حذر رئيس صندوق النقد الدولي دومنيك ستراوس كان من أن الأزمة المالية العالمية لم تنته بعد رغم ذوبان بعض الجليد في أسواق القروض الرئيسة في العالم، وأضاف أن الأزمة لم تعد بنفس الشدة السابقة موضحا “أن هناك انسيابا في القروض لكنه لا يكفي لكي يعمل النظام بشكل جيد. فسوق القروض بين البنوك لم يستعد عافيته وينتظم بعد”، يشار إلى أن سوق الاقتراض ما بين البنوك، حيث تقترض البنوك من بعضها البعض، تجمد بعد انهيار عدد من المؤسسات المالية الأميركية في سبتمبر/أيلول الماضي، من ناحية أخرى قال مسؤولو شركات في أميركا اللاتينية إن دول القارة سوف تتغلب على الأزمة المالية العالمية ولن تسقط في الركود، وقال فرانسيسكو غونزاليز رئيس بنك بي بي في أي -ثاني أكبر بنك إسباني- إن هذه الأزمة ستكون الأولى التي لا تنزلق فيها دول أميركا اللاتينية إلى الركود، والتقت آراء غونزاليز وسيزار أليرتا رئيس مؤسسة تيليفونيكا الإسبانية للاتصالات ورئيس مجموعة ريبسول النفطية الإسبانية أنطونيو بروفاو خلال منتدى يعقد في مدريد على أن اقتصاد المنطقة سوف يستمر في النمو رغم أن معدل هذا النمو سينخفض، وأشار بروفاو إلى أنه قد تمت إدارة أساسيات السوق الكلي بطريقة جيدة حيث استطاعت دول أميركا اللاتينية تطبيق سياسات مشددة بينما استفادت من ارتفاع أسعار المواد الأولية في السنوات الأخيرة، وتوقع غونزاليز انخفاض معدل النمو في القارة إلى 2 % في 2009 من 5 % في السنوات الخمس الماضية، وكانت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أشارت الشهر الماضي في تقرير إلى مقدرة اقتصادات دول القارة على مقاومة الأزمة الحالية خاصة بعد تحقيق نسبة نمو وصلت إلى 5.6 % العام الماضي وجذب استثمارات أجنبية وصلت إلى أكثر من مائة مليار دولار. لكن المنظمة نصحت دول المنطقة بتحسين نظمها الضريبية وترشيد سياسات الإنفاق للتغلب على تداعيات الركود الاقتصادي العالمي.