أنقرة تبدي رغبتها في شراء الغاز المسال وتؤكد دعمها انضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية اختتمت أمس في العاصمة صنعاء اجتماعات الدورة الرابعة للجنة الوزارية اليمنية - التركية المشتركة برئاسة وزير الصناعة والتجارة، رئيس الجانب اليمني الدكتور يحيى بن يحيى المتوكل، ونائب رئيس الوزراء، وزير الدولة، رئيس الجانب التركي ناظم أكران. ووقع الجانبان في ختام أعمال الدورة على محضر الاجتماع المتضمن نتائج المباحثات والاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماعات. ففي مجال العلاقات التجارية راجع الجانبان التطورات التجارية الثنائية القائمة بين البلدين... وأكدا رغبتهما الخالصة في الدفع بها قدماً نحو مزيد من التطور والتنويع... مؤكدين الحرص على تبادل الزيارات والتواصل المشترك بين ممثلي القطاع العام والخاص في البلدين الشقيقين، وتشجيع رجال الأعمال والشركات على تبادل الزيارات وتوفير كل المعلومات الممكنة للحصول على معرفة أفضل لإمكانات السوق الحالية والقوانين والأنظمة السارية في كل دولة. واتفق الجانبان على تشجيع رجال الأعمال اليمنيين والأتراك الذين لديهم علاقات تجارية في البلدين لتأسيس جمعية مشتركة من أجل الترويج للفرص التجارية والاستثمارية... وقد تقدم الجانب اليمني بمسودة اتفاقية لتأسيس مجلس رجال الأعمال اليمني - التركي، ووعد الجانب التركي بنقل هذه المسودة إلى المعنيين لدراستها والرد بشأنها. وأبدى الجانب اليمني ارتياحه لمشاركة الشركات التركية في معرض صنعاء الدولي عامي 2007 و2008 وأكد أهمية استمرار تلك المشاركة بانتظام في هذا المعرض. وإدراكاً للدور المحوري لتوسيع التجارة بين الدول كقوة دافعة نحو التنمية طلب الجانب التركي من الجانب اليمني التوقيع والمصادقة على الاتفاقية الإطارية حول نظام التجارة التفضيلية بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. وأكد الجانب التركي دعمه لعملية انضمام اليمن لمنظمة التجارة العالمية وأبدى استعداده لتوفير المساعدة للخبراء الفنيين اليمنيين في هذا الشأن.. واتفق الجانبان على تشجيع هيئات الاستثمار الخاصة بهما للقيام بزيارات رسمية أكثر، وتشجيع المستثمرين على الاستفادة من المميزات الاستثمارية وإقامة شراكات استثمارية في البلدين. وفي مجال التعاون الاقتصادي والصناعي والفني اتفق الجانبان على المصادقة على اتفاقية الترويج المتبادل وحماية الاستثمارات واتفاقية منع الازدواج الضريبي بأسرع وقت ممكن... كما اتفقا على اتخاذ التدابير الضرورية لتشجيع الاستثمارات المباشرة والشراكات بين الجانبين... ووافق الجانبان على أهمية التعاون الثنائي بين منظمة تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة التركية والإدارة المناظرة لها في اليمن لاستكشاف فرص التعاون المشترك. وعبر الجانب التركي عن رغبته في شراء الغاز المسال من اليمن، وقرر الجانبان بدء الاجتماعات بهذا الخصوص في أقرب وقت ممكن... وأبدى الجانب التركي استعداده لتبادل المعلومات والخبرات في كفاءة الطاقة والمصادر القابلة للتجدد من خلال الجهة المعنية. وفي مجال النقل عبر الجانبان عن ارتياحهما للاتفاقية الموقعة بين البلدين في مجال النقل البحري بتركيا في فبراير 2008م ومصادقة الجانب اليمني على تللك الاتفاقية خلال هذا الاجتماع، وأكد الجانب التركي رغبته في بناء مركبات بحرية لتصل حمولتها الى مايزيد عن 150 ألف طن وإصلاح المركبات البحرية إذا طالب بها الجانب اليمني. واتفق البلدان على تبسيط إجراءات تأشيرة الدخول لسائقي الشاحنات في كلا البلدين... ووافق الجانب اليمني على أخذ مقترح الجانب التركي المتعلق بأن يكون اليمن جزءاً من معاهدة النقل البري الدولي للأمم المتحدة، بعين الاعتبار من أجل تسهيل قطاع النقل في كلا البلدين. وفي المجال السياحي أكد الجانبان دور قطاع السياحة في تنمية العلاقات الثنائية التجارية والاقتصادية، واتفقا على تشجيع التعاون بين المؤسسات في القطاع الخاص والعام بكلا الدولتين في هذا المجال... وأكد الجانب اليمني ضرورة الإسراع في بناء معهد التدريب المهني في اليمن والممول من تركيا. وفي ختام الاجتماعات أبدى وزير الصناعة والتجارة ارتياحه للنتائج الإيجابية التي تمخضت عنها أعمال الدورة الحالية... مشيراً إلى المجالات العديدة والمتجددة في كافة القطاعات لتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين... ولفت إلى أن أعمال الدورة تضمنت كافة قضايا ومجالات التعاون وآفاقها المستقبلية. وأكد الوزير المتوكل الدور الذي يضطلع به القطاع الخاص في البلدين في تعزيز البيئة المواتية للشراكة بين البلدين الشقيقين بما يحقق التطلعات المنشودة... مثمناً الجهود التي بذلتها اللجنة الفنية من الجانبين في الإعداد والتحضير الجيد لإنجاح هذه الدورة. من جانبه اعتبر نائب رئيس الوزراء، وزير الدولة التركي، ما ساد أعمال اجتماعات الدورة من جو أخوي، انعكاساً للمستوى المتقدم للعلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين... مؤكداً رغبة بلاده الأكيدة لتعزيز آفاق الشراكة مع اليمن وفي مختلف المجالات... وعبر المسئول التركي عن أمله في أن تفتح نتائج أعمال هذه الدورة أبواب انطلاقة جديدة من التعاون بين البلدين... معرباً عن شكره وتقديره لكرم الضيافة وحسن الاستقبال التي حظي بها والوفد المرافق له في بلدهم الثاني اليمن. إلى ذلك ضمت الغرفة التجارية الصناعية في أمانة العاصمة أمس ندوة لرجال الأعمال اليمنيين والاتراك، على هامش اجتماعات الدورة الرابعة للجنة الوزارية اليمنية - التركية المشتركة. وفي الندوة أكد وزير الصناعة والتجارة الدكتور يحيى بن يحيى المتوكل أهمية توسيع العلاقات بين القطاع الخاص في البلدين، من خلال توسيع مجالات التعاون التجاري وإقامة الاستثمارات المشتركة بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.. مشيراً إلى أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية الاقليمية في ظل ما نشهده اليوم من أزمة تعصف بالنظام الرأسمالي. ونوه الوزير المتوكل بالعلاقات اليمنية - التركية... مؤكداً الحرص على الدفع بدور القطاع الخاص في البلدين لتوسيع وتنمية آفاق الشراكة القائمة. ولفت وزير الصناعة والتجارة إلى الفرص الاستثمارية الجاذبة والمتاحة في اليمن في مختلف المجالات والمزايا والتسهيلات التي يمنحها القانون اليمني... منوهاً بالإجراءات التي اتخذتها اليمن في خلق بيئة استثمارية مشجعة من خلال المراجعة المستمرة لقانون الاستثمار وتعديله بما يتناسب مع متطلبات المستثمر، فضلاً عن إعداد برنامج لإقامة المناطق الصناعية في مختلف المحافظات، والذي يمكن أن يمثل مجال شراكة بين رجال الأعمال اليمنيين والأتراك. ولفت إلى ما قطعته الحكومة من خطوات في تبسيط الإجراءات من خلال نظام النافذة الواحدة في الهيئة العامة للاستثمار أو في نظام المعاملات التجارية في مختلف المرافق والمؤسسات التي تتعامل مع رجال الأعمال والمستثمر، وتقدم اليمن في مؤشر تحسين بيئة الاعمال من المرتبة 138 الى المرتبة 98 العام 2009 وفقاً لتقرير البنك الدولي . من جانبه عبر نائب رئيس الوزراء، وزير الدولة التركي ناظم أكران عن ارتياحه للتقدم والتطور في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين... منوهاً بزيارة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح - رئيس الجمهورية - لتركيا في فبراير الماضي، والتي فتحت آفاقاً واسعة للتعاون بين البلدين... وأشار إلى أهمية اللقاء بين رجال الأعمال الأتراك ونظرائهم اليمنيين لبحث توسيع العلاقات المشتركة.. مؤكداً مباركته للنتائج التي سيتم التوصل إليها بما يحقق النمو والتقدم في المجالات التجارية والاقتصادية بين البلدين