أوصت حلقة نقاشية عقدت بصنعاء حول «برامج الأطفال والشباب في الفضائيات العربية - الواقع و الأمل» بضرورة الارتقاء بمضامين و أساليب و مستوى البرامج الموجهة للأطفال والشباب في الفضائيات المحلية والعربية، بما يتناسب واحتياجات الأطفال بفئاتهم العمرية، وبما يضمن لهم نشأة سليمة وسوية. و دعت الحلقة النقاشة التي نظمها مركز تنمية الطفولة والشباب بالتعاون مع البرنامج الكندي لتنمية الجهود الذاتية المحلية في بيانها الختامي حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه القائمين على الفضائيات الإعلامية الى مراعاة قيم ومبادئ وأخلاقيات المجتمع العربي في أثناء إنتاج و عرض برامج الأطفال. و شدد البيان على أهمية الشراكة الفاعلة بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات المختصة بقضايا الطفولة وأهمية الاستعانة بالأخصائيين النفسيين والاجتماعيين لرسم و اختيار و انتقاء و تقويم برامج الأطفال والشباب قبل عرضها على شاشاتها. و أكد البيان ضرورة تدريب وتأهيل القائمين على البرامج الموجهة للأطفال والشباب حول كيفية التعامل مع قضايا الأطفال والشباب ورفع كفاءتهم المهنية وتنمية ثقافتهم بحقوق الأطفال واحتياجات الشباب، والحرص على ترسيخ مبدأ الولاء الوطني لدى الأطفال والشباب من خلال إنتاجهم البرامج الهادفة والكفيلة بتعزيز الهوية الوطنية وحب الوطن، والاهتمام بفئات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال والشباب. كما دعت منظمات المجتمع المدني المعنية بالطفولة والشباب إلى رصد وتقويم كل ما يبث للأطفال والشباب في الفضائيات، وفتح خطوط ساخنة لاستقبال مقترحات أو شكاوى حول المواد البرنامجية المقدمة وتنوير المجتمع بالسلبي والايجابي فيها.. فيما دعت الفضائيات العربية إلى وضع ضوابط لتسويق واستيراد المواد الإعلامية الموجهة للأطفال والشباب بما يتفق مع القيم الأخلاقية والآداب العامة. وكانت حلقة النقاش التي اختتمت مؤخراً بمشاركة عدد من الاكاديميين والإعلاميين والمختصين بقضايا الطفولة من الجانب الحكومي ومنظمات المجتمع المدني بصنعاء قد توزعت مناقشاتها على ثلاثة محاور تناولت عدداً من اوراق العمل، منها ورقة استاذ الصحافة بكلية الإعلام بجامعة صنعاء دكتور عبد الملك الدناني بعنوان"برامج العنف التلفزيونية وتأثيرها على سلوك الأطفال"اكد فيها الدناني عدم قدرة معظم القنوات الفضائية العربية تلبية الحاجات النفسية والاجتماعية الثقافية للأطفال، واعتمادها على تغطية مساحة واسعة من بثها على البرامج الأجنبية المستوردة، وهو ما يعني تعرض الأطفال العرب إلى غزو ثقافي وإعلامي باستمرار. وقال الدناني"العديد من القنوات العربية تعتمد بشكل رئيس في بثها على الإنتاج الأجنبي، والذي يصل حجم الإنتاج الأجنبي المقدم في بعضها إلى80 بالمائة" و هو ما يعني أن هذه القنوات لم تكتسب شخصية عربية متميزة "،لافتاً إلى ما تناولته الدراسات العلمية لعلاقة السلوك العدواني للأطفال بمشاهدة التلفزيون والتي أثبتت أن (تكرار) تعرض الأطفال لبرامج تحتوي على مشاهد عنف و إثارة تمثل عاملاً مهماً في نشوء السلوك العدواني لدى الأطفال. و أشار الى أن دراسة علمية حديثة نفذتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أثبتت أن الطفل يقضي سنوياً (900) ساعة في المدرسة، وحوالي (1023) ساعة أمام شاشة التلفزيون، مما يدلل على أن معظم الأطفال يقضون وقتاً أطول لمتابعة التلفزيون يزيد عما يقضونه في فصولهم الدراسية، ووفقاً لهذه الدراسة فإن مشاهدة التلفزيون أكثر النشاطات التي تستهلك وقت الطفل باستثناء مدة النوم. فيما استعرضت ورقة"المحتوى الإعلامي في البرامج الموجهة للأطفال والشباب " قدمها علي العطاب عن المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون التحديات التي تواجهها نوعية المحتوى الإعلامي البرامجي بشكل عام ، و برامج الأطفال والشباب (بمختلف الفئات العمرية) على وجه الخصوص. و نوه بافتقاد العاملين في هذا المجال الى مهارات وملكات وقدرات تؤهلهم لتقديم برامج لفئة الأطفال والشباب،منوهاً بضعف الميزانية المخصصة لهذا النوع من البرامج والتي قد لاتصل إلى 5بالمائة من ميزانية الخارطة البرامجية موضحاً أن اليمن ما هي إلا انعكاس لهذا الواقع العربي الذي لم يعط البرامج، الموجهة للأطفال والشباب ما تستحقه من عناية سواءً على مستوى التمويل أو على مستوى الجدية في الإعداد والحرفية في الصياغة والمسئولية في الكتابة،بينما يقع كل التركيز على البرامج الرياضية وبرامج الكبار، متناسين دائماً أن اكثر من 40% من سكان العالم العربي لا تتجاوز أعمارهم 18 سنة وان قرابة 70% من المعلنين يقومون بالدعاية لمنتجات استهلاكية موجهة بالأساس للطفل.. فيما تناولت ورقة أخرى «فضاء تلفزيوني مكشوف على الأطفال -أفلام الكرتون نموذجاً» قدمها وليد البكس عن مؤسسة شوذب للطفولة والتنمية أشارت إلى قصور وسائل الإعلام الرسمية و غير الرسمية في اليمن في إعطاء الطفولة حقها سواء من دراسة واقع الطفل اليمني أو تلبية متطلباته المستقبلية،داعياً المنظمات الأهلية الى تفعيل دورها من أجل الإعداد لبيئة تربوية وثقافية تتسم بالخبرات الفنية التي تنمي قدرات الطفل النظرية والعلمية والوجدانية التي تمكنه من الاشتراك في وضع خطط إعلامية تلفزيونية خلاقة ".