احتفلت الجمهورية اليمنية بيوم الغذاء العالمي واليوم العالمي للمرأة الريفية بحفل نظمته وزارة الزراعة والري أمس بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو).وفي الحفل الذي نظم تحت شعار " الأمن الغذائي العالمي واليوم العالمي للمرأة الريفية "، أكد وزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي على أهمية القطاع الزراعي ودوره في تحقيق الأمن الغذائي باعتباره المدخل الصحيح للتنمية والتخفيف من الفقر .. مشيراً الى التحديات التى تواجه الأمن الغذائي والمتمثلة في التغير المناخي والطاقة الحيوية.. وقال: " لقد شهد العالم العام الماضي والفترة المنصرمة من العام الجاري ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواد الغذائية أثرت على الشعوب بشكل عام نتيجة لعوامل تتعلق بالتغيرات المناخية ومراحل الجفاف لمعظم المناطق.. وتطرق الوزير الحوشبي إلى جهود الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة والري في تطوير وتنمية القطاع الزراعي وتعزيز دوره في توفير الغذاء، والتدخل في برنامج التوسع في زراعة الحبوب الغذائية وتكثيف الإرشاد الزراعي وتوفير قروض ميسرة وتنشيط بحوث الحبوب لإيجاد أصناف محسنة عالية الإنتاجية ومقاومة للجفاف والآفات . مبيناًً أن انتاج اليمن من الحبوب العام الماضي وصل الى قرابة المليون طن فيما يُتوقع تراجعه خلال هذا العام لأسباب ترجع الى الجفاف والتغيرات المناخية.. واشار في ذات الصدد الى التوسع في المنشآت من سدود وخزانات وحواجز مائية ساهم في تحسين انتاجية المحاصيل الزراعية واستمراريتها.. وأشار وزير الزراعة والري الى أهمية الاستثمار في القطاع الزراعي باعتباره من القطاعات الواعدة والحيوية .. داعياً القطاع الخاص الى الاستثمار في هذا القطاع لما له من مردودات كبيرة تأتي ثمارها على مختلف الجوانب التنموية والاقتصادية وهي استثمارات مضمونة. كما دعا الشباب الى استغلال المساحات الزراعية والتوجه نحو ممارسة النشاط الزراعي كوسيلة لاستغلال اوقات الفراغ، فضلاً عن العائدات المادية والمربحة لهم .. مؤكداً على أهمية دعم جهود المرأة الريفية وتعزيز دورها في خدمة القطاع الزراعي.. من جانبه أكد وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع تنمية الإنتاج الزراعي المهندس عبدالملك قاسم الثور أن الارتفاع العالمي لأسعار السلع الغذائية الرئيسية أدى الى تهديد الأمن الغذائي في اليمن كسائر البلدان ذات الطبيعة المتشابهة .. مبيناً ان التوجهات الحكومية تدخلت في توفير الحبوب بأسعار التكلفة بهدف التخفيف من ارتفاع الأسعار. وأشار الى ان التحديات التى تواجه انتاج الغذاء تتمثل في ارتفاع اسعار النفط الذي ادى بدوره الى زيادة تكاليف مستلزمات الانتاج والنقل مما سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وزاد من حدة الجوع والفقر وخلق ازمات سياسية هددت الاستقرار في الكثير من دول العالم.. ولفت الوكيل الى ان المجتمع اليمني في غالبه زراعي حيث يشكل سكان الريف أكثر من ثلثي السكان ويستوعب القطاع الزراعي أكثر من نصف القوى العاملة. مؤكداً بأن تلك الحقائق تدل على المكانة المتقدمة التى تحتلها الزراعة في الاقتصاد اليمني.. من جانبه تلا ممثل منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) في صنعاء الدكتور هاشم الشامي كلمة مدير عام المنظمة «تليفود» والتى اعتبرت ان موضوع يوم الأغذية العالمية لهذا العام فرصة للترويج للنتائج التى تمخض عنها المؤتمر الذي عقد خلال الفترة من 3-5 يونيو الماضي بروما وبمشاركة ممثلي 181 بلداً وتم خلاله التأكيد على ضرورة زيادة انتاج الأغذية وأهمية الاستثمارات الزراعية لتلبية الطلب المتزايد على الأغذية نتيجة النمو السكاني . وأشارت إلى أن الأزمة في ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أدت إلى تدني الاستثمارات الزراعية في البلدان الأشد فقراً، حيث انخفض نصيب الزراعة من المعونة الرسمية للتنمية من 17 بالمائة في عام 1980م الى 3 بالمائة عام 2006م.. ودعت الكلمة إلى ضرورة إقامة أطر تحفز نمو الاستثمارات الخارجية المباشرة في قطاع الزراعة في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض ومنها اليمن . كما ألقيت في الحفل كلمات من قبل رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي محمد بشير ومدير عام المرأة الريفية بوزارة الزراعة المهندسة نورية البدح، أشارت إلى الإنجازات التي حققها قطاع الزراعة في اليمن رغم المشكلات والعوائق التي تواجه التنمية الزراعية. وتطرقت الى ضرورة الاهتمام بقضايا المرأة والأسرة الريفية لما له من انعكاسات واسعة على تطوير وتحسين الزراعة والمجتمع الريفي من خلال ادخال ونشر التقنيات الحديثة والمناسبة لمواجهة تحديات العصر والتي من أهمها التغيرات المناخية والطاقة الحيوية.. وفي الحفل قدمت ورقتا عمل الأولى للدكتور عبدالواحد مكرد، تناولت الأمن الغذائي وتحديات المناخ والطاقة الحيوية، فيما تمحورت الثانية للمهندسة ذكرى الزبير حول كيفية استغلال الطاقة البديلة وتقييم الغاز الحيوي "البيوجاز" والاستفادة من ذلك في توفير الأمن الغذائي. حضر الحفل وزير الثروة السمكية محمد صالح شملان، ووكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية الدكتور محمد يحيى الغشم ووكيل الوزارة لقطاع الري واستصلاح الأراضي الزراعية المهندس أحمد محسن العشلة وعدد من الدبلوماسيين والسفراء والاكاديميين والمهتمين.