يحظى التعليم بشكل عام والتعليم الجامعي على وجه الخصوص باهتمام ورعاية خاصة من الحكومة.. والقيادة السياسية على حدٍ سواء وبشكل واضح وجلي يمكن أن يدركه الجميع ذلك أن التعليم الجامعي يعتبر من الأسس الهامة للتنمية ويعد محوراً لارتكاز البناء الاقتصادي السليم.. والمعلوم ما للثروة البشرية من دور في إرساء قواعد التنمية وهذا ما يجعل الاستثمار في مجال التعليم والتأهيل للقوى البشرية استثماراً ذا جدوى على المستوى التنموي والاجتماعي، وهو الأمر الذي ساهم في انتشار الجامعات لتصل في الوقت الحالي إلى ثمان جامعات غير المعاهد التخصصية وكليات المجتمع والمعاهد التقنية والتي تتمحور جميعها حول هدف رفع الكفاءة العلمية ورفد سوق العمل بحاجته من الكوادر المؤهلة.. ومع بداية العام الجامعي الجديد، وماذا حمل معه من جديد استوقفنا الأستاذ الدكتور مهيوب عبدالرحمن سعيد نائب رئيس جامعة الحديدة وناقشنا معه التعليم الجامعي واقعاً وطموحات.. وفحوى اللقاء في تالي السطور: تطور كبير .. ماذا عن التعليم الجامعي في الحديدة بشكل خاص واليمن بشكل عام من وجهة نظركم، وماذا ينقصه؟ طبعاً شهد التعليم الجامعي تطوراً كبيراً وفي بلادنا بعد أن كان في السابق لا توجد لدينا سوى جامعة صنعاء وجامعة عدن وبعض الكليات في بعض المحافظات تتبع الجامعتين.. واليوم نجد أن هناك أكثر من ثمان جامعات حكومية تتبعها عدد من الكليات التخصصية، إضافة إلى وجود جامعات قيد التأسيس ..كما تم إفساح المجال للقطاع الخاص لإنعاش هذا الجانب وبما يلبي توجهات مخرجات التعليم الأساسي والثانوي من خلال عدد من الجامعات الأهلية في مختلف المحافظات. أما عن التعليم الجامعي في إطار جامعة الحديدة فلا أخفيكم القول إن جامعة الحديدة وخلال فترة وجيزة قد قفزت قفزات نوعية في تطور مستوى وحجم التعليم الجامعي التي تقدمه لأبنائها الطلاب، حيث صارت الجامعة تضم إحدى عشرة كلية نظرية وتطبيقية ونوعية. وما يميز جامعة الحديدة هو تفردها بتخصصات غير موجوده في سواها مثل كلية طب الأسنان وعلوم البحار والبيئة والتربية البدنية والفنون الجميلة والتي أسهمت إلى جانب الأقسام والكليات الأخرى في إخراج مخرجات علمية تتناسب واحتياجات سوق العمل. شراكة .. لكن يادكتور نجد أن عدداً كبيراً من خريجي التعليم الجامعي خارج إطار سوق العمل برأيكم أين يكمن الخلل؟ هل في سوق العمل أم في نوعية التعليم الجامعي؟ الحقيقة إن الطلب متزايد على التأهيل العلمي، وحجم خريجي الثانوية في بلادنا كبير.. ومثلما أن كثيراً من مخرجات التعليم الجامعي لم تجد فرصتها بعد في الالتحاق بسوق العمل، فالبعض الآخر وُفق وهذا ما يحتم ضرورة أن تكون هناك شراكة وجسراً للتواصل بين أرباب العمل ومراكز التحصيل العلمي والوزارات المعنية لتكوين استراتيجية وطنية مشتركة لهذا الجانب وبما يضمن استيعاب مخرجات التعليم سواءً كان التعليم الجامعي أو التقني والمهني. مع بداية العام الجامعي الجديد هل لدى جامعة الحديدة جديد؟ لدينا قسم جديد بكلية التربية زبيد «قسم الأحياء».. تطوير العملية التعليمية وماذا عن تطلعات قيادة الجامعة في المستقبل، وهل يعتبر التعليم الموازي بديلاً عن التعليم الجامعي الخاص؟ نسعى في جامعة الحديدة للرفع من مستوى العملية التعليمية وذلك من خلال توفير مفردات التعليم الضرورية مثل استكمال البنى التحتية والكادر العلمي المؤهل إضافة إلى أننا نسعى لإيجاد مزيد من التخصصات التي يمكن أن تسهم في رفد سوق العمل باحتياجاته من العمالة المؤهلة. أما بالنسبة للتعليم الموازي المتوفر في جامعة الحديدة وكثير من الجامعات اليمنية فهو ليس بديلاً للتعليم الأهلي، وإنما يعتبر مرادفاً ليلبي احتياجات بعض الطلاب الذين لم يحالفهم الخط في الالتحاق بالتعليم العام.. رسومنا الأقل سمعنا أن الرسوم المفروضة للتعليم الموازي كبيرة في جامعة الحديدة مقارنة بما هو معمول في الجامعات الأخرى؟ المبالغ التي يتم تحصيلها في جامعة الحديدة كرسوم للالتحاق بالتعليم الموازي أقل مما يتم تحصيله في الجامعات الأخرى ومن مختلف التخصصات تقديراً لظروف أبناء المحافظة الاقتصادية. تواصل مقترح تطوير المناهج الجامعية الذي نوقش في الجامعة قبل أكثر من خمسة أشهر ماذا عنه وهل لايزال مجرد مقترح؟ هناك اتجاه لعمل ورش عمل مكثفة لتقييم وتطوير المناهج وبما يواكب التقدم العلمي والتكنولوجي.. وفي مختلف المجالات. الأوائل فقط ماذا عن آليات مواصلة التعليم بالنسبة لخريجي دبلومات التعليم المستمر؟ يتم مواصلة التعليم لدرجة البكالوريوس بالنسبة لأوائل الطلاب فقط. دور بارز في إطار إسهام الجامعة في إثراء الساحة الثقافية والعلمية والأدبية من خلال الندوات وورش العمل، ماهو الجديد في هذا الجانب؟ كما تعلمون أن الجامعة وليس المقصود هنا جامعة الحديدة وحسب تعتبر المكان الملائم الذي يطلب منه تلبية حاجة المجتمع للمعلومة في مختلف المجالات لذا فإن جامعة الحديدة تجدها دائماً السباقة في إثراء هذا الجانب لأهميته. ولايفوتها أيضاً استغلال المناسبات سواءً الوطنية أو السياسية، ولعلكم تابعتم مدى التفاعل الذي ساهمت به الجامعة سواءً في الأعياد الوطنية خلال هذا العام وما تخلله من حدث ديمقراطي هام وهو انتخابات المحافظين وآخر هذه المشاركات تبني الجامعة قبل أيام إقامة ندوة حول الأزمة المالية العالمية التي اجتاحت العالم لتوضيحها وكشف ملابساتها التي كانت غائبة عن كثيرين. والجامعة تحرص في هذا الجانب لاستضافة المختصين من الأكاديميين ذوي الخبرة بما يسهم في إنجاحها وتحقيق أهدافها المنشودة.. وللعلم أنه لايزال لدينا خلال هذا العام برنامج ثقافي ورياضي ورحلات علمية وترفيهية وورش عديدة ومسابقات ثقافية بين كليات الجامعة وبطولات سياحية في مختلف الألعاب.