بدأت المحكمة الجزائية الابتدائية المتخصصة بأمانة العاصمة أمس محاكمة ستة عشر شخصاً بينهم أربعة سوريين وسعودي، بتهمة الاشتراك في عصابة مسلحة نفذت أعمالاً إرهابية خلال الفترة من ديسمبر 2007 وحتى أغسطس 2008م، شملت القيام بعمليات تفجير لمنشآت نفطية ومعسكرات ونقاط أمنية، ومهاجمة سياح وأجانب في السفارات والشركات وأماكن تجمعاتهم السكنية في محافظات صنعاءوحضرموتوعدن. وفي الجلسة التي ترأسها القاضي محسن علوان قررت المحكمة فتح تحقيق قضائي للتعرف على هوية المتهمين ، كما تم تلاوة عريضة الدعوى المرفوعة من النيابة من قبل أمين سر الجلسة مهدي الضبيبي . وتلا ممثل الادعاء العام راجح زايد في الجلسة، حسب طلب المحكمة قائمة تحديد أسباب الاتهام وأدلة الإثبات حيث بينت النيابة فيها ، أن المتهمين اشتركوا خلال الفترة من ديسمبر 2007 وحتى اغسطس 2008في عصابة مسلحة للقيام بأفعال اجرامية وإرهابية استهدفت مهاجمة الاجانب في السفارات والشركات وأماكن تجمعاتهم السكنية ، والمنشآت الحيوية والنفطية ذات النفع العام، والمعسكرات والنقاط الأمنية لتعريض سلامة وأمن المجتمع للخطر . وذكرت النيابة أن المتهمين أعدوا لذلك الوسائل اللازمة من متفجرات ومدافع هاون وقذائف صاروخية وأسلحة وذخائر ، ووسائل نقل بلوحات أرقام مزيفة ومجهزة بمواد متفجرة ودراجات نارية، واستئجار محلات ومنازل ، وأجهزة اتصالات للتواصل وتحديد المواقع وملابس عسكرية ونسائية للتخفي والتنكر ، ووثائق إثبات شخصية بأسماء وهمية مزورة . وبينت النيابة أن المتهمين أحدثوا في منتصف ديسمبر من العام 2007 انفجارات في نقطة النجدة الكائنة في منطقة جعيمة ونقطة النجدة الكائنة في نقطة العقاد مديرية القطن محافظة حضرموت باستخدام مواد متفجرة (تي ان تي ) نتج عنها إصابة عدد من الجنود وإلحاق أضرار مادية جسيمة في النقاط العسكرية ووسائل النقل المتواجدة في مكان الانفجارات . كما قاموا في يناير 2008 بمهاجمة فوج سياحي أوروبي وعاملين يمنيين في السياحة بالقرب من منطقة الهجرين محافظة حضرموت ، حيث أطلقوا عليهم النار من أسلحتهم النارية ونتج عن ذلك قتل السائق (احمد هادي عوض العامري ) والسائحتين البلجيكيتين (كلاودين فان كالي )، و(كاثرين جلوريا) وإصابة آخرين وإلحاق اضرار مادية بالسيارات التي تقل السياح. وبين قرار اتهام النيابة أن المتهمين أحدثوا في مارس من العام نفسه انفجارات في مدرسة 17 يوليو للبنات جوار السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء ، باستعمال مدفعية هاون، وإطلاق قذائف صاروخية نتج عنها عدد من الاصابات الجسيمة في الجنود القائمين على حراسة السفارة الامريكية ، والطالبات في المدرسة المجاورة للسفارة، وإلحاق اضرارا مادية في الممتلكات الخاصة والعامة، وفي الشهر نفسه أيضا أحدثوا انفجاراً في أنبوب رئيسي للنفط تابع لشركة توتال الذي يضخ النفط من حقول الشركة في القطاع رقم (10) باستعمال مواد متفجرة ( تي ان تي) مخلوطة بمادة الانفو ، وإلحاق أضرار مادية جسيمة بالانبوب أدت الى تسرب كميات كبيرة من النفط ، كما قاموا في الشهر ذاته بإحداث انفجار في شركة جيكو الصينية في منطقة الخشعة باستعمال قذائف صاروخية نوع (جيتري امريكي (في ان) ) وإلحاق أضرار مادية بها . وأوضح بيان الإتهام أن المتهمين قاموا في شهر أبريل 2008 بإحداث انفجار في نقطة النجدة الكائنة في منطقة مشهد محافظة حضرموت باستخدام مواد متفجرة (تي ان تي) نتج عنها إصابة عدد من الجنود والحاق أضرار مادية جسيمة بالممتلكات ، كما قاموا في نفس اليوم بتفجير نقطة النجدة الكائنة في منطقة الباطنة محافظة حضرموت ، باستخدام مواد متفجرة (تي ان تي ) نتج عنها اصابة عدد من الجنود ، والحاق إضرار جسيمة بالممتلكات، وبعد يومين فجروا المجمع السكني التابع لشركة كويتية والمؤجر لشركة كنديان نكسن الواقعة شرق فندق رمادة حدة بالعاصمة صنعاء ، بقذائف صاروخية أطلقوها من مدفعية هاون نتج عنها إلحاق أضرار مادية بتلك العمارة . وبينت النيابة أن المتهمين أحدثوا في الشهر نفسه انفجاراً في معسكر قيادة أمن الوادي والصحراء محافظة حضرموت باستخدام سيارة مفخخة نتج عنها استشهاد الجندي المناوب في حراسة بوابة المعسكر وإلحاق أضرار جسيمة في المعسكر، وفي نهاية شهر ابريل 2008 أحدث المتهمون انفجاراً في حوش مبنى مكتب المالية في أمانة العاصمة والمعهد الثقافي الجمركي باستعمال قذائف صاروخية، اطلقوها من مدفعية هاون وألحقوا أضرار مادية، وفي نهاية شهر مايو من العام نفسه أحدث المتهمون انفجاراً في مدينة البريقة محافظة عدن باستخدام قذائف صاروخية اطلقوها من مدفعية هاون وقعت بجانب انبوب نفط. وأفادت النيابة أن المتهمين أحدثوا في شهر يوليو 2008 انفجارات في معسكر قيادة امن الوادي والصحراء ، محافظة حضرموت، وفي شهر اغسطس 2008 قاوموا بالسلاح رجال السلطة العامة المكلفين بمطاردتهم والقبض عليهم في تريم محافظة حضرموت بأن أطلقوا عليهم النار من عدة أسلحة نارية ، نتج عن ذلك استشهاد كلًّ من الرائد على ناصر الحومي ، والجندي عبده علي الشامي ، والجندي عبد ربه صالح الطيارة ، إلى جانب إصابة عدد من الجنود الآخرين ، فضلاً عن الحاق أضرار مادية جسيمة . وتلت النيابة قائمة أدلة الإثباث المتضمنة اعترافات المتهمين في محاضر تحقيقات النيابة والتقارير والمستندات وقائمة أدلة المضبوطات، وطالبت النيابة عقب ذلك بتطبيق أقصى العقوبة المقررة قانوناً بحق المتهمين ومصادرة المضبوطات . هذا وقد واجهت المحكمة المتهمين بما نسب إليهم من تهم، فأجابوا جميعاً بالإنكار ، وقررت بعد ذلك إلزام النيابة بتقديم ما لديها من أدلة إثبات في الجلسة القادمة . ورفعت المحكمة جلساتها إلى يوم الثلاثاء القادم الموافق 17 مارس الجاري لمواصلة النظر في القضية.