عيسى بن مطير بن علي بن عثمان الحكمي. فقيه مدرس تاريخ الوفاة 680 ه / 1281 م أبومحمد، الحرضي؛ نسبة إلى بلدة (حرض)، وتتبع إداريًّا محافظة حجة، سكن بلدة (ضمد)، من بلاد (المخلاف السليماني). وتوفي في قرية (أبيات حسين)، في وادي (سردد)، غربي مدينة (زبيد). عالم، محقق في الفقه، والحديث، واللغة العربية، زاهد، متصوف. رحل إلى بلدة (المخلافة)- ويعتقد أنها (الشغادرة) اليوم - من بلاد حجة؛ فدرس فيها على الشيخ (سليمان بن محمد بن الزبير الحبيشي)، واشتهر بذكائه وعلمه، فاستدعاه الملك (يوسف بن عمر الرسولي) إلى مدينة تعز وأكرمه وعينه مدرسًا في مدرسة (المغربة)، وكان نشيطًا، مجتهدًا؛ فكثر تلاميذه، وظهرت دلائل علمه عليهم. قال عنه المؤرخ (محمد بن يوسف الجندي) في كتابه: (السلوك في طبقات العلماء والملوك): "كان مجلسه محفوفًا بالبركات، وإذا تعرض أحد بشيء من الغيبة، زجره ومنعه، وكان عظيم الورع، لا يأكل إلا ما تحقق حِلَّه، محفوظًا عن الشبهات، إذا أكل شيئًا فيه شبهة؛ لا يستقر في بطنه، وربما أدرك ذلك قبل أن يأكل". وقال عنه زميله (عثمان الشرعبي): "إن بعض جيران المدرسة عمل وليمة، ودعا إليها جماعة من الفقهاء والمدرسين، وكان الفقيه (عيسى)- صاحب الترجمة - من المدعوين، فلما حضروا وأكلوا ورجع الفقيه إلى منزله، لم يكد ذلك الطعام يستقر في جوفه ساعة، بل ذرعه القيء، وأخرج ذلك جميعه، ومعه قطعة دم، فسأل عن الرجل الذي دعاهم، فقال (عثمان): هو من أرباب الدولة، فقال: والله لو علمت لامتنعت عن الأكل". وكان يأمر صديقه (عثمان) أن يضع له قوته، ويوصيه أن يحذر أهله أن يخلطوه بشيء من قوتهم. بلغ الثانية والأربعين من عمره، وما في رأسه ولحيته شعرة سوداء، وكان يدرِّس الحديث في رجب وشعبان ورمضان، ويحضر مجلسه الكثير من الشيوخ والشباب، واستمر في التدريس عدة سنوات، ثم انتقل إلى قرية (أبيات حسين)، واستقرَّ فيها حتى وفاته، وخلفه ولد له اسمه: (محمد).