بدأ مجلس الشورى أمس الأحد أولى جلسات اجتماعه الأول من دورة انعقاده السنوية الأولى للعام الجديد 2009، الذي كرسه لمناقشة تطورات العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، وموضوع البيئة البحرية، وذلك برئاسة عبدالعزيز عبدالغني - رئيس مجلس الشورى.. وفي الاجتماع ألقى رئيس مجلس الشورى كلمة رفع في مستلها أسمى آيات التهاني باسم مجلس الشورى إلى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية، وإلى الشعب اليمني الكريم بمناسبة حلول السنتين الهجرية والميلادية.. راجياً من الله تعالى أن تكونا سنتَي خيرٍ وعزةٍ وسؤددٍ لوطننا وشعبنا وأمتينا العربية والإسلامية. ولفت رئيس مجلس الشورى في كلمته إلى الاستحقاق الديمقراطي الذي سينجزه شعبنا اليمني خلال الربع الأول من هذا العام في الربع الأول من العام الميلادي الجديد، متمثلاً في الانتخابات البرلمانية الرابعة من نوعها التي يشهدها اليمن خلال تسعة عشر عاماً.. وقال: لقد تم الانتهاء من مرحلة القيد والتسجيل ومراجعة السجلات الانتخابية، وهي مرحلة إجرائية مهمة، أظهر اليمنيون خلالها مسئولية عالية مما كان له الأثر الكبير في النجاح الذي تحقق خلال تلك المرحلة.. مؤكداً أن اليمنيين ينظرون باهتمام إلى يوم الاقتراع في السابع والعشرين من إبريل القادم، لأنهم حريصون على أن تمضي مسيرتهم الديمقراطية بثبات، ولأنهم مؤمنون حقاً بأن مسيرة البناء الوطني على المستويين الديمقراطي والتنموي لا يمكن لها أن تتجزأ. وأضاف: إن الجميع مدعوٌ اليوم إلى التعامل مع الاستحقاق الانتخابي القادم، بالقدر المطلوب من المسئولية، وعلى أساس من احترام الخيارات الدستورية، وقواعد الممارسة الديمقراطية، والنظر بأمل كبير إلى المستقبل. وبشأن تطورات العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، قال رئيس مجلس الشورى: إن العالم العربي في اللحظة الراهنة، يقف أمام امتحان صعب، حيث يتعرض قطاع غزة، هذه المنطقة الصغيرة المكتظة بالسكان، والواقعة تحت الحصار الظالم منذ فترة طويلة، لأعنف عدوان ينفذه الكيان الصهيوني عبر آليته العسكرية البربرية الغاشمة، أدى إلى استشهاد المئات وإصابة الآلاف من الفلسطينيين في القطاع. ووصف عبدالعزيز عبدالغني - رئيس مجلس الشورى - ما يقوم به الكيان الصهيوني في غزة بأنه يأتي في سياق عملية إبادة ممنهجة، تستهدف تقويض أسس الحياة في القطاع، بل والاستهداف المباشر للإنسان الفلسطيني، حيث يشمل العدوان والدمار للأحياء السكنية ومستشفيات الأطفال وسيارات الإسعاف، والمساجد والمدارس والجامعات والمولدات الكهربائية.. وثمن رئيس مجلس الشورى باسم المجلس عالياً الدور المخلص الذي بذله فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، باسم الشعب اليمني، منذ اللحظة الأولى للعدوان، وفي المقدمة دعوته إلى قمة عربية طارئة للوقوف أمام هذا العدوان، ودعوة فخامته الشعب اليمني إلى التبرع السخي لدعم الشعب الفلسطيني المناضل.. وقال: إن ذلك يأتي استمراراً لموقف فخامته واليمنيين الداعم والمساند للقضية الفلسطينية، وفي سياق الشراكة النضالية القائمة بين الشعبين اليمني والفلسطيني نصرة لهذه القضية المركزية للأمتين العربية والإسلامية.. ولفت رئيس مجلس الشورى إلى ما أثاره العدوان من غضب عارم على امتداد الوطن العربي والعالم الإسلامي وعلى مستوى العالم.. معتبراً أن ما يجري في غزة يقتضي اتخاذ إجراءات سريعة لترميم البيت الفلسطيني المتصدع، وإعادة بناء الجبهة الفلسطينية الداخلية في مواجهة هذا العدوان، مما يستدعي من شركاء النضال الفلسطيني، خصوصاً فتح وحماس، العمل على أساس المبادرة اليمنية التي أعلنها فخامة الأخ الرئيس للمصالحة بينهما، والتي سبق وأن قبلا بها.. كما يقتضي هذا الموقف الخطير أيضاً العمل من أجل تفعيل الموقف العربي للضغط على المجتمع الدولي من أجل تبني مواقف عادلة تجاه هذا العدوان، والتحرك في الوقت نفسه في إطار جهد منسق من أجل استثمار وتوظيف الإمكانات المتاحة لمساعدة الشعب الفلسطيني، وبما يؤدي إلى التخفيف من آلامه ومعاناته. إلى ذلك وقف أعضاء مجلس الشورى في جلسة أمس أمام تطورات العدوان الصهيوني الهمجي البربري والغاشم ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.. مثمنين في هذا السياق المواقف القومية المشرفة للقيادة السياسية لبلادنا ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، تجاه العدوان، وبالأخص دعوته إلى قمة عربية طارئة وقيادته لحملة وطنية شاملة من أجل مساندة الأشقاء في غزة من خلال التبرعات المالية والعينية.. وقالوا: إن ذلك يأتي في إطار الموقف المبدئي الأصيل لقيادتنا الوطنية ولشعبنا اليمن إلى جانب القضية الفلسطينية عبر مختلف مراحل النضال. وعبَّر أعضاء مجلس الشورى عن أسفهم للتخاذل الذي أظهره النظام العربي، ولعجزه عن اتخاذ موقف قوي وواضح تجاه العدوان.. ودانوا بشدة موقف النظام الدولي وتخاذله بل وتواطؤه مع العدوان.. ودعوا إلى ضرورة تحرك الدول العربية للتخفيف من الضغط المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة من خلال فتح المعابر وإيصال المساعدات التي يحتاجها سكان القطاع في ظل هذا العدوان الآثم. وبشأن موضوع البيئة البحرية، الذي سيقف أمامه مجلس الشورى خلال هذا الاجتماع، اعتبر رئيس المجلس في كلمته أن الوقوف أمام هذا الموضوع يأتي من منطلق إيمان المجلس بالأهمية الاقتصادية للبيئة البحرية في نطاق المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية لليمن في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي.. ودعا في هذا السياق للالتفات إلى عاملٍ جديدٍ ينطوي على قدر كبير من الخطورة على أمن واستقرار خليج عدن، والمتمثل في نشاط القرصنة البحرية.. مشيراً إلى أن اليمن الذي ينظر بقلق بالغ إلى تنامي أعمال القرصنة، قد كان سبَّاقاً في التنبيه إلى خطورة هذه الأعمال، وهو لذلك شديد الحرص على احتواء هذه النشاطات الإرهابية والإجرامية في إطار تنسيق إقليمي، ودعم دولي لهذا الجهد الإقليمي.. ووصف رئيس مجلس الشورى أعمال القرصنة بأنها واحدة من أخطر المهددات التي تستهدف البيئة البحرية وسلامة المياه الإقليمية.. وجدد التأكيد على أن ظاهرة القرصنة إنما جاءت نتاجاً لانفلات الأوضاع وغياب الدولة الصومالية لأكثر من عقد من الزمان.. داعياً المجتمع الدولي، الذي تأثرت مصالحه بفعل أعمال القرصنة، إلى التحرك الجاد والفعال من أجل إعادة الاستقرار إلى الصومال.. وشدد رئيس مجلس الشورى على أهمية أن تنهض كافة الجهات المعنية بمسئولياتها من أجل إبقاء بيئتنا البحرية في حدود المعايير الآمنة التي تكفل استدامة الموارد البحرية، وصون التنوع الحيوي في هذه البيئة. وثمن عالياً الرعاية الكريمة التي يوليها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح لجهود صون البيئة البرية والبحرية في بلادنا، مما كان له الأثر البالغ في التقدم الذي أحرزته جهود حماية البيئة، وصون الموارد الطبيعية خلال الفترة الماضية.. وقال: لقد كان لهذا الاهتمام الرسمي عالي المستوى أثره أيضاً في الإنجازات المهمة التي تحققت على المستويين التشريعي والمؤسسي، والخطوات والإجراءات التنفيذية، وذلك على أساس من الفهم الاستراتيجي لأولوياتنا البيئية، فكانت المحصلة أن قضية البيئة أصبحت اليوم في أولوية الاهتمام.. مشيراً إلى الإنجازات التي تحققت على هذا الصعيد، حيث تمثل سقطرى بمحمياتها الطبيعية البرية والبحرية اليوم قبلة لعشاق الطبيعة وللناشطين في مجال حماية البيئة، وحيث تمثل كذلك مؤشراً قوياً على الخطوات والجهود التي بذلها اليمن للعناية ببيئته ولصون تنوعه الأحيائي. واختتم عبدالعزيز عبدالغني كلمته بالتأكيد على أن جهود حماية البيئة وصون الموارد الطبيعية في اليمن لم تتوقف، إذ أن هناك العديد من المحميات الطبيعية البرية والبحرية في كل من الحديدة وحضرموت والمهرة وعدن، وهناك عدد آخر من المحميات في طور الإعداد لإعلانها على المستوى الوطني، فضلاً عن أن سقطرى دخلت مؤخراً ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، باعتبارها محمية محيط حيوي، مما يدلل على الأهمية الكبيرة للبيئة وللتنوع الأحيائي في اليمن. هذا وسيواصل مجلس الشورى اليوم الاثنين عقد جلسات اجتماعه الأول، الذي سيتركز على موضوع البيئة البحرية على ضوء التقرير المعد من قبل لجنة البيئة والسياحة في المجلس، والذي قام بقراءته الإخوة: عبدالحميد الحدي - رئيس اللجنة، عوض مشبح - نائب رئيس اللجنة، صالح عباد الخولاني - مقرر اللجنة، وتوكل المهري - عضو اللجنة.. وكان المجلس قد استعرض محضر جلسته السابقة وأقره. حضر جلسة أمس من الجانب الحكومي وزير المياه والبيئة المهندس عبدالرحمن الإرياني، ووزير النقل خالد إبراهيم الوزير، ورئيس الهيئة العامة لحماية البيئة محمود شديوة، ورئيس الهيئة العامة لأبحاث علوم البحار، والمنسق الوطني لاتفاقية التنوع الحيوي عبدالحكيم عبدالله راجح، ومدير عام الموارد الطبيعية بالهيئة العامة لحماية البيئة عبدالله أبو الفتوح، ومستشار الهيئة جمال الهراني.