مر عامان منذ أن تأسست جمعية الصم والبكم بمحافظة لحج وهاهي اليوم تنظم المعرض السنوي الأول لها تحت شعار «لتطوير معادلة الشراكة الحقيقية بين الأصم والمجتمع» معلنة عن كسر الإعاقة بإرادتها وعزيمتها،حيث ظهر ذلك من خلال الإبداعات التي أبرزتها في هذا المعرض.. الذي عبر عن وجود مبدعين بحاجة إلى من يأخذ بيدهم لدمجهم في أوساط المجتمع.. مزيد من التفاصيل عن هذه الجمعية وانطباعات عدد من الاشخاص حول المعرض في السطورالتالية:في البداية التقينا العقيد صالح علي مدير عام التموين بإدارة أمن لحج رئيس الجمعية الخيرية بردفان والذي تحدث عن الجمعية وانطباعاته حول هذا المعرض قائلاً: الجمعية تعتبر من الجمعيات الحديثة والتي ترعى وتدرس وتهتم بفئة كبيرة من المجتمع وهم الصم والبكم هذه الشريحة التي كانت تعتبر منسية، ولكن بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بفضل القائمين على هذه الجمعية التي أسسوها تحت اشراف مكتب الشئون الاجتماعية والعمل بهدف دمج هذه الشريحة وتعليمهم والاستفادة من خبراتهم ومواهبهم في الرسم والتعليم والمخطوطات وغيرها.. واكتشفنا أن هذه الفئة عندها مواهب خارقة غير عادية. وكل شيء بحاجة إلى الدعم المادي إلى جانب الدعم المعنوي، لكن الجمعية بحاجة إلى الدعم المادي لتسيير العمل، وزيارة الأخ المحافظ هي أكبر دعم للجمعية ،وكل من حضر وشارك ودعم هذه الجمعية. بداية ممتازة وواصل حديثه: لقد حصلنا على دعم من كلية التربية صبر وكلية التربية يافع لبعوس .حيث تبنتا تصوير ملازم لتعليم لغة الاشارة بواقع 500صفحة وهذا دعم غير عادي للصم والبكم ، لكون كل عضو من هذه الجمعية يتطلب هذه النسخ حتى يتمكن أهله من تدريسه في البيت، إضافة إلى وعد بتوفير كراسي ومواد قرطاسية وكذلك فاعلو الخير نتمنى إن شاء الله أن يكونوا داعمين لهذه الجمعية لأنها تهتم بالاصم والابكم وتحسين وضعهم إضافة إلى ذلك وعد الاخ المحافظ بقطعة أرض لكل واحد من اعضاء الجمعية، وهذا يعتبر بداية ممتازة ونتمنى للجمعية الاستمرار والتوفيق والنجاح. إبراز المواهب الاخ مدير عام مكتب الصحة والسكان بمديرية تبن قال: حقيقة كان المعرض جيداً بما شمله من اقسام مختلفة احتوت على عدد من المهارات التي قامت بها هذه الشريحة من المجتمع وبجهود جيدة بالتعاون مع الهيئة المنسقة للبرنامج ونتمنى من السلطة المحلية بالمحافظة أن تدعم هؤلاء حتى تساعدهم على عمل معارض قادمة بإذن الله لابراز مواهبهم وابداعاتهم في مختلف المجالات. قادرون على المشاركة بينما قال عبدالله سعيد من قسم الانشطة بمكتب التربية والتعليم بمديرية الحوطة: سررت لهذا المعرض الذي اقامته جمعية الصم والبكم وشاهدنا من الاقسام المتنوعة والاعمال التي قامت بها هذه الشريحة في سبيل ابراز مواهبهم وابداعاتهم ليؤكدوا للمجتمع بأنهم قادرون على المشاركة في أي ابداعات أو انجازات...شاهدنا مجموعة من الاعمال فيما يخص الحرف اليدوية والخياطة «التريكو» ولغة الإشارة وكان العمل غير عادي وبذلوا فيه جهداً كبيراً بحكم أننا على اطلاع أول بأول على ما تقوم به الجمعية كنا نلاحظ مدى الجدية والاهتمام لإنجاز هذا المعرض حتى أنهم كانوا يقومون بالعمل في الفترتين الصباحية والمسائية، طبعاً انجاز من الصفر، ولقد قدموا أعمالاً غير عادية يستحقون عليها الشكر. خلية النحل أما محمد غالب ثابت صديق لجمعية الصم والبكم فقال: التعامل مع شريحة الصم يتم من منطلق حبنا واحترامنا لهذه الفئة التي تأبى إلا أن تكسر نظرات مجتمعنا حول الإعاقة، وحقيقة خلال وجودي معهم شعرت بتفاعل كبير وهم كخلية نحل.. الكل مصمم لإنجاح المعرض الكل يعمل صباح مساء لابراز الأنشطة التي تدار في الجمعية كل هذه الجهود تكللت بنجاح المعرض الذي شمل عدة اقسام «تريكو وأعمال يدوية وخياطة ونحت وصور وتحف وتطريز ورسومات ووسائل تعليمية» ونتمنى على قيادتنا ومجتمعنا أن يولوا اهتماماً أكبر بفئة الصم لأن عندهم الابتكار والابداع وطاقة خلاقة نأمل توظيفها لصالح الوطن والمجتمع. طاقات متفجرة بدوره تحدث أجمل عبدالله سعد قائلاً: قمنا بزيارة لمعرض الصم والبكم وخرجنا بانطباعات جيدة، حيث وجدنا بأن لهم طاقات فجروها بهذا المعرض مثل ماشاهدنا في الرسم والنحت والاشغال اليدوية ونتمنى من الجهات أن تدعمهم ليتطوروا بشكل ويصلون إلى مايصبون إليه. وسائل متعددة وتقول انتظار معلمة الاطفال بالجمعية: في هذا القسم قمنا بعرض الوسائل المتعددة لتعليم اطفال الجمعية الاصحاء.. فمثلاً هناك لوحة «الوسيلة المتعددة» التي تحمل أكثر من معنى منها الالوان والاعداد وعملية الطرح والجمع، كذلك مطابقة الالوان ليعرف منها الطفل الاصم هذه الصور وبالتالي يميز الاشكال الموجودة.كما قمنا بعرض منهج رياض الاطفال والمنهج المدرسي للصف الأول وكذلك المعالجة النطقية، حيث نسير على برنامج في كيفية تعليم الأصم وكيفية نطق الحرف، وبجهود الجميع استطعنا توفير كل تلك المستلزمات التي نحتاجها اثناء التعليم.. وبالنسبة لمنهج رياض الاطفال نعلمهم في البداية مفهوم الالوان ومطابقة الصورة بالصورة ثم الصورة بالكلمة وهناك وسائل حية من الطبيعة وهناك حروف قمنا بوضعها في كروت تشمل أكثر من معنى والحمدلله الاطفال يستوعبون كل هذا ، لأن الاصم لسانه الناطق تكون عينه، والوسيلة ضرورية خصوصاً عند تحضير الدرس بشكل عام نعلمهم كيفية كتابة الكلمات والرسومات وغيرها وهدفنا من هذا المعرض إخبار المجتمع بأن الأصم قادر على اظهار ابداعاته ،وقادر أن يعمل ويكون عضواً فاعلاً في المجتمع. خطوات متعددة أما انطباعات الأخت لاريسا مشرفة قسم التريكو عن طريق مترجم لغة الاشارة الذي قال : قامت مع مجموعة من الطالبات بجمعية الصم والبكم بعمل هذه الانجازات الخاصة بالمعرض..وقمنا بعدد من الخطوات منها: تحضير الخيوط لعمل الفانلات بواسطة استخدام ميكنة الخياطة وإحضار الرسمة الخاصة بذلك. حيث توجد مجموعة من الرسومات فيتم اختيار الرسمة المناسبة وادخال الخيوط بآلة الخياطة، وتحديد ارقام نوعية الخياطة إن كان سميكاً أو خفيفاً وكذلك نوعية الابر ومقاسات الفانلات، وعمل التريكو يحتاج إلى جهد كبير كون الآلة معقدة. تذليل الصعوبات منى علي حميد من قسم الحرف اليدوية: قمنا بعرض المحاصيل الزراعية والوسائل البدائية عند اجدادنا القدامى..والتي هي بمثابة وسائل تعليمية للطالب الأصم، هذه الوسائل كالحمير والابقار مثلاً وما تقوم به من حراثة الأرض وحمل الماء من الآبار، إلى جانب توفير المحاصيل الزراعية وكما شاهدتم قمنا بعمل نماذج مصغرة لمزرعة، وذلك لنتمكن من توصيل المعلومة لطلاب الجمعية. واختتمت حديثها: نريد من المسئولين التواصل معنا فمتطلبات الجمعية بسيطة جداً كون الاطفال بحاجة إلى مستلزمات كتوفير الباص حتى يتمكن كل طفل أصم من التعليم. كما نتمنى أن تكون هناك بيننا شراكة في السوق المحلية لبيع منتجاتنا لما فيه من تذليل الصعوبات التي تواجهنا بالجمعية وأن يعطى للمعاقين ال5% من الدرجات الوظيفية. الطموح واختتمنا لقاءاتنا مع مدربة الاشغال اليدوية بالجمعية التي تحدثت قائلة: قمنا بإنجاز عدد من الاعمال في هذا القسم كعمل المزهريات والورود وغيرها واستخدمنا في ذلك مواد متعددة منها النشأ وعلب البلاستيك والسيراميك والقش. ورغم شحة المواد الخام التي تتطلبها انشطتنا بالجمعية إلا أننا استطعنا ابراز المعرض كل ذلك بفضل الجهود المبذولة من قبل اعضاء وعضوات الجمعية، ونتمنى توفير الدعم لتذليل الصعوبات التي تواجهنا بالجمعية.. وللجمعية انشطة عديدة وهي كالتالي: الاتجاه التعليمي: تعليم الصم والبكم لغة الاشارة وتعليم الاطفال المعالجة النطقية وتعليم منهاج محو الأمية وحصول الجمعية مؤخراً على دورة في مجال الحاسوب لعدد18عضواً. الاتجاه الاجتماعي: صرف بطائق عضوية ومتابعة صندوق الرعاية الاجتماعية لضم حالات جديدة في الصندوق وإقامة رحلات ترفيهية على نفقة منتدى شباب المستقبل. الاتجاه الثقافي: رفع مستوى ثقافة الاصم ودعوة اعضاء الجمعية لحضور عدة احتفالات في المحافظة. الاتجاه الرياضي: تشكيل فرق رياضية في مختلف الالعاب الرياضية واجراء التصفيات فيما بينهم وإقامة المسابقات والمنافسات في عدة ألعاب منها: الشطرنج الدومنة الطاولة. وكذا المشاركة في المنافسات الرياضية التي يقيمها الاتحاد الرياضي للمعاقين وحصول الجمعية على المركز الخامس على مستوى الجمهورية في لعبة الشطرنج. الاتجاه الفني: الرسم : هناك مواهب متعددة للصم فمنهم من عنده القدرة على الرسم، وقد اختيرت عضوة صماء لتمثيل الجمعية بجائزة رئيس الجمهورية في الآداب والفنون التشكيلية هذا العام. والتمثيل حيث قامت الجمعية بعمل مسرحيات لإبراز معاناة الاصم على مستوى المدرسة والبيئة المحيطة. الاتجاه التأهيلي: مثل الاشغال اليدوية الكمبيوتر الخياطة التدبير المنزلي والاسعافات الأولية.