تعاني مدينة ذمار منذ فترة أزمة متقلبة في جانب النظافة تتراوح ما بين الخفيفة صيفاً والحادة أحياناً أخرى وهي الأزمة التي ذكرتنا بالقضية التي عصفت بمدينة ميلانو الإيطالية في هذا الجانب وكادت أن تقضي على السمعة العالمية لجبنة الماورزينا كون تراكم مخلفات القمامة التي طغت على شوارع وأزقة المدينة العالمية لها تأثيراتها الكارثية على كافة الصعد وليس على جانب دون آخر. ونحن بدورنا نخشى على ذمار من أن تصبح ميلانو اليمن .. في تراكم القمامة ومخلفاتها والتي تسيء مباشرة إلى مكانة المنتج الزراعي من محاصيل البطاطس والطماطم التي تشتهر بها المحافظة !! المحافظ رئيس المجلس المحلي أولى الموضوع أهمية خاصة واستثنائية حتى ظن الجميع أن المشكلة استحوذت على كافة اهتمامات المحافظ الأخرى وهي جهود تحدث عنها الشارع الذماري وأطنب فيها. وفي حديث جانبي مع المحافظ أكد لنا أن النظافة وتحسين مدينة ذمار هي التي تتصدر أولوياته في المحافظة إضافة إلى الرغبة التي أبداها لتطوير مقلب القمامة وما يرافق ذلك من إدخال تقنيات حديثة للتخلص من النفايات بطريقة علمية ومأمونة بيئياً وصحياً لمدة شهر من الزمان لاحظ المواطنون تحسناً ملحوظاً في مستوى النظافة وهو تحسن وإن كان طفيفاً لكنه برهان على أن القادم أفضل مادام هناك دلائل على إجراءات عملية للارتقاء بعملية النظافة داخل المحافظة حتى أن هناك مجاميع من المواطنين لم يخفوا ارتياحهم من هكذا اجراءات وأبدوا استعدادهم لزيادة الحرص في تجميع قماماتهم ووضعها في أماكنها المخصصة لذلك في خطوة مسئولة لتسهيل الأمر على عامل النظافة. إلا أن المفاجأة التي لم يحسب لها حساب هو ما حدث في شهر رمضان ولاتزال مشاهده ماثلة للعيان حيث انقلب ظهر المجن وبدأت أكوام القمامة تتراكم بصورة مخيفة في الشوارع العامة والفرعية وفي الأسواق وعلى براميل القمامة ومحيطها. وفي ظل هذه الظروف المشحونة بالتجاذبات وبالفعل ورد الفعل ازداد الوضع سوءاً فما إن تمر في الشارع العام حتى تصادفك أكوام القمامة متناثرة على جانبي الطريق التي تتسع رقعتها وخطورتها يوماً بعد آخر ولا يقتصر هذا المشهد المؤسف على تلك الشوارع العامة أو الفرعية بل تنسحب دائرته لتشمل اسواقاً كبيرة ومشهورة بحركتها الدائبة والمستمرة مثل سوق الربوع سوق عنس سوق الخضار والقات والسوق المركزي، سوق الحوطة سوق الدائرة ولاتلبث ترى القطط والكلاب المتشردة جنباً إلى جنب مع الأطفال الذين يحلو لهم العبث بالقمامة واللعب بين أكوامها علاوة على أولئك الذين يستمتعون في البحث عن المخلفات البلاستيكية لبيعها والاستفادة من ثمنها أما عن مخلفات المطاعم وسوق المجزرة فحدث ولا حرج حيث المخلفات التي تنبعث منها الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتكاد تقتلع الأنفاس. وفي اتصال هاتفي بالاخ ناجي العزي مدير عام صندوق النظافة والتحسين أكد لنا أن القضية أعطيت أكبر من حجمها وأن عملية النظافة في مدينة ذمار تسير على أحسن حال وأن ما حدث في رمضان من رفض العمال العمل هو أمر استثنائي نادر الحدوث تسبب فيه مجموعة من المحرضين فكل ما في الأمر أننا أردنا تأخير صرف الاكرامية لأننا لو صرفناها في وقت مبكر فإن العمال سيتركون العمل ويتفرغون لشئونهم الخاصة لكن القضية عولجت بمجرد ضبط المحرضين ومن ثم صرف مستحقات العمال ولم تستغرق المشكلة أكثر من يومين إلى ثلاثة أيام. ويضيف العزي : أما ما تلاحظونه من تراكم القمامة في بعض شوارع وأسواق ذمار فالسبب عطلة العيد لا أقل ولا أكثر مؤكداً أنه خلال الأيام القليلة القادمة سيتم ازالة جميع مخلفات القمامة. ويستطرد : إذن لاداعي لوسائل الإعلام أن تثير ضجة لا مبرر لها سوى أصوات نشاز لاتعبر إلا عن نفسها.