باقون في حضرموت: الانتقالي يتحدى دعوات الانسحاب    الدفع ب 20 ألف مقاتل من المرتزقة الى الرويك    عاجل: الانتقالي الجنوبي يشترط حوارًا مباشرًا مع الرياض ويضع العليمي خارج معادلة التسوية    المغرب يفتتح كأس إفريقيا 2025 بهدفين رائعين في شباك جزر القمر    بيان العليمي يكشف تراجعه عن عنترياته والإصلاح يطالب بعودة هادي    برونزيتان لليمن في بطولة رفع الأثقال بقطر    افتتاح 19 مشروع مياه تعمل بالطاقة الشمسية في الحديدة    أكدوا على إذكاء روح الجهاد وإعلان التعبئة لمواجهة قوى الطاغوت..علماء اليمن يهدرون دم كل من يسيء للقرآن الكريم    إدانة محلية وأممية لنزعة «بن غفير» الإجرامية    غزة هاشم وظلم ذوي القربى    وقفة خاصة    وثائق عرفية وقبلية من برط اليمن "26"    المؤتمر العلمي الثامن للمركز العسكري للقلب.. نجاح كبير وتميز منقطع النظير    خلال مراسم تشييع جثمان الصحفي الأميري.. المشيعون: الإعلام اليمني فقد أحد الأقلام الحرة التي حملت هموم الوطن    بهويته الإيمانية.. شعب الحكمة والإيمان ينتصر للقرآن    مرض الفشل الكلوي (33)    دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة تنعي الصحفي عبدالقوي الأميري    نقابة الصحفيين اليمنيين تنعى الصحفي عبدالقوي الأميري    شكاوى من مماطلة حوثية بتنفيذ حكم الإعدام بحق مدان قتل ثلاثة أطفال    فرنسا تجدد عمها لوحدة اليمن وسلامة أراضيه    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يلتقي ملاك وممثلي معامل الدباغة ومصانع الجلديات    برشلونة يبتعد بقمة الليجا ب 46 نقطة بعد إسقاط فياريال بثنائية    اتحاد حضرموت يتصدر تجمع سيئون بعد تغلبه على 22 مايو في دوري الدرجة الثانية    وزارة المالية تعلن إطلاق تعزيزات مرتبات موظفي القطاعين المدني والعسكري    تدشين البطولة المفتوحة للرماية للسيدات والناشئات بصنعاء    السقطري يترأس اجتماعًا موسعًا لقيادات وزارة الزراعة والثروة السمكية ويشيد بدور القوات الجنوبية في تأمين المنافذ ومكافحة التهريب والإرهاب    محافظ الحديدة يفتتح 19 مشروع مياه في مركز المحافظة ب 81.2 مليون ريال    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يُعزي في وفاة التربوي القدير الأستاذ غازي عباس عبود    محافظ عدن يوقّع اتفاقية بناء الدور الرابع بكلية طب الأسنان – جامعة عدن    البنك المركزي يوقف التعامل مع منشأة صرافة ويعيد التعامل مع أخرى    الأرصاد: انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة وتوقعات بتشكل الصقيع    تقرير أممي: ثلث الأسر اليمنية تعيش حرمانًا غذائيًا حادًا    المهرة.. مقتل امرأة وطفلين في انفجار قنبلة يدوية داخل منزل    مع ضغط النزوح من حضرموت.. دعوات رسمية إلى سرعة الاستجابة لاحتياجات النازحين بمأرب    اللجنة الوطنية للمرأة بصنعاء تكرّم باحثات "سيرة الزهراء" وتُدين الإساءة الأمريكية للقرآن الكريم    الصحفي والقيادي الاعلامي الكبير الدكتور عبدالحفيظ النهاري    الصحفي والقيادي الاعلامي الكبير الدكتور عبدالحفيظ النهاري    بمقطع فيديو مسرب له ولشقيقاته.. عبدالكريم الشيباني ووزارة الاقتصاد والصناعة والاستثمار في ورطة..!    وفاة الصحفي الاميري بعد معاناة طويلة مع المرض    تحذيرات جوية من انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة    الحديدة: انطلاق مشروع المساعدات النقدية لأكثر من 60 ألف أسرة محتاجة    الجرح الذي يضيء    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    معلومات حول الجلطات في الشتاء وطرق الوقاية    عاجل: إعلان أمريكي مرتقب يضع الإخوان المسلمين على حافة التصنيف الإرهابي    ميرسك تعبر البحر الأحمر لأول مرة منذ عامين وتدرس عودة تدريجية    مهرجان ثقافي في الجزائر يبرز غنى الموسيقى الجنوبية    الموسيقى الحية تخفف توتر حديثي الولادة داخل العناية المركزة    "المحرّمي" يُعزِّي في وفاة السفير محمد عبدالرحمن العبادي    بالتزامن مع زيادة الضحايا.. مليشيا الحوثي تخفي لقاحات "داء الكلب" من مخازن الصحة بإب    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    انعقاد الاجتماع الفني لبطولة مديريات محافظة تعز - 2026 برعاية بنك الكريمي    المغرب يتوج بطلاً لكأس العرب بانتصاره المثير على منتخب الاردن    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    اتحاد كرة القدم يعلن استكمال تحضيراته لانطلاق دوري الدرجة الثانية    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    بدعم سعودي.. مشروع الاستجابة العاجلة لمكافحة الكوليرا يقدم خدماته ل 7,815 شخصا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحديدة..قبلة الهدوء وركن الجمال المميز

الحديدة..«قبلة» الهدوء وركن الجمال المميزة بناسها الطيبين وأهلها المسالمين..تمتلك لذة السعادة وطعم الاشتياق وأنت تكتب عنها من أجلك أنت.. الحديدة «البحر»..السهل..الجبل..الإنسان..الأرض..جميعها تنصهر في بوتقة الجمال، شجن خلاق يبدأ عند ناسها بمتعة فضاء النهار كل في أموره.
في الحديدة..لاشيء غير البحر والشاطئ والنوارس..ثلاثي الحياة هناك وثلاثي الحب والجمال..يقولون حين تسترخي فوق مقعد على الشاطئ حاول أن تظل عيونك تتهادى فوق المياه ذات الأمواج الناعمة اللطيفة، ثم عليك أن تنتبه أن ذلك لن يستمر طويلاً..دعك من العواصف والأعاصير وعيون حبيبتك..نعم ودعك أنت من ضجيج الروح وضجيج المدينة..دعك من كل شيء أجبرتك الحياة على الامتزاج به..وعش قليلاً مع ذلك الكائن أمامك مع البحر موطن البحارة وسماء الطيور..أيها البحر..جُد علينا قليلاً برذاذك المبعثر على شاطئك لاشيء نملكه كي نعطيك إياه غير نبضات قلوبنا فهل ترضى بذلك؟!
انطلاقة أولى
لأننا أحببنا صنعاء ورضينا العيش فيها..تكون دائماً البدء والانطلاق بالرحيل منها..من مدينة سام حملنا مجاديفنا وزوارقنا وأدوات الصيد المختلفة وتركنا كل مانحمله في قلوبنا من حياة المدينة الجوفاء..وانطلقنا غربا..متجهين فوق سيارة «بيجو» من أعالي الجبال قاصدين السهل.. والساحل..والبحر بعد أن قرأنا دعاء السفر، انطلقت السيارة من رأس جبل عصر، غرب صنعاء حيث طريق صنعاء الحديدة مودعين صنعاء الحبيبة في صباح جميل..الشمس مازالت تغط في نوم عميق..والساكنون أيضاً.. إلا من لديه أعمال باكرة، من رأس جبل عصر..بدت صنعاء كفتاة جميلة هادئة ليست كما نحس بها ونحن نتحرك في شوارعها..انها الآن شيء آخر، شيء جميل جداً..لا أستطيع وصفه..فمن أراد أن يعشق صنعاء أكثر فعليه أن ينظر إليها من بعيد في صباح باكر أو مساء معتدل الجو.
غادرناها تاركين حياتنا وأشياءنا الكثيرة في جوفها، ولأن منظرها صباحاً والطل يداعب المنازل مكوناً عليها غطاءً من قطرات الماء المعلقة فوق المدينة لا تكتشفها إلا أشعة الشمس، عندما تنثر شعاعها الذهبي عليها فتتلألأ حبات الطل، وتبدو كجوهرة تنفستها المدينة.
انطلقت السيارة مسرعة، وفي بطنها تسعة من الركاب، الجميع قاصدون الحديدة، ونحن اثنان منهم، الكل ذاهب لقضاء غرض في نفسه وكل راكب خياله ليس معه، انه يسرح في سماء أحلامه وكل شخص من المغادرين يحمل في جوفه قلباً يخفق حباً.
مايريد..قد يكون هذا القلب محباً يحن لمحبوبته، وقد يكون حزيناً يتجرع الخوف كؤوساء والفرح قطرات..وقد يكون ضائقاً أضيق من خرم الابرة..وأوسع من سماء الأرض..لحظات واختفت عن ناظرنا صنعاء وعمائرها ، لاشيء يشغل بالنا غير الوصول إلى مدينة السحر والجمال..عروسة البحر الأحمر.. والتجول في شوارعها ومعانقة بحرها المالح وبحارتها الطيبين.
رؤية وإرادة
مازال أوبريت «يمن العُرب» خالداً في الذاكرة للرائع الجميل. علي حسن بكارة والدكتور علاء الدين المعاضدي وغناء الاوبريت الفنانين العمالقة هؤلاء الفنان عبدالله رشاد، الفنان ايهاب توفيق ، الفنان علي الحجار والفنان لطفي بوشناق الفنان محمد عمر والفنان فؤاد الكبسي والفنانة أروى والفنانة رويدا رياض.
«يمن العُرب» تميز ابداعي لامس الوجدان..الطموح ، النجاح، الانجاز، التميز مفردات وجدت في عروس البحر الأحمر كونها طموحات نابعة من فكر ورؤية وإرادة قائد يمسي على التفكير والتخطيط ويصبح على التنفيذ والانجاز إنه الفذ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في ليلة حالمة وعلى نغمات أغنية أوبريت «يمن العُرب» ارتدت العروس ثوب الفرح الوحدوي، وغنت كما لم تغن من قبل..أجل إنها بارقة كبيرة من الأمل، تشع علينا ربيعاً بالغ الخصوصية تنبع زهوره من بين صخور الملح وبقايا المحار..في عروس البحر الأحمر يتداخل الزمن فتبقى لمسات الماضي وسط زحام الحاضر عراقة لاتذوب..الأرض عريقة والناس رحب.
ليس كل الحب قاتلاً!!
بعضه فقط هو الذي يفتك..يصرع..يميت..يذيب..ينخر المتيم بالهوى ويشنق العاشق المحب الولهان.. الحب ليس امرأة فقط..ربما يموت الواحد حباً في أشياء أخرى..فقد نحب مدينة مثلاً حتى الثمالة والجنون..فيلقينا الحب الصادق صرعى غرام عذب.. وضحايا عشق خالص نقي مع حبيبة غالية.
هاهي الحديدة المتفردة بالبهاء والغناء..التاريخ والحضارة..الأصالة والمعاصرة..العلم والعلماء..عبدالله غدوه..ابراهيم صادق..يوسف الشحاري..عبده علي بورجي..الأشاعر..الجبرتي..ابن غازل.. الزبيدي.. الضحي والقناوص والزيدية..الزهرة واللحية والمنيرة.. الدريهمي والتحيتا والخوخة.. كمران والصليف..وبرع وجبل رأس وباجل والحجيلة..الجراحي والمنصورية والسخنة والحوك الحالي الميناء.. تلك مدن تشع بالضياء الآسر..عطاء لاينضب..بين ثناياها سطور الملاحم الوطنية والتاريخية.. ومع امتزاجات وجه البحر وتقاسيم سعفات النخيل الباسقات في سماء الدريهمي والسويق.. وتتصافح فيها مآذن زبيد مع اضاءات وجوه مشرقة اكتسبت لونها من عناقيد التمر والبلح ..حتى البحر والسماء..السهول..القوارب.. الصيادين..الغروب..النخيل والعصافير كلها تداخلت ألوان في اطار برواز واحد..لوحة واحدة مساحة واحدة.. اسم واحد.. سيمفونية خالدة مطلعها ومنتهاها ..مفردة وحيدة كلمة فريدة تتوزع مقامات ألحانها الطروية بتنوع بديع ضمن جملة وعزف موسيقي رائع التقاسيم..مابين الألف واللام والحاء والدال والياء والدال والهاء..إنها الحديدة.
الجمال المفخخ!!
انجازات تحاكي طبيعة المحافظة كما يقولون..وشاطئ طويل باهر بزرقته، كأنه الحلم حين يدهش مفاجأة الابحار في الغامض حين يكتسي سحراً وغرابة.. سيمفونية الجمال والفن وقصيدة اخلاص رائعة بلاد الطيبين والقلوب البيضاء..المدينة السمراء..مدينة التسامح والطيبة والجود والخلق العظيم..بلاد الله المتشحة بالروحانية..تتجلى في أبهى صورها المشرقة وهي ترتدي المآذن وتتحزم بالأضرحة، وتحمل بين راحتيها جوامع عامرة بالصلاة.. ويبقى الأمل بسعف النخيل المشرئب.. وتشرب الريح وتهدي «الرطب» والحناء والفل..أشياء أخرى أرواح فاتنة وأنفاساً مغرية ووجوهاً تزداد جمالاً وروعة!!
الجمال المفخخ يعانق مرايا النخيل.. وشواطئ الطائف غليفقة الغازة العرج الدريهمي أبو زهر موشج الغويرق الخوخة شواطئ ومدن ساحرة لايمكن تفسير السحر هذه المدن إما أن تقبلك أو ترفضك..مدن لاتعرف سوى الحب..أسطورة صنعت نفسها بمقومات نادرة كامنة في تكوينها.
تبقى مدن الخوخة الدريهمي المنيرة كمران الزهرة الفازة السخنة بيت الفقيه بحاجة إلى مزيد من الجهود والرعاية والاهتمام وهي تمثل لوحة فنية بديعة لجمال الطبيعة الساحر للألباب..وهاهو ابنها المسيقار الكبير الفنان أحمد فتحي يغني عنها قائلاً:
في الحديدة الوديعة طاب عيشي والمقام
ذقت معنى الحب فيها ذقت معنى الانسجام
ياعروسة البحر الأحمر ياحياتي ياحديدة
شطك بالخيز يزخر ياحياتي ياحديدة
من كلمات الشاعر .عبداللطيف شوكت..
وصدق الشاعر الكبير جميل صدقي الزهاوي حين قال:
تعشقها سمراء يحلو حديثها ومافيه من لحن لكل سميع
رمتني بسهم رائش هو نظرة فأصمت فؤادي وهو بين ضلوعي
سمراء في مقلتيها السحر مستتر والسحر إن كان حقا فهو في المقل
عند تحديقك في مفاتنها..ستعشقها بلا تردد، وستعاقر كل طقوس الحب والجمال معها دون مواربة، وستغرق فيها دون تعمية وستفرز أصابعك في حيطانها كي ترتد إليك ذهباً خالصاً، ويتلألأ نشيدها الأبدي في مجامع حواسك..وأنت ترقص رقصة «الفرساني» في مشهد جمالي رائع.
سجادة خضراء..وأباريق ماء!!
قرابة 973.161،2 نسمة حسب تعداد 4002م يسكنون على ثلاث مناطق..المرتفعات الجبلية الخضراء، جبال برع بارتفاع 0002 متر فوق سطح البحر، وجبل رأس بارتفاع 0021 متر، المنطقة الثانية السهول الزراعية والوديان الخصبة الممتدة على طول الساحل وأشهرها وادي مور ووادي زبيد ووادي رماح وسهام وسردود وتمثل مصدراً لنمو 06% من الانتاج الزراعي والحيواني على مستوى البلاد..وأشهر المنتجات الزراعية في هذه المنطقة..الموز المانجو البابي القطن الذرة الشامية السمسم ويصدر منها إلى الدول المجاورة وهذه الوديان تصب بمياهها في البحر معلنة ولاءها لهذا الملك الجليل.
المنطقة الثالثة شواطئ البحر الأحمر المتفرقة في أبو زهر والنخيلة واللحية والعنبرة وغيرها الكثير من الشواطئ التي تعتبر مرتعاً للطيور واستراحة الصيادين..والحديدة تنقسم إدارياً إلى 62 مديرية وبها الكثير من الجزر ضمن أرخبيلات كبيرة وتعتبر جزيرة كمران أكبر الجزر اليمنية وجزيرتا حنيش وزقر هما أهم جزر أرخبيل حنيش ويعود بداية ظهورها إلى القرن السابع الميلادي كميناء تجاري ومحطة استراحة وبها02 مركزاً سمكياً منها 5 مراكز رئيسية و51 ثانوية والوزارة بصدد إعادة تأهيل هذه المراكز السمكية، تزود البلاد بما يزيد عن 04% من الاحتياجات المحلية وتصدر 01% وربما أكثر حيث تم تصدير 3166 طناً لدول عربية وآسيوية عام 6002 بقيمة 91 مليون دولار أمريكي وهناك 7426 قارب صيد تقليدياً يعمل فيها 84123 صياداً وهي في تزايد مستمر.
تراث وتاريخ ولكن!!
وإن شاء الله نحاول في تناولة أخرى الحديث عن تاريخ الحديدة الضارب في الأعماق حيث يقول جون بولدري إن مدينة الحديدة ظهرت في العهد الرسولي وتحديداً عام 797م أي نهاية القرن الثامن الهجري.
وسبق لنا أن تحدثنا عن قلاع عروس البحر الأحمر كشواهد حية على شموخ الماضي وهو ان الحاضر فهناك 73 قلعة وحصناً عريقاً عصارة أفكار الأجداد و33 قلعة أثريه تندب حظها بسبب الاهمال وكشفنا عن دهشة اللقاء ومتعة ماتحمله العروس من جمال وروعة ودهشة.
وفي الحديدة مدن أثرية وتاريخية نسجت ملامح التاريخ..وزرانيق اقتحموا مبنى الأمم المتحدة..ثمة مقولة هامة لمؤرخ اليمن الكبير القاضي العلامة محمد بن علي الأكوع رحمه الله مفادها أن «الحديدة» أحد أعمدة انتصار ثورة 2691م..وفي تصريح صحفي أدلى به الدكتور محمد سعيد العطار رحمه الله أواخر الستينيات لإحدى الصحف اللبنانية قال:«إن محافظة الحديدة من المحافظات التي لم تطلق رصاصة واحدة ضد الجمهورية، وضد النظام الجمهوري أما الاستاذ الكبير أحمد محمد النعمان رحمه الله فيقول عن هذه المحافظة المنكوبة في وثائقها وتاريخها وتراثها ومدنها التاريخية بأنها «مرآة اليمن».
هناك الكثير من الحقائق والوثائق والشواهد التي تؤكد المكانة والدور التاريخي والسياسي والنضالي والبطولي الذي خاضته هذه المحافظة في مقارعة الظلم والقهر والجبروت الإمامي وانتصار ثورة 62 سبتمبر 2691م ولكن الحديدة اليوم تواجه صنوفاً من الاهمال والتدمير والسرقة والاحراق والتهريب للذاكرة الوطنية لهذه المحافظة منذ الستينيات وأمام هذا الواقع المحزن تبرز العديد من التساؤلات المشروعة.
ونحن بدورنا نتساءل متى يتم جمع وتوثيق أشتات الذاكرة الوطنية المبعثرة والمهملة في العديد من مديريات محافظة وحفظها في مركز للوثائق في عاصمة وماهو مصير الوثائق الكثيرة للإدارة العثمانية والحكم الإمامي ووثائق السنوات الأولى للثورة التي كانت مكدسة في مخازن بيت الشيخ الماجد عبدالله بن محمد البوني التهامي رحمه الله والذي كان يعرف أيضاً بقصر البوني والمقام الإمامي؟!
عزيمة الزرانيق!!
مدينة الترف العلمي..بيت الفقيه، بعلمائها ومخطوطاتها العلمية ومعالمها التاريخية، فيها الجامع الكبير ويعود للعام 059ه وإن شاء الله نحاول في تناول قادم كشف أسرارها العابقة ببخور المساجد الناصعة البياض كعمائم علمائها..ونبش رفات التاريخ بحثاً عن أصل وتاريخ مدينة الترف العلمي.. فرقة الزرانيق للرقص الشعبي بمدينة بيت الفقيه يقودها ثلاثة عمالقة «الفتيني قويط وعمر مسيك والهبية» هؤلاء مازالوا أقوياء الجسم والعزيمة.
وبحسب الرواية التي رواها..«الفتيني قويط» في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة بريطانيا» وغيرها وايضاً في بريطانيا قال كنا نرقص ليل نهار وجاءت امرأة جميلة مثل القمر تتعجب علينا واحنا في الفندق والأجانب علينا من كل محل وبعدين قال لي واحد من المغتربين اليمنيين يازرانيق ابقوا هنا الناس كلها أعجبت برقصكم حتى الأميرة ديانا حضرت الحفل حق الليلة وبعدين قابلناها وتكلمت بالانجليزية بس المترجم قال الأميرة ديانا تقول: الرقص الزرنوقي أجمل رقص في العالم».
الأميرة ديانا أعجبت برقصهم..وأضاف عمر مسيك قائلاً: «أيوه أعجبها رقصنا وقشعت علينا والشريط موجود ولما رجعنا أهمل الزرانيق إهمالاً كبيراً واليوم مازلنا نطالب ولازم نأخذ حقنا وتعجب الناس كلها رقصنا داخل اليمن وخارجه».
وتفيد بعض المعلومات والمصادر بأن الأميرة ديانا أعجبت برقص الزرانيق وكانت تطلب من الجهات المعنية إرسال هذه الفرقة إلى بريطانيا في المهرجانات لكن الجهات ووزارة الثقافة والاعلام تتجاهل هذه الفرقة عمداً وأكد عبدالوهاب الوصابي رئيس الفرقة بأن الفرقة رقصت في مقر مجلس الأمم المتحدة، هناك اليوم أكثر من 02 زرنوقياً من الشباب.. فالزرانيق أحلامهم فنونهم ورقصاتهم الزرنوقية أذهلت العالم فهل يحقق أحلامهم في هذه الأيام الوزير المفلحي؟!
دهشة..وتواصل!!
وتبقى بيوت تهامة القشية توقف السياح لحظات تأمل وترسم على وجوههم أكثر من علامة تعجب.. أنامل مبدعة تختصر عناصر الجمال في لمسات بسيطة وخفيفة بطريق تقليدية وغير مكلفة..بساطة الادهاش وفنتازيا البناء ذات نكهة ساحلية فريد في هندسته وابداعه المثير.
بيوت تهامة.. دافئة كابتسامة أهلها..ومنتهى السفر.. الماضي العريق الحاضر المتطور..عالم متعدد الألوان والأذواق..رحلة الدهشة في عروس البحر الأحمر.. ومن أبرز أعلام التوثيق في الحديدة بحسب قول الأستاذ.عبدالباري طاهر المؤرخ إسماعيل بن محمد بن أبي القاسم الوشلي رحمه الله القاضي العلامة أحمد عثمان مطير رحمه الله الوثائقي أبو القصب الشلال الباحث الوثائقي محمد سالم شجاب الباحث الوثائقي عرفات عبدالرحمن الحضرمي الباحث الوثائقي عبدالله الرديني رحمه الله الوثائقي الدكتور قاسم بريه الوثائقي الأستاذ.سعيد الجريك الباحث الوثائقي عبدالله العمري الباحث الوثائقي جابر علي أحمد الشيخ المناضل يحيى منصر شيخ قبيلة الزرانيق الباحث الوثائقي شرف غالب لقمان الباحث الوثائقي فؤاد ابراهيم الحلة الباحث الوثائقي فاتك الرديني الأستاذ الوثائقي عبدالرحمن الأهدل رحمه الله الوثائقي والمؤرخ محمد بن عبدالباري وهناك وثائقيون ومؤرخون وباحثون كثيرون من محافظة الحديدة.
التواصل والابداع
نسمات بحرية تدفئ القلوب ورمال ناعمة تحتضن الأقدام، نوارس بيضاء تباشر بالعطاء ومواويل البحارة تموسق الفضاء..أصغت أذني للرمل تسمع أغنياتها وغمرت جسدي في عروق الماء برشف ثرثراته..كان هناك ثمة خيط بين البحارة وتلاطم أمواج البحر وارتفعت الأيدي السمراء بالدعاء اللهم اجعلها سقيا رحمة لا سقيا عذاب وأنجنا بأمان..مسافات هائلة وأمواج متلاطمة..ولكن تبقى نشوة مشوبة بالرهبة حيث يجد المرء نفسه في هذا الجمال الخلاب..رغم عدم الاهتمام الكافي بشواطئ..الدريهمي الخوخة الفازة العرج» إلا أنها تبقى.. ويبقى الجميل والرائع ذلك الحراك الثقافي الدائم بديمومة الحياة للمثقف المجتهد العملاق محمد الدهني الذي سعى جاهداً لميلاد حركة ثقافية مستمرة في ظل غياب أو شلل ثقافي تعانيه المحافظة رغم وجود المثقفين والأدباء والشعراء والباحثين، وغيرهم حيث أوجد كياناً ثقافياً مميزاً «منتدى الدهني للثقافة والفنون» مازالت فعالياته مستمرة من خلال دورته الفصلية دورة الفقيد عبدالعزيز نصر جاء المنتدى بهدف خلق وعي حضاري ثقافي تسوده المعرفة ويغذيه الابداع قائماً على الحوار والتسامح مع الحفاظ على الهوية الثقافية.
فإن الأدباء والشعراء والكتاب والمثقفين يحلمون بصباح يرسمون ابتساماتهم على شفتيه ومساء حر يبثون فيه مشاعر الحب وهمسات الصبابة، وصحافة تنشر إبداعاتهم بلا مقص رقيب، واتحاد لايمارس الوصاية الأدبية عليهم..ووطن ينصت لآلامهم ويقدر آمالهم فإن هؤلاء الشريحة المثقفة ترفض الحياة في مقبرة «الاهمال القسري» لإبداعاتهم ومقبرة «الإقصاء المؤسسي المنظم» الذي تمارسه عليهم مجموعة من المؤسسات الثقافية الأدبية.. فهل منتدى الدهني قادر على اقامة فعالياته بعيداً عن ديوان القات..ينظم أمسية شعرية أمام مطعم الشيباني بالمطراق. وعصرية قصصية أمام جمعية اللجنة الوطنية للمرأة جوار المؤسسة الاقتصادية عصرية شعرية في مقبرة الصبالية، عصرية شعرية وقصصية على كورنيش يوسف الشحاري، قراءة الفاتحة على روح اتحاد الأدباء والكتاب ومكتب الثقافة بالحديدة في مقبرة شهداء مصر وغيرها من الفعاليات والأنشطة.
متمنياً لمنتدى الدهني للثقافة والفنون وللمبدعين والأدباء وغيرهم ألا يكون حضورهم موسمياً وأن يستمروا في التعبير عن أنفسهم وألا تكون أفعالهم مجرد ظاهرة صوتية.. إن المستقبل ملك للجميع وبالخصوص أولئك الذين تستمر حالة حضورهم بإيقاع متصاعد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.