اختتم منتدى الدهني للثقافة والفنون بالحديدة فعاليات دورته الفصلية الثانية أبريل يونيو 2009م (دورة الشاعر عبدالله عطيه ) بمحاضرة “الموسيقى و أهمية قسم التربية الموسيقية بجامعة الحديدة “ للفنان جابر علي أحمد مدير عام مركز التراث الموسيقي اليمني. و تحدث جابر عن الموسيقى ككائن حي يتحرك و ينمو و يستمد مقوماته من ارتباطه الحميمي و التاريخي بالإنسان و تعد عنصراً ثقافياً مهماً رغم ما تعانيه من ضمور شديد نتيجة غياب المؤسسات التأهيلية الموسيقية . مشيراً إلى أن الثقافة الموسيقية في الوطن العربي عموماً و اليمن خصوصاً تعاني من تهميش مفهوم أحياناً و تهميش غير مفهوم في أحيان أخرى . و قال إن الثقافة الموسيقية لعبت دوراً مهماً في التاريخ و الحياة الثقافية العربية الإسلامية و بالذات في العصر الذهبي للخلافة العباسية و قدمت للإنسانية تجربة رائدة في السياق التاريخي العام للموسيقى العالمية على حد قوله. مؤكداً بأن ابن سيناء أول من فكر ( تعدد التصويت ) في القرن الثامن الميلادي و هو ما يسمى ب( البولفوني ) الذي تطور في رحم الكنيسة المسيحية الأوروبية في القرن التاسع الميلادي ، و بدأ يدرس في المعاهد الموسيقية في العالم على أنه إنجاز موسيقي أوروبي ، فيما تؤكد الوثائق التاريخية الموسيقية أنه إنجاز عربي إسلامي بامتياز . لافتاً إلى أن لابن سيناء أبحاثاً موسيقية في غاية الأهمية منها مخطوطة ( فن التمزيج في الموسيقى ) ، و أن العرب المسلمين أبلوا بلاءً حسناً في تأسيس و نشر الموسيقى التغريدية العربية التي بدأت خطواتها الأولى في مكة و المدينة مع الدعوة المحمدية . موضحاً أن “ طويس “ أول من أسس لآفاق جديدة لموسيقى عربية إسلامية تؤخذ من الحضارة العباسية و الثقافة العربية ، و منه بدأ المشروع الموسيقي العربي الضخم الذي تبلور حتى دخول المغول إلى بغداد . و ذكر جابر أن الموسيقى في العصر الراهن أصبحت علماً على درجة من التعقيد و التنوع ، مستعرضاً بعض العلوم الموسيقية كالموسيقى النظرية و علم الجمال الموسيقي و علم البولفوني و الهارموني و الكتابة للآلات الموسيقية و الميزيكولوجي و الاثميوزكولوجي. مبيناً أن اليمن عاشت الموسيقى منذ أن بدأت تتشكل الحضارة اليمنية القديمة وهذا ما تدل عليه النقوش الأثرية ، مؤكداً أهمية المعاهد و المراكز الموسيقية في حياة الشعوب و ضرورة دعم قسم التربية الموسيقية بكلية الفنون الجميلة جامعة الحديدة و الاهتمام بنموه و احتضان المؤسسات الثقافية للموسيقى و الموسيقيين انطلاقاً من العلاقة الوثيقة التي تربط الثقافة و الموسيقى. كما أكد على ضرورة الوقوف وقفة جادة في المسألة الثقافية الموسيقية اليمنية و البحث العلمي الجاد في هذا الجانب ، و توحيد الخطاب الموسيقي اليمني ليرتقي في مخرجاته و مفرداته إلى مستوى الخطاب النقدي . و أعقب المحاضرة نقاشات مستفيضة ومداخلات أثرت الموضوع .