمام كبير من قبل القيادة السياسية، وهو ما تترجمه التوجيهات المتعلقة بزيادة الطاقة الكهربائية للساحل والوادي، والتوجيه بإنشاء محطة كهرباء استراتيجية تعمل بالغاز في بلحاف، وبناء محطة كهرباء في حضرموت لنقل الغاز، وكذا تطوير مطارَي الريان وسيئون وملحقاتهما. كما أشاد المحافظ بدور الأجهزة الأمنية وتعاونهم مع المواطنين لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة، باعتبار ذلك من المقومات الأساسية لإقامة استثمارات في المحافظة والنهوض بالمجال السياحي بما يسهم في تنمية الاقتصاد الوطني. واعتبر الأعمال الإرهابية، التي حدثت مؤخراً في المحافظة، دخيلة على أبناء حضرموت الذين عُرفوا بالسماحة والاعتدال وحرصهم على نشر تعالم الدين الحنيف. وفي اللقاء ألقى الشعراء: محمد بن سويد الحباني ومحمد بن سويدان وحسن عبدالله باحارثة، قصائد من الشعر الشعبي، عبّرت عن التحولات السياسية والديمقراطية والتنموية والثقافية التي شهدها الوطن عامة ومحافظة حضرموت خاصة، وفي مختلف المجالات تحت راية الوحدة المباركة وعطاءات القائد الوفي الذي كرّس كل جهوده من أجل نهضة الوطن وتقدمه ومجده.