الواحد والعشرون من مارس يوم تنتظره العديد من الأمهات .. ففي هذا اليوم تتعدد المظاهر الاحتفالية وتتنوع أساليبها وأشكالها في إحياء هذه الذكرى . .ويتجلى في هذه المناسبة من كل عام تقليد متبع في اختيار وتكريم الأم المثالية كنموذج مشرف تقتدي به الأمهات المثاليات اللاتي قدمن صوراً جميلة للتضحية والعطاء والفناء في تربية وتنشئة الأولاد المتميزين والمتفوقين في شتى مجالات الحياة.. لكن ما نشاهده في الآونة الأخيرة اختفاء وتراجع هذه المظاهر الاحتفالية التكريمية بصورة لا تتناسب والدور العظيم والجهد التي تقدمه الأمهات المثاليات في أظاهر النماذج الناجحة من الأبناء والامهات.. وحول هذا الموضوع كان لإدارة تنمية المرأة والطفل هذا التحقيق : تؤكد مدير عام إدارة تنمية المرأة بالمكتب التنفيذي بالمحافظة أفراح جابر ان مناسبة تكريم الأمهات المثاليات لم تختفى لكنها انحسرت وأصبحت تنظم بصورة ضيقة على مستوى المرافق او الإدارات موضحه بأنه مقارنة بالسابق حيث كانت تجرى المسابقة على مستوى كبير ترشح فيه اكبر عدد ممكن من النساء المتميزات كنماذج لأمهات مثاليات لاختيار الفائزة بلقب الأم المثالية من بين المتسابقات لكن لأسباب لا تخفى على الكل ان شحه الإمكانيات المتواضعة والوضع الاقتصادي الراهن للبلد والعالم كان لابد من التخفيف من المعالم الاحتفالية المكرسة لهذه المناسبة مشيرة الى ان حفل تكريم الام المثالية يقام لكن بشكل بسيط يختلف عما كان يجرى في السابق او تقوم به بعض الدول العربية والخليجية التي تمتلك إمكانيات ضخمة للاحتفال به.. وأضافت ان تكريم الأم المثالية لا يمت بصلة بالابتداع الغربي فالدين الإسلامي كرم الأم وانزلها منازل مشرفة ورفع من شانها وضرب أروع الأمثال والنماذج لأمهات المسلمات ذكرن في تاريخ الحضارة الإسلامية والعربية وتصف التكريم بانه يعد يوماً مميزاً للأمهات الذين استطعن تأدية الرسالة التي حملنها خلال سنوات العمر واخرجن جيلا صالحا يخدم المجتمع. عيد الأم غيب تكريم الأم المثالية وتصف مديرة رياض الأطفال بمكتب التربية والتعليم بعدن عفيفه محمد سعيد ان الإشكالية التي تدار حول الاحتفال بعيد الأم كان من نتائجه إهمال تكريم الام المثالية التي ترى ان لا صلة به بعيد الام من وجهة نظرها.. منوهه ان التكريم يخص الام العامله وربة البيت التي تتمكن من تحقيق نجاح في محيط أسرتها وتسهم بتقديم نماذج لأبناء ناجحين ومتفوقين عن غيرهم من هنا نأخذ الام المثالية وليس العكس مدللة بقول الشاعر ( الام مدرسة اذا أعدتها أعددت شعبا طيب الأعراف ) وهذا له دلاله عظيمة لمكانة الأم المتميزة والناجحة وما تحظى فيه من أهمية للأدوار التي تلعبها في كل مجالات الحياة .. هي المدرسة التي تعد الجيل الصالح .. هي من تبني الأسرة .. هي من تزرع الابتسامة والأمل .. وهي من تقوم بواجباتها دون انتظار كلمة شكر او رد جميل فالله خلقها واحة خضراء تزرع بسخاء كل البذور دون استثناء كان لوجهة الشرع رأي في تكريم الأم المثالية بعيدا عن الاحتفال بعيد الأم حيث يقول مدير الافتاء بمكتب الأوقاف والإرشاد بعدن الشيخ احمد المصباحي ان الأم هي أساس صلاح الأسرة.. لذا أوصى ديننا الحنيف وحث على الاهتمام بتربية وتنشئة الفتاة منذ الصغر لإعدادها أم تتحمل المسؤولية التي ستوكل لها في مهام المنزل وتربية الأبناء فهي أساس بناء المجتمعات ورقي الأمم .. متابعا ان نخص بتكريم الأم المثالية هو جائز مستدلا بالحديث الصحيح لرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) بقوله: ( انزلوا الناس منازلهم ) كدليل واضح يقر بتكريم المرأة العاملة وألام المثالية خاصة وان نعطيها حقها بالتكريم ونغمرها بالحب والاحترام ونحيطها بالعناية والاهتمام بشؤونها كما اهتمت بشؤوننا في الصغر.. مشيرا إلى ان تكريم الام المثالية نبراس وقدوة لتسيير على هديه فتيات وأمهات المستقبل لاستكمال مسيرة العطاء والتضحية وغياب الذات وبناء الأسرة المتماسكة التي هي الأساس في نهضة ألامه. والدعوة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل للاحتفاء بتكريم الأمهات المثاليات، اللاتي قدمان صورا جميلة للتضحية وإنكار الذات دونما انتظار لثمن على مستوى الوطن اعترافا بفضلهن والإغداق عليهن من مظاهر الكرم فاليمن يحفل بالكثير من الأمثلة الناجحة للأمهات المثاليات اللاتي جمعن روابط المحبة والانسجام والتجانس بين الأبناء ورسخن فيهم قيم التفاهم والعطاء وجسدن روح مجتمع الأسرة الواحدة.