البعض لايدرك خطورة البلهارسياولاعلم له أن بالإمكان تحول الإصابة بها إلى حالة مزمنة تخبئ الكثير من المضاعفات المأساوية، لالشيء سوى أن المريض أهمل في بدايةإصابته بالمرض وترك دون علاج لأشهر طويلة وربما لسنوات. أياً كان الوضع كشحة أو ضعف المشاريع المؤمنة مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي كما هو الحال في الكثير من الأرياف فإنه لايجدر بنا إهمال صحتنا وتقويض صحتنا وتقويض أركان الوقاية الشخصية من البلهارسيا وغيرها من الأمراض. فالناس في المناطق التي ينتشر فيها هذا المرض قادرون على أن يكونوا فاعلين في مكافحة هذا الداء، من خلال نهج السلوكيات الصحية الكفيلة بالحد تماماً من الاصابة بهذاالمرض، بما يؤمن ويعزز القضاء عليه، والدفع بمساعي وزارة الصحة العامة والسكان نحو التخلص منه. ومع الأسف من يقدمون على تلويث البيئة والمياه الراكدة والبطيئة الجريان بالممخلفات الآدمية كالبول والبراز، ساهم ويسهم في نشر عدوى أمراض خطيرة وقاتلة، كالبلهارسيا، بل يشكل السبب الوحيد الممكن لعدوى هذا المرض وانتقاله وانتشاره بين الناس، لدى استخدامهم مياه غير مأمونة بأي شكلٍ من الأشكال، كالسباحة أوالاغتسال أو الوضوء أو الخوض فيها بقدمين عاريتين، وغيرها من الاستخدامات الأخرى المباشرة لتلك المياه. إن من الحقائق المرة الغائبة عن الكثيرين أن الاصابة بالمرض قد تطول وتصبح مزمنة تمتد لسنوات،وربما لايكترث إليها المصاب، ليفيق على وضع مزرٍ وهو في غفلةٍ من أمره وقد ظهرت لديه بمرور الوقت مضاعفات خطيرة لم يكن يتوقع حدوثها وماحسب لها حساباً. وبالتالي غياب الوعي بالمشكلة لاسيما بين فئتي النشء والأطفال كفيل بجعلها تتخذ منحى أكثر تعقيداً، لعدم تركهم السباحة في البرك والسدود والحواجز المائية وما إلى ذلك من الاستخدامات، مثل غسل الملابس أو الاغتسال، أو الأخذ من هذه المياه غير المأمونة للاستعمالات المنزلية دون غليها جيداً. إنهم لو علموا حقيقة القواقع التي تنتر بشكلٍ واسع في هذه المياه.. من أنها تؤدي إلى المرض وتساعده على التطور، ومنها تنطلق بأسراب كبيرة جداً من مذنبات الطور المعدي للمرض «السركاريا» لتخترق جلده وتسبب له الاصابة بالبلهارسيا، وكذا لو علموا بخطورة مضاعفاتها.. لا أحسب أنهم بعد كل هذا سيواصلون الاستخدام غير الآمن للمياه الراكدة والبطيئة الجريان، وإذا استدعت الضرورة إلى استخدامها لري المزروعات مثلاً، فلن يخوضوا فيها بأقدامٍ وسيقانٍ عارية دون انتعال الأحذية البلاستيكية الواقية للساقين والقدمين. أما المصابون بالمرض فلن يهملوا مسألة علاج مرضه حتى يتحقق لهم الشفاء تماماً إذ إن علاج مريض البلهارسيا مهم جداً مثل الوقاية وكفيل بشفاء المرض قبل أن يبلغ حداً خطيراً يشكل فيه تهديداً لحياة المصاب، لأن البلهارسيا مع مرور الوقت تغزو الكبد وتحدث فيه التليفات التي تقوده في النهاية إلى الوفاة . كما أن من مضاعفات هذا الداء البواسير ودوالي المرئ والتقيؤ الدموي وتضخم الطحال والضعف العام و سرطان القولون والمستقيم بالنسبة للبلهارسيا المعوية. ومن مخاطره أيضاً الفشل الكلوي وسرطان المثانة والعقم عند الرجال والنساء. اذن الأولى بمرضى البلهارسيا ومن يشكو من أعراض تحمله إلى الشك بأمر الاصابة أن يسارعوا ولايتأخروا عن عمل فحص البول والبرز، ثم تلقي المصابين للعلاج بحسب الخطة العلاجية التي يشير بها عليهم الطبيب المعالج حتى يطمئنوا بالشفاء من المرض تماماً اما الإحجام عن العلاج أو عدم تناوله فإنه يجعل المريض عرضة لمضاعفات جد خطيرة كالتي ذكرتها فتذيقه الويلات ولو بعد حين. نعود مرة أخرى إلى ذكر الوقاية من البلهارسيا واجراءاتها كونها والعلاج يشكلان الذخيرة الاساسية للحد من الإصابة بالمرض وتلافي مضاعفاته الفادحة ولقطع سلسلة العدوى ونجد أن الوقاية هنا تعتمد على المعرفة الكافية والوعي اللازم وترجمتها في الحياة اليومية ولاتختلف البتة عن الآداب والسلوكيات التي حثنا عليها ديننا الحنيف. وأهم مايمكن عرضه منها: الالتزام بالنظافة الشخصية من خلال غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد الخروج من المرحاض، وكذا قبل اعداد الطعام أو تناوله. تجنب التبول أو التبرز في المياه أو قربها، وإنما في المراحيض. عدم الغسل والاستحمام والسباحة والوضوء في البرك والغيول، لأنها قد تحتوي على قواقع ومذنبات البلهارسيا. ازالة الأعشاب والحشائش التي تعيش فيها القواقع ويتطور بداخلها المرض عقب خروجه من البويضة، وذلك من جوانب سواقي الري والبرك. ارتداء الأحذية المطاطية الطويلة التي تحمي القدمين والساقين عند ري الأرض أو الخوض في المياه لمنع اختراق «مذنبات السركاريا» للجلد ودخولها منه إلى الجسم. تخزين المياه المأخوذة من البرك والغيول لمدة«18ساعة» قبل استعمالها للأغراض المنزلية لضمان الوقاية من البلهارسيا. أضف إلى ذلك غلي الماء المأخوذ مباشرة من مياه راكدة أو بطيئة الجريان قبل استعماله في غسل وتحضير واعداد الطعام أو لغسل الأواني والملابس. وعليه نأمل من الأوقاف والارشاد الاضطلاع بمهمة الوعظ والارشاد عبر المساجد من خلال الندوات والخطب لما لها من صدى وتأثير مقنع للناس. وحتى يكون دور الاعلام والتثقيف الصحي مثمراً يلزمه الكثير من القطاعات إلى جانب خطباء المساجد مثل «التربية والتعليم ممثلة بالصحة المدرسية الجهات المعنية بحماية البيئة الأشغال الجمعيات الخيرية والتعاونيات الزراعية» ولابد للنهوض به وتفعيله جماهيرياً على نطاق واسع، لابد له من لجوءٍ إلى التوعية عبر وسائل الاعلام المسموع والمرئي والمقروء وأيضاً تكريس التوعية من خلال المطبوعات والمطويات «البروشورات». أخي المواطن.. أختي المواطنة: أمراض مزمنة خطيرة في الكبد والكلى تتسبب بها البلهارسيا.. تؤدي إلى الوفاة وفي تناول أبنائكم للعلاج بلا استثناء حماية أكيدة من هذه المخاطر. الحملة الوطنية للتخلص من البلهارسيا للفئة العمرية من«618عاماً» المرحلة الرابعة من«2831ديسمبر2008م» في المديريات المستهدفة بمحافظات«تعزحضرموت الساحل حجةذمار عمران»