العيون تتبع أخبار صقر الحالمة، وقلوب الجماهير تخفق رغبةً في رؤية الكتيبة الصفراء متماسكة قوية، مقتدرةً على عبور الجولة الافتتاحية للدوري العام.. والآمال والطموحات تسبق الأحداث، وتسابق الزمن بحثاً عن انجاز جديد وبطولة ذهبية أخرى، تمنح الصقر لقباً مستحقاً ومتكافئاً مع جهود ادارته، وجهازه الفني بقيادة المدرب الوطني أمين السنيني. آراء قاتمة لقد مورست ضغوط ثقيلة الوطأة على صدور هذا الفريق الذي يمتاز بامكانات ادارته المالية، والبنى التحتية الرياضية، واستقراره الاداري وربما شكلت الأخبار التي تناقلتها الصحف الرياضية والتحليلات والهالة التي صاحبت الانتقالات لبعض اللاعبين المحليين إلى صفوف الصقر تصوراً سلبياً عن هذا الفريق، صاحبه قسوة من بعض الأقلام التي تناولت استعدادات الأصفر الحالمي، وبنت آراء قاتمة، ورسمت صورةً سوداوية له، من خلال نتائج المباريات التجريبية الأربع التي خاضها الصقراويون أمام الرشيد وشمسان وشباب الجيل واليرموك.. لكن الاستنتاج الذي توصلت إليه تلك التحليلات والآراء، كانت تفتقد إلى عناصر الرصد والملاحظة من الواقع حيث اكتفت بالأرقام والنتائج وقراءة الأخبار ثم اعتمدت على قدرتها في التحليل والتركيب، وأغفلت أشياء كثيرة لها علاقة بالحكم على الاخفاق أو النجاح، ولها علاقة في الوصول إلى تصور حقيقي بنسبة كبيرة عن قدرة الصقر الحالمي، وأين يمكن تصنيفه، وإلى أي مدى يمكنه أن يصل في دوري الدرجة الأولى الذي يطرق أبواب الملاعب اليمنية. بين موسمين أولاً الصقر نوفمبر 2008م يختلف عن الصقر يونيو 2008م كون معظم لاعبيه الذين حققوا له الوصافة واللقب، وشكلوا فريق النجوم المنسجم المستقر، قد غادروا من عش الصقر إلى غيره، أو إلى أنديتهم التي أتوا منها.. فالمحترفون اليمنيون علي العمقي فهمان عايش أحمد وعزيز الزريقي فؤاد العميسي سامي التام طارق سالم غابوا عن التشكيلة الصقراوية.. وبقي من المحترفين الأجانب الاثيوبي يوردانوس، والنيجيري عثمان صالحو. ثانياً: استعد فريق الصقر بقيادة المدرب أمين السنيني منذ شهرين تقريباً أحدهما وافق شهر رمضان المبارك مما حال دون الاستفادة من المعسكر الداخلي بصورة أفضل، كما أن إلتحاق معاذ عساج وباسم العاقل وخالد متعافي إلى المنتخبات قد أضر بالبرنامج الاعدادي للجهاز الفني الذي اضطر إلى اجراء مباريات تجريبية للفريق في ظل غياب لعناصر رئيسية. كما أن انضمام بعض اللاعبين مؤخراً إلى صفوف الصقر أدخل الجهاز الفني في حسابات واحتمالات واعادة تقييم خطواته وتصوراته لما سيكون عليه العمل، ولاتخاذ التصور النهائي لخوض المباراة الأولى الرسمية يوم الجمعة المقبل.. ضف إلى ذلك أن الاثيوبيين المحترفين«سلمون جيرما ودييجو ديليبي» اللذين يلعبان في مركزي الوسط والليبرو لم يلتحقا بالفريق بعد، ولم يخوضا معه المباريات التجريبية، ولاتزال الآمال معلقة على مقدرة يوردانوس في اكمال مهمة انضمامهما. الصقر والتجديد إذاً.. فمن المبكر اصدار حكم على مستقبل الكتيبة الصفراء باعتبار أنها بتوليفة جديدة تحتاج إلى عامل الزمن لتصل إلى الانسجام المطلوب، والفهم المأمول، وإلى تشكيل القوة الضاربة للجوارح الحالمية، والتي لن تظهر جلية إلا في حال استفاد الصقر من لاعبيه الذين في المنتخبات الوطنية، واكتملت صفوفه بانضمام المحترفين الاثيوبيين، أما إن بقي معتمداً على مالديه من أسلحة الشباب وبعض المخضرمين في غياب التجانس فإن الثمرة لجهود الجهاز الفني لن تظهر مبكراً، مالم يبذل اللاعبون أنفسهم الكثير من الجهد لتنفيذ المهام وفهم أفكار بعضهم، وتكوين منظومة متكاملة من الأدوار في المباريات خاصة في الأسابيع الأولى، فحينها ربما تغلبت الصقور على عامل التجديد الذي حدث في صفوفهم، وأسسوا وحدة متناغمة تعمل بروح الفريق الباحث عن البطولة، وليس تقديم الممكن والمستطاع فهذا القدر من الجهد لايتواءم مع طموح الجماهير التي عليها أن تتبين الصورة التي عليها فريقها، ولاتتخذ خطوات اندفاعية أو ترتكب مواقف انفعالية متهورة فتوجه من البداية كل أسلحتها لإقلاق فريقها بدلاً عن مؤازرته ومساندته منذ اللحظة الأولى لانطلاق الدوري. استعجال!! وعلى بعد أكثر من «50» ساعة على المباراة الأولى للصقر فإن المطلوب من أنصاره أن يدعموه معنوياً، ويكفوا عن الصراخ الذي أخذ يزداد لمجرد أن المباريات التجريبية كانت نتائجها على غير ماتوقعوه.. كما ينبغي على المنتمين إلى القلعة الصفراء من زملاء الحرف الرياضي أن يسعوا إلى تبيين دور القاعدة الجماهيرية، وتوضيح الصورة الحقيقية، ونقد السلبيات وعدم الترصد والتربص بفريقهم سواءً أكانوا عامدين أم عن غير قصدٍ وسابق اصرار، لأنني سمعت تذمراً من بعضهم، وتعبيراً عن خيبة الأمل، وقدحاً في الادارة، ومبالغة في الحكم على مستقبل الصقر من خلال نتائج المباريات التجريبية.. وهو مايشير إلى غلبة العاطفة على الموضوعية، والاستعجال على الدراسة والتحليل المبني على ربط المعطيات بالنتائج والأهداف. تنظيف المدرجات من المشاغبين وفي تقديري أن صقر تعز يمكنه إحراز اللقب فقط إن تم توظيف عناصر النجاح وعوامل التفوق التي يمتلكها الجهاز الفني والادارة واللاعبون، ومعهم الجماهير والأنصار في الوسط الاعلامي والرياضي بتعز على وجه خاص، وبقية المحافظات.. فإذا أتيحت الأجواء الملائمة لعمل المدرب أمين السنيني، وتم توفير متطلباته من اللاعبين الأجانب وانضم اللاعبون الذين لايزالون مع المنتخبات الوطنية، وإذا استقرت الأوضاع الادارية، وانمحت الصورة السلبية للجماهير المتشنجة بتنظيف المدرجات الصفراء من مثيري الشغب، الذين أحبطوا الصقر الموسمين الفائتين، فعندها يمكننا القول: إن صقر تعز قادم لاستعادة اللقب، واحراز البطولة للمرة الثانية. أما إن تكرر الخلل واستنسخت الأحداث المأساوية التي حرمت الصقر من نقاطٍ عزيزة كانت كافية لاحرازه درع الدوري الموسم الفائت، وإذا لم يعمل مسئولو النادي الصقراوي على تحفيز جماهيرهم وتوعيتهم كي يشجعوا بايجابية، وإذا لم يكن هناك سلطة وقناة تواصل بين الجماهير وبين ادارة النادي، فإنني أعلنها مبكراً بأن قوة الصقر وبطشه ستتحول إلى تراجع في المستوى والأداء والنتيجة، حتى لو كان يقوده أعظم جهاز فني في العالم، فالخلاصة أن أصفر تعز لديه القوة والقدرة فنياً ومحترفين، والتفاؤل بظهوره هذا الموسم بأفضل حال، وكنادٍ كبير يفرض هيبته على دوري الدرجة الأولى مقيد ومشروط بتكامل عناصر النجاح ادارة ومدرباً ولاعبين وجماهير واعلاماً.. فإن تحقق ذلك فلنا أن نقول متفائلين: انتظروا الصقر أو الصقر بطل الدوري.