تفاعلت قضية الصحافي العراقي الذي قذف الرئيس الأمريكي جورج بوش بزوج حذائه، إذ أعلن المحامي العراقي خليل الدليمي تشكيل هيئة دفاع عنه ضمت حتى الآن 200 محامٍ، في حين وصفت هيئة علماء المسلمين بالعراق فعله ب"البطولي". وفي دلالة على رفض ما يرى كثير من العراقيين أنه احتلال لبلادهم، رمى الصحفي منتظر الزيدي - الذي يعمل مراسلاً لقناة البغدادية العراقية - زوج حذائه تجاه بوش ونعته ب"الكلب"، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قبل أن تتمكن عناصر الأمن الأمريكيةوالعراقية من السيطرة عليه واقتياده إلى الخارج وسط ذهول الجميع.. ووصف الصحافي العراقي ما فعله بأنه "قبلة وداع من الشعب العراقي". وصرخ "هذا من الأرامل والأيتام وهؤلاء الذين قتلوا في العراق"، وأضاف بغضب: إن بوش مسئول عن موت آلاف العراقيين. وتفادى بوش زوج الحذاء اللذين قذفا نحو وجهه، في حين حاول المالكي صد أحدهما عنه. وعقب اعتقال الصحافي أعلن خليل الدليمي - وهو محامي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين - أن نحو 200 محامٍ عراقي وعربي إضافة إلى محامين أوروبيين وأمريكيين تطوعوا للدفاع عن منتظر الزيدي. وبشأن المعلومات المتوافرة عن مصير الصحافي، قال الدليمي: إن «مصيره مجهول»، وكل ما نعرفه أنه معتقل في مكان ما في المنطقة الخضراء ببغداد، محملاً الحكومة الأمريكية المسئولية عن سلامته. من ناحيتها أشادت "هيئة علماء المسلمين" ب"الموقف الوطني الشجاع للصحفي منتظر الزيدي"، مؤكدة أن "هذا الموقف البطولي عبر أصدق تعبير عن غضب العراقيين ورفضهم المطلق للاحتلال الأمريكي المقيت الذي قاده هذا المجرم ضد بلدهم". كما خرجت في شوارع مدينة الصدر في بغداد مظاهرة نددت بالاحتلال الأمريكي حيث أحرق محتجون علم الولاياتالمتحدة وطالبوا بإطلاق الزيدي. وقال مساعد للزعيم مقتدى الصدر وهو حازم الأعرجي: إنه جرى تنسيق مجموعة من الاحتجاجات في أنحاء العراق ضد الاتفاقية الأمنية التي وقعتها الحكومة العراقية مع الولاياتالمتحدة وللمطالبة بإطلاق الصحفي المعتقل. أما مدير "مرصد الحريات الصحفية" في العراق زياد العجيلي فاستنكر تصرف الزيدي واعتبره "غير مهني وبعيداً عن الروح الصحافية"، مبيناً أن "سلوك الصحفي في حياته الخاصة لا ينبغي أن ينعكس على حياته المهنية". فيما وصف بيان للمركز الوطني للإعلام التابع لمجلس الوزراء العراقي ما حدث بأنه تصرف "همجي ومشين"، فقد قال مسئول عراقي: إن الصحفي المعتقل يخضع الآن للتحقيق من قبل قوات الأمن العراقية، مشيراً إلى أنه يجرى استجوابه فيما إذا كان تلقى مساعدة مالية للقيام باحتجاجه، كما لفت إلى أنه يجرى فحصه للتأكد من إدمانه على الكحول أو المخدرات. وأضاف المسئول الذي لم يفصح عن اسمه في تصريح لوكالة أسوشيتد برس: إن السلطات العراقية احتفظت بالحذاء لاستخدامه دليلاً في القضية. من ناحيتها طالبت قناة «البغدادية» - حيث يعمل الصحفي في بيان حصلت الجزيرة على نسخة منه - السلطات العراقية بالإفراج عن الصحفي منتظر الزيدي (28 عاماً) تماشياً مع "الديمقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الأمريكية بها". وأشار البيان إلى أن أي إجراء يتخذ بحق مراسلها إنما "يذكر بالتصرفات التي شهدها العهد السابق". وطالب البيان المؤسسات الصحافية والإعلامية العالمية والعربية والعراقية بالتضامن مع الصحفي.