يصغر كل حيزٍ أمام عينيها ، تتضاءل الأجرام السماوية وتسقط في مهب الزيف..حتى لا يبقى من الحلم شيءٌٌ يمكن أن تحتفظ به في مكنون كلماتها .وبصبرٍ نافذ المدى، تنهض ليلى وترسم المجنون : كائناً مستحيل الشبه، تاه في غياهب الوجوه، ومضى لا ينتمي إلى أحد أيَّ زمنٍ غير زمن هؤلاء الهلاميين من حوله . ومراراً ردًّدت ليلى :خذ بيدي ، يا قيس، و اغرسني في ثراك البهيّ : زهرة ياسمين، أو غصن ريحان،أو كما تريد لي أن أكون ! رفض المجنون ، وأراد لها الحياة التي لا تودٌّ. رفض تماماً ، وبقى في رمسه القديم ، يأمل لها الوجود أو العدم سيَّان ما دام العمر في يديها ،لا يزال يانعاً،بكراً،كأطيار الرحيل.