تعرف السياحة البيئية بأنها السفر والانتقال من مكان الى آخر بغرض الاستمتاع والدراسة والتفهم والتقدير للمناطق الطبيعية وما يصاحبها من مظاهر ثقافية تقليدية , وبتعبير آخر هي مجموعة أفكار وخطوط تهدف جميعها الى المحافظة على الموروثات السياحية الحضارية والأثرية والدينية والصحية والطبيعية بكل عناصرها من مصادر المياه المعدنية ونباتات وحيوانات وطيور وجبال وغابات وصحراء وفق خطة استراتيجية بعيدة المدى تعمل على خلق سياحة شاملة رفيقة بالبيئة . ولقد شهدت السنوات الماضية طفرة هائلة في صناعة السياحة رافقها أيضا اتجاه عالمي حثيث نحو الاهتمام بالبيئة .ولما كانت البيئة الطبيعية للبلدان هي الأكثر تأثرا بصناعة السياحة فقد أطلقت منظمة الأممالمتحدة حملة عالمية لهذا الغرض وأعلنت عام 2002 عاما للسياحة البيئية بهدف تنشيط وتطوير فكرة تحويل السياحة الى قطاع يحافظ على البيئة ومساند لها بعكس المفهوم الذي ساد طويلاً قبل ذلك بان السياحة على عداء مع البيئة , ذلك بأن السياحة البيئية تستثمر نتائج المحافظة على البيئة والطبيعة في قالب جديد يعطي الفرصة لدعم الدخل القومي وتنويع مصادره مع ضمان استمرار النظم البيئية والتنوع الإحيائي والمحافظة على جمال الطبيعة ورونقها بكامل محتوياتها من ألوان التراث الطبيعي والتاريخي حتى تكون مصدراً لتعليم الأبناء والأحفاد وللانتفاع بها اقتصادياً من خلال تنمية برامج استغلال رشيدة . ولا شك ان كثيراً من البلدان النامية قد أدت سياستها العشوائية والظواهر السلبية التي تتبعها الى إحداث تدهور ملحوظ في البيئة وارتفاع معدلات التلوث مما ابعد عنها أعدادا متزايدة من السياح . ومن ناحية أخرى بذلت العديد من البلدان جهوداً عديدة لإنشاء و تنمية مناطق المحميات من اجل حماية الحياة البرية ,كما عملت على تحسين البيئة في المناطق الساحلية , وفي هذا الشأن خصصت الأسرة الدولية الخامس من يونيو سنوياً , يوماً عالمياً للبيئة , وعلى الصعيد العربي تقرر اختيار يوم الرابع من أكتوبر من كل عام يوماً للبيئة العربية. ومن الملاحظ ان بلادنا بدأت تعاني من تدهور في الموارد واتساع رقعة التلوث في الكثير من المناطق نتيجة التوسع العمراني لتلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين على حساب المساحات الخضراء وازدياد أعداد المركبات والدراجات النارية واختناقات المرور وانتشار الضوضاء التي تسبب تلوث الهواء وتلوث بيئتنا البحرية بمخلفات الزيوت التي تقضي على الكثير من الأحياء البحرية فضلاً على الاعتداء الجائر على الأشجار ومكونات الحياة البرية. خلاصة القول لابد من تضافر الجهود الرسمية والشعبية والأخذ بالسياسات والخطط والبرامج والأساليب السليمة لتحسين نوعية البيئة وضمان الاستخدام الأمثل للموارد بما يحقق الظروف الصحية والنفسية والبيئية والمعيشية الملائمة لتشجيع السياحة البيئية في بلادنا [email protected]