ترجمة-حسن حجازي العالم ُ مسرحٌ كبير , ومعظمُ الرجالِ والنساء عليه مجرد ممثلين , لكلِِ رجل ٍ وامرأةٍ ِ , دورٌ , عليه يسير كل ٍ له دخولٌ وخروج , حسب الرؤيا والتدبير والرجلُ الواحد في عمرهِ يلعبُ عدةَ أدوار, مشاهده تمتدُ لسبعةِ أعمار . أولاً دورُ الرضيع , يتمرغ يتلعب يتدلع يتبلع بين يدي مربيته يتنعم في بحور الحنان . ثم التلميذ بضجيجه وصراخه مع حقيبة كتبه المدرسية والخِلان , ووجهٌ مشرقٌُ في الصباح , ناقماً على المدرسة يزحفُ إليها مثل القوقع الكسلان. ثم يأتي دورُ الحبيب الولهان يتنهدُ كالبركان مردداً أغنياتٍ للصبوة والأحزان كتبها لحبيبته ولرمشها الفتان . ثم يأتي الجندي المغوار يملأهُ الحماسُ لنصرةِ الاوطان بلحيةٍ مثل النمر الجبار يغار ُ على شرفِ الأوطان , مباغت ,وسريع ٌ في ساحة الوغى والنزال أريبٌ في ساعة ِ الطعان , يبحثُ عن الشهرة الزائفة والإعلان حتى لو كانت في مدفع رمضان . وتأتي الحكمة كالكهان ببطن ٍ منتفخ ٍ , مدققٌ في كلماتهِ كالميزان , كالديكٍ المشوي ٍ سمين ٌ, ينكبُ عليه ِ الخلان بعيونٍ حادة تملأها الحكمة وبلحيةٍ مشذبة الأركان يحوطها بأغلظ ِ الإيمان , مسايراً للعصرِ عيناً من الأعيان . وهكذا يلعبُ دوره المرسوم على مرِ الأزمان .