صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ضحايا الدهس في الشوارع
فلذات الأكباد..
نشر في الجمهورية يوم 08 - 03 - 2009

حين تغيب المتنفسات والملاعب الصغيرة في حواري المدينة يلجأ الأطفال لقضاء فراغهم في اللهو واللعب في الشوارع غير آبهين بمخاطره.. يركلون الكرة ببراءة وتركلهم إطارات السيارات على حين غفلة.. تتدحرج أرواحهم إلى بارئها .
بالأمس القريب اعتادت طفلتي «هناء» ذات الخمس سنوات على الخروج من المنزل صباحاً وساحبة معها دراجتها الصغيرة لتلعب بها في الشارع واعتدت أنا أيضاً على تقبيلها قبل خروجها للعب وكان من اللازم عليّ فعل ذلك حتى أكحل عينيّ بنور وجهها الطفولي البريء وأرتوي من ماء نهر ابتسامتها الحقيقية والتي تفترش كرسمة جميلة على خديها.. وحتى لا أحرم منها فقد كنت حريصاً دائماً على توجيه النصح إليها بعدم اللعب في وسط الشارع حتى لاتسرقها مني وإلى الأبد إحدى مركبات «السيارات» الموت .. ولكن حرصي هذا خذلني ولم يستطع أن يمنع حق الموت من معانقة طفلتي «هناء» والتي وقعت ضحية لحادثة دهس شنيعة أثناء ما كانت تلعب بدراجتها في الشارع واليوم أصبحت بلا «هناء» ولكن ذكراها لاتزال باقية في قلبي الأبوي وحزني على فراقها لاتزال أطيافه تطير في سماء أسقف غرف المنزل الذي ولدت فيه وأحضاني التي كانت تنام عليه أصبحت كالأطلال منذ يوم رحيلها من الدنيا أجل،فقضية الطفلة «هناء» ماهي إلا تمثيل واقعي لحوادث الدهس المرورية والتي يتعرض لها بعض الأطفال أثناء لعبهم في شوارع محافظة تعز ويقال :إن السبب يعود إلى افتقار أحياء عاصمة المحافظة إلى المتنفسات والحدائق والملاهي الترفيهية الخاصة بالأطفال وكذا إنعدام الثقافة المرورية لدى الكثير من الآباء ونظراً لتكرار وقوع هذا النوع من الحوادث رأينا أن نتناولها كمشكلة خطيرة وفي سياق التحقيق التالي:-
هروب من الخطر
الحاج سيف غالب .. تحدث بالقول:
اعتدت في كل سنة وخاصة في فترة العطلة الدراسية أن أسافر أنا وعائلتي إلى محافظة صنعاء أو محافظة عدن بغرض التنزه وقضاء وقت ممتع وجميل في المتنفسات والملاهي الرياضية الخاصة بالأطفال وأيضاً بالكبار وطبعاً أخترت هاتين المحافظتين بالذات لأن المتنفسات فيها منتشرة وكبيرة وتتوفر فيها كافة خدمات الترفيه والتسلية وكذا توجد مساحات كبيرة مخصصة لمختلف الألعاب الرياضية من كرة قدم وسلة وغيرها وأيضاً تحتوي على الألعاب الترفيهية الخاصة بالأطفال والكبار معاً أما المتنفسات في محافظة تعز فهي قليلة جداً ففي مركز المحافظة متنفس واحد ومساحته صغيرة جداً ولايدار من قبل القطاع الحكومي كما أن المتنفس الوحيد والخاضع للإدارة الحكومية يقع بعيداً عن عاصمة المحافظة وعلى الرغم من كبر مساحته إلا أنه يفتقر جداً للأدوات الترفيهية والخدمات الأساسية .. لذا فإني أتمنى من الجهات المعنية العمل على التوسع في إنشاء العديد من المتنفسات الرياضية والملاهي الترفيهية داخل عاصمة المحافظة ذلك حتى يجد أبناؤنا وبالذات الأطفال أماكن يلعبون فيها وتحميهم من التعرض للحوادث المرورية والتي تقع دائماً في الشوارع الاسفلتية الرئيسية والفرعية وتحصد الكثير من أرواح أطفالنا البريئة ولهذا السبب فإني أفضل السفر إلى محافظتي عدن أو صنعاء وللسبب نفسه فإني أمنع أطفالي من اللعب في شوارع المحافظة..
مشكلة تثير الخوف
المواطن محمد قائد قاسم قال:
إصرار أطفالنا على اللعب في الشوارع الأسفلتية أضحت مشكلة تؤرقنا وتقلقنا نظراً لما تشكله من خطورة على أرواح أطفالنا.. وأذكر أن ابنتي الصغيرة وفي أثناء لعبها بكرتها ومع أطفال حارتها إذا بالكرة تتدحرج منها متجهة صوب أحد الباصات والتي كانت تقف أمام إحدى دكاكين الحارة مثل السيارات الأخرى إلا أن سائق الباص في ذلك اليوم كان موجوداً في داخل الباص والذي اختارته الكرة دوناً عن باقي السيارات الواقفة ولكن سائقيها كانوا موجودين وإذا بالكرة تتدحرج لتستقر تحت هذا الباص حينها امتدت ابنتي الصغيرة أرضاً وزحفت صوب كرتها لتستقر بجسدها البرئ تحت أحد إطارات الباص وإذا بالسائق يبدأ بتشغيل المحرك بهدف الرجوع إلى الوراء حينها كان أحد شباب الحارة يراقب مايحصل وفجأة يهرول مسرعاً صوب السائق وعندما وصل إليه صاح في وجهه قائلاً: يافلان وقّف محرك السيارة فاستجاب السائق لهذا الشاب والذي أسرع نحو أبنتي الصغيرة فسحبها من تحت الباص وأنقذها ولولا ستر الله ولطفه بها ونباهة هذا الشاب لانتزعت إحدى عجلات السيارة روح ابنتي من جسدها ولقسمتها إلى نصفين ومنذ ذلك اليوم المشئوم منعت ابنتي وإخوانها من اللعب نهائياً في الشوارع.. ومن منطلق هذه الحادثة فإني أتمنى من قيادة محافظة تعز أن تأخذ بعين الاعتبار مسألة إنشاء متنفسات عديدة في عاصمة المحافظة أو في أماكن قريبة منها حفاظاً على سلامة أطفالنا وهذا المطلب ليس مطلبي أنا فقط وإنما هو مطلب الكثير من الآباء..
الأزقة أهون من الشوارع
أما المواطن أحمد مهدي الصغير.. فيقول:
معظم الأطفال يفضلون اللعب في الشوارع عن اللعب داخل المنازل لذا تجد أنه من النادر أن يقوم الآباء بمنع أبنائهم من اللعب في الشوارع حتى لايحرموهم من حقهم المشروع في اللهو وقضاء أوقات ممتعة لذا تجد أن الكثير من الأطفال والذين تصل أعمارهم مابين سن الثامنة وحتى سن الخامسة عشرة يقضون معظم أوقات فراغهم في اللعب في الشوارع الاسفلتية فتجدهم يلعبون إما لعبة كرة القدم أو لعبة الجري وغيرها من الألعاب المعروفة على المستوى المحلي ولكن وبعد كثرة وقوع الحوادث المرورية في الشوارع الاسفلتية والتي يكون ضحاياها الكثير من الأطفال أصبح معظم الآباء وأنا واحد منهم يمنعون أبناءهم من اللعب في الشوارع الاسفلتية والتي تعج بحركة المركبات خوفاً على حياتهم وبالمقابل أجبروهم على اللعب في أزقة الحارات والتي لاتعج فيها حركة المركبات إلا أن هذا الحل يعد هو بحد ذاته مشكلة والتي تتمثل في أن الأطفال وفي أثناء لعبهم في الأزقة يقومون بإصدار أصوات مرتفعة والتي تصبح مصدر إزعاج لسكان الحواري إلا أنهم يعتبرونه أهون بكثير من ذلك الإزعاج الذي تصدره الشوارع الاسفلتية وفي نفس الوقت يرون أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو بيد قيادة المحافظة والمجلس المحلي والمتمثل في قيامها بإنشاء أماكن مخصصة للتنفس وتحتوي على مساحات تخصص للألعاب الرياضية المختلفة والملاهي الترفيهية الخاصة بالأطفال ومن المعروف أن محافظة تعز تفتقر إلى مثل هذه المشاريع الخدمية وذات النمط الترفيهي.
كره وأمنية
الطفل مازن الصلاحي «21عاماً» كان قبل عام من عشاق اللعب في الشوارع الاسفلتية إلا أنه كاد أن يقع ضحية دهس لإحدى المركبات..وصحيح أنه نجا منها ولكنه لم يسلم من شرها فقد أصابته بجروح طفيفة إلا أن هذه الحادثة ولدت فيه عقدة كراهية اللعب في الشوارع الاسفلتية وأصبح يفضل اللعب مع أخوته في المنزل أو بالقرب منه..وكان الطفل مازن وبعد هذه الحادثة التي تعرض لها كثير الإلحاح على والده في أن يشتري له بقعة فسيحة يلعب فيها هو وإخوته ولاتقربها المركبات الشريرة «حسب قوله».
ركوب الخطر
أما الطفل ماجد محمد السحولي «31 عاماً» أجبره فقدانه والده على اتخاذ الشارع وبنوعيه الاسفلتي والترابي المفتوح والضيق وأمثاله من الأطفال مكان ترفيهي يحتوي على ألعاب تقليدية مسلية ولكنها من صنعه هو وأخوه الذي يصغره بسنة حيث قاما بصنع مركبة مستطيلة صغيرة من الخشب وتحملها ثلاث عجلات حديدية صغيرة في داخلها حبيبات دائرية الشكل وصغيرة مهمتها تدوير العجلات ويقوم الإثنان بسواقتها بالتداول وهذه العجلات لاتسير إلا على الطرق الاسفلتية وعلى الرغم من أن هذه اللعبة التقليدية كثيراً ماتعرض حياتهما للهلاك إلا أنها تجعلهما يشعران بالمتعة والتسلية كما أنهما يقولان بأنها تعطيهما تلك المتعة التي تعطيها نفس تلك السيارات الصغيرة والتي تدار كهربائياً والخاصة بترفيه الأطفال وأكد الطفلان أنه لو توفر معهما قيمة تذاكر ركوب لعبة السيارات الكهربائية الصغيرة لاستغنيا عن لعبتهما ولما عرضا نفسيهما لخطر الدهس وفي أي لحظة.
كابوس مخيف
تقول إيمان أحمد العودي «معلمة»:
أصبحت مدينة تعز بحاجة إلى المتنفسات الرياضية والملاهي الترفيهية الخاصة بالشباب والأطفال وتكمن أهميتها في أنها ستعمل على الحد من مشكلة حوادث الدهس والتي تقع في شوارع المدينة وتحصد أرواح عدد كثير من الأطفال الذين تجدهم يفضلون اللعب في الشوارع والتي يشعرون بأنها أماكن مفتوحة تمنحهم المتعة والسعادة ولهذا السبب تجدهم أكثر اصراراً على اللعب فيها وبرغم معرفتهم بمدى خطورة مايقدمون على فعله لذلك أتمنى من الجهات المعنية أن تضع في الحسبان مسألة إقامة متنفسات رياضية وترفيهية حتى تخلصنا من كابوس حوادث الدهس.. وبالمقابل فإنه يجب على الآباء القيام بإعطاء الأبناء جرعات تثقيفية ونحذرهم من مغبة اللعب في الشوارع.
فوائد المتنفسات
وتؤكد ليلى عبدالله الفهيدي معلمة:
أن التوسع في إنشاء متنفسات رياضية وملاهي ترفيهية لأطفال مدينة تعز بات أمراً ضرورياً ومطلباً لمعظم سكان المحافظة وخصوصاً لتلك الأسر التي فقدت ابناً أو ابنة لها واكتوت من لسعات نيران حوادث الدهس.. ومن هذا المنطلق فإن التوسع في إقامة المتنفسات الرياضية سيكون له مزايا إيجابية..أهمها أن هذه المتنفسات ستعمل على تنمية المواهب الرياضية للأطفال وفي مختلف أنواع الرياضة.. وسترفع من درجات الوعي الثقافي الرياضي لدى المبتدئين وذلك من حيث الاطلاع أكثر على المعلومات والخاصة بكل لعبة رياضية وسيتعرفون عن قرب وبشكل عملي على كيفية ممارسة اللعبة بمهارة فائقة وبطرق صحيحة وسليمة..بالإضافة إلى أن هذه المتنفسات ستعمل أيضاً على إنهاء مشكلة حوادث الدهس وبما أن هذه المشكلة معنية وبدرجة أساسية بالأطفال فإنه يجب على برلمان الأطفال أن يخصصوا جلسات نقاش حول مسببات هذه المشكلة والخروج بالحلول والمعالجات الكفيلة بالحد من تكرار حدوثها ومن ثم القيام بمطالبة الجهات الحكومية بالعمل على تنفيذها على أرض الواقع العملي.
حديقة الحارة
ويرى عيسى محمد أحمد طاهر رئيس قسم التعليم بمديرية القاهرة..
أن حديقة الحارة تعد متنفساً للأطفال وفيها يمارسون اللعب مع بعضهم البعض وفيها يتنافسون في تجديد نشاطهم..كما تعمل هذه المتنفسات على تجنيب الأطفال مخاطر اللعب في الشوارع أو الطرقات العامة ولهذا نجد أن الدول المتقدمة تهتم كثيراً بالمتنفسات وتضعها في أوليات التخطيط العمراني لها وهذا يرجع إلى اهتمام هذه الدول بالأطفال ورعايتها لهم من خلال استغلال نشاطاتهم بمايفيدهم حيث يلتقي أطفال الحارات «التجمع السكاني الواحد» في تلك الأماكن المخصصة لهم فيتعارفون ويلعبون وتنمو فيهم الروح الاجتماعية والروح التعاونية الإنسانية كما يجنبهم ذلك الانزلاق والوقوع في المخاطر السيئة والناتجة عن الالتقاء بأبناء الشوارع السيئين لذا فإن الدولة في هذه الحالة تكون مسئولة مسئولية كاملة عند التخطيط للمدن السكنية بوضع مساحة مناسبة تكون مكاناً عاماً يمارس فيه الأطفال هواياتهم المختلفة بحيث تكون بعيدة عن الشوار الرئيسية حتى لايتضرر الأطفال فالكثير من الأسر وخاصة في أيام الجو الحار يصعب عليهم الخروج إلى أماكن قريبة من منازلهم بغرض الترويح عن أنفسهم وبمعية أبنائهم ممايؤدي ذلك إلى حدوث حالات مرضية نتيجة عدم تلاؤم الجو في المنازل..لذا فإننا ننصح ونؤكد على أهمية وجود ساحات واسعة في كل حارة حتى يمارس فيها الأطفال نشاطاتهم المختلفة بدلاً من لجوئهم إلى الشوارع ومضايقة الآخرين وتعرضهم للمخاطر.. فقد وجدنا وسمعنا الكثير من حالات فقدان الأطفال نتيجة بعدهم عن الحارات وكذلك وفاة البعض بسبب تعرضهم لحوادث السيارات أثناء ممارستهم للعب في الشوارع التي تكثر فيها حركة سير المركبات وكذا الدراجات النادية..
احتياجات أولية
يقول المقدم قيس علي الإرياني مدير عام مرور تعز:
في الواقع إن الطبيعة الجغرافية لمدينة تعز وصعوبة أراضيها ووقوعها في أحضان جبل صبر وكذا امتلاك سكانها لمعظم أراضيها وإقامة منشآت عمرانية وعشوائية عليها كل هذا أدى إلى اختصار التخطيط في مجال شق ورصف الشوارع الملبية لاحتياجات سكان الحارات وسير المركبات فيها.. ولكن مع تلك التطورات والإنجازات العملاقة التي شهدتها بلادنا في ظل فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومن بينها مشاريع التوسع في شبكة الطرقات والتي معها ازدادت احتياجات الناس إلى شوارع أكثر إتساعاً وتقدم خدمات سير المشاة والمركبات كذلك فإن المدينة هي بحاجة أولاً وقبل كل شيء إلى مواقف خاصة وعامة لكل من المراكز التجارية والأسواق ومباني المكاتب الحكومية والقطاع الخاص ويلي ذلك إنشاء المتنفسات في أحياء المدينة بغرض تلبية احتياجات الشباب والأطفال والخروج من دائرة اللعب في الشوارع...إلا أنه كان من المفترض على الآباء القيام بالتزود من بحر علوم الثقافة المرورية وتلقين أبنائهم بكل ما تضمنته من معلومات تقيهم وتجنبهم من الوقوع في شر حوادث الدهس المميتة والتخلي نهائياً عن اللعب في الشوارع وخاصة الشوارع التي تكثر فيها حركات سير المركبات ولست أخفي عليكم بأننا نعاني وعلى مستوى محافظة تعز من إشكالية وقوع حوادث الدهس التي يكون معظم ضحاياها الأطفال ومن كلا الجنسين «ذكوراً وإناثاً» وفي المقابل فإننا أيضاً نعاني أكثر من اشكالية وقوع الحوادث المرورية في الطرقات الطويلة وذلك طبعاً بحكم الموقع المتميز لمحافظة تعز وارتباطها بكافة المحافظات اليمنية..
مشكلة نقص الموارد
ويلخص عبدالله بن بريك مدير عام مكتب التخطيط بتعز...أبرز المشكلات والتي لعبت دوراً كبيراً في عرقلة التوسع في مجال إنشاء مشاريع المتنفسات الرياضية والملاهي الترفيهية للأطفال وعلى مستوى محافظة تعز..حيث قال:
الحقيقة أنه وبالنسبة لمشاريع الأندية الرياضية الأهلية وإنشائها في المديريات فإن صندوق النشء والشباب يقوم بتجميع الموارد المالية ومن ثم يتم توريدها إلى وزارة الإدارة المحلية والتي تقوم هي بدورها بتوريدها إلى وزارة التخطيط والتي هي الأخرى تقوم بتوزيعها على كل محافظة مع تحديد نصيب كل مديرية..إلا أن المشكلة هي أن الوزارة لاتورد حسب الربط المطلوب والمحدد لكل محافظة بمعنى أن المشكلة الحقيقية تكمن في نقص الموارد..
ونحن في محافظة تعز وفي خلال الثلاث سنوات الماضية قام المكتب بتوزيع المشاريع الرياضية في عددٍ من المديريات والتي قام البعض منها ببناء أسوار للأراضي لتخصيصها كملاعب للشباب وبعضها قام بمسح أراضٍ بغرض إقامة مشاريع رياضية للشباب والأطفال ولكن تظل المشكلة هي مشكلة نقص الموارد والحصول على الأراضي وبالذات في المدينة إلى جانب أننا نريد أن ينخرط شبابنا في المراكز الثقافية ولكن لا يوجد اعتماد مخصص لإنشاء مراكز ثقافية جديدة إلا ماكان موجوداً في السابق..فإنشاء مراكز ثقافية جديدة يحتاج إلى دعم كبير ويحتاج إلى تمويل مالي..ونحن من جانبنا فقد قمنا بوضع عدة مقترحات لإنشاء مراكز ثقافية للشباب وعلى مستوى المدن الرئيسية ومازلنا ننتظر الرد عليها..بالإضافة إلى أننا قدمنا أيضاً مقترحات لإنشاء ملاه ترفيهية للأطفال في المناطق السياحية وبالتحديد في منطقة صبر ومنطقة واديٍ الملك في مديرية المخا وأيضاً في المدن الرئيسية...مستقبلاً...وبالمقابل فإنني أتمنى أن تعطى للمستثمرين فرص الاستثمار في مجال إنشاء دور للسينما والمسارح وفي مجال إنشاء الملاهي الترفيهية للأطفال.
أعمال حصر الحدائق
ويشارك المهندس فيصل مشعل مدير عام مكتب الاشغال العامة بتعز بالقول:
هناك مواقع خصصت وحددت في المخطط العام في وحدات الجوار الخاصة بالمناطق التي خططت حديثاً كحدائق ومتنفسات حيث تم خلال العام الماضي تنفيذ عملية حصر هذه الحدائق واسقاطها على المخططات العامة وعرضها على قيادات المجلس المحلي بالمحافظة ليوافقوا ويصدقوا عليها وكذا دراسة الآلية التي يمكن من خلالها تشغيل هذه الحدائق إما من خلال المجلس المحلي أو عن طريق المستثمرين ولقد برز الإشكال في ذلك الوقت في مشكلة التعويضات لهذه الأراضي التي ستقام عليها الحدائق والمتنفسات..كما أنه وفي خلال عام 9002م حددت موازنات المجالس المحلية للمديريات لتسوير جزء من هذه الحدائق وكلٌ في مديريته وذلك كمقدمة لبداية تشغيل جزء من هذه الحدائق والمتنفسات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.