يرى الطلاب إن الإجازة الصيفية المتنفس الوحيد الذي يشبعون فيها رغباتهم وهواياتهم ويعتبرها البعض قتلاً للملل والروتين الدراسي بينما يعتبرها آخرون مفيدة وممتعة بنفس الوقت حتى أنها قد تصل فائدتها حد فائدة الدراسة إذا استغلت كما يجب وفي الأول والأخير تحتاج إلى تخطيط لاتضيع هباءً. ترفيه مخطط يقول مروان، طالب جامعي: فترة الدراسة ممتعة لكن لابد من الإجازة كي لانمل ولانفقد متعة الدراسة فالدراسة المتواصلة بدون إجازة تؤدي إلى قتل التفكير والإبداع وتؤدي بنا إلى الاحباط ويواصل مروان حديثه ويقول: فالإجازة المتنفس الوحيد حتى نتجه اتجاهاً آخر يختلف تماماً عن الدراسة ونمط الدراسة والتدريس. وكثيرون يعتقدون أن الإجازة لاتحتاج إلى تخطيط لأنها ترفيهية فقط. وهذا أمر مجانب للصواب فحتى التخطيط لابد أن يتواجد في الترفيه ونتمنى أن نكون أصحاب هدف في المستقبل فنخطط له حتى في الترفيه. ويقول مواصلاً: إننا لابد أن نعمل في الإجازة فالعمل من الأشياء المفيدة الواجب أن يقوم بها الشباب ولابد أن نعمل قدر استطاعتنا وإن أمكن أن نشارك في التدريب والتأهيل حتى نكتسب الخبرة والمعارف المختلفة ونفهم المجتمع من حولنا. صعوبات في الإجازة هذا إن توفرت وسائل معنا في الإجازة لكنها أصلاً غير متوفرة. أولاً: هناك بعض الأسر مازالت تغفل أهمية استغلال الإجازة ولايسمحون لأبنائهم في المشاركة في المراكز الصيفية أو في دورات تدريبية وتأهيلية بل يفضلون العمل للأولاد وتعلم أشغال المنزل للفتيات، باعتقادهم أن هذه هي الأساسيات والضرورية ولاسواها مهم أما بالنسبة للدورات والمراكز والتأهيل فهذا لايحتاجونه!!! هذا المعتقد سائد بكثير في أوساط أولياء الأمور. وثانياً: عدم وجود مراكز متخصصة ودورات جديدة لأن المراكز الصيفية تعمل كل صيف بنفس الدورات ونفس المواضيع والاتجاهات، لايتغير شيء فلا يستجد شيء، فما الفائدة؟ نريد أشياء جديدة تناسب اهتماماتنا. وثالثاً: لابد أن يكون هناك تشجيع سواءً من الأسرة أو من الدولة بحيث أنها تخصص ميزانية تعمل دورات تدريبية ومخيمات ثقافية وتأهيل كادر تعليمي متخصص للطلاب في جميع مراحلهم وبأسعار رمزية حتى يستطيع عدد كبير ونسبة كبيرة من الطلاب أن يشاركوا ويستفيدوا. لأن السبب عند بعض الطلاب هو عدم توفر المادة للمشاركة في أي مركز صيفي أو دورة تدريبية. ويؤكد مروان أن هذا المشروع سيعود بالربح أولاً على الدولة والمجتمع قبل أن يعود للطالب. وسيرفع من معنوياته ويخلق طالباً واعيآً ومثقفاً وعنده القدرة على محاولة الحياة بشكل أفضل فبالتالي يولد مجتمعاً متحضر. التأهيل أولى وأجدر الدراسة ملء فراغ وشغل وقت وفيها نوع من المتعة ولكنها أساساً ملء فراغ هذا تقوله ياسمين أحمد خريجة ثانوية عامة وتواصل. الأجدر في الإجازة التدريب والتأهيل حتى نستغل الوقت فالفائدة لن تعود علينا من الإجازة إلا إذا استغلينا ها كما يجب. وتقول: لكنها لاتقوم مقام الدراسة والأفضل من التدريب والتأهيل هو أن نعمل إن وجد العمل حتى يستمر نشاطنا ولانفقد الأمل فالعمل سيساهم في استمرارية النشاط. والعمل مهم جداً لأننا لوفكرنا بالتدريب والتأهيل مثلاً فليس كل الأسر تستطيع على تكاليف المراكز والدورات. وتؤكد ياسمين بأن تشجيع الأسرة تخلق حوافز جبارة للطلاب وتكشف اهتماماته وميوله فتوسعه. وتقول: لابد أن يكون هناك مبادرة من المراكز كحافز للطلاب بتخفيض الرسوم وعمل دورات مجانية تساهم في استيعاب كم أكبر من الطلاب. محطة للتقييم عبدالله عمر طالب المعهد الفني يقول: مستهلاً حديثه الإجازة ممتعة جداً لأن الدراسة إرتباط والتزام وضوابط ورسمية فأنا لا أحب القيود أحب التحرر فالإجازة محطة ترفيه لايحتاج أن نخطط فيها أو نعمل أي شيء حتى لاتضيع متعتمها. فإن أردنا استغلالها فسيكون العمل أنسب شيء أما التدريب والدراسة فلامكان له في الإجازة.. لكنه يفضل العمل كونه خال من غط التدريس أي ليس كالدراسة أما بالنسبة لفرص قضاء الإجازة فهي متوفرة لكن الإجازة ليست للدراسة إنما للراحة والترفيه. رأي عبدالله يمكننا استيعابه باعتباره رأياً لشريحة كبيرة من الطلاب والشباب، الذين يرون في الإجازة الصيفية مرتعاً للراحة والترفية، بعيداً عن شيء اسمه تأهيل أو حتى عمل يستثمر فيه الطالب وقته. وهذه الشريحة من الشباب بالطبع لانريد لها أن تنتشر أو تتوسع لأن الإجازة الصيفية ليست كما يرونها، بل مرحلة تقييم واستعداد لعام دراسي يشحذ فيها الطالب هممه بالتدريب على اكتساب المعارف المختلفة سواءً اللغوية والعلمية أو تنمية الذات من خلال دورات في التنمية البشرية، أو حتى في العمل الذي يمهد فيه الإنسان شخصيته لما بعد الدراسة واقتحام عالم الأعمال. أما تفضيل الترفيه كغاية فليس فيه من الفائدة شيء. بين التأهيل والعمل إن الإجازة الصيفية فترة طويلة كفيلة بأن تنسي الطالب تعب الدراسة ولكن لابد أن لاتترك للعب والترفيه فقط.. لأنها ستكسر حبل تسلسل النشاط عند الطالب في هذه الفترة لابد أن نصقل مواهب أبنائنا ونكتشف قدراتهم ونطورهم فالمراكز كثيرة جداً. لكن ليس كل الناس قادرين أن يلحقوا أبناءهم في مثل هذه المراكز نظراً للحالة المادية المتدنية ولغلاء أسعار هذه المراكز. الطالب يمتلك نشاطاً كبيراً فإن لم يستغل بما يفيد كان عكس ذلك.. لابد أن تتوفر دورات مجانية أو برسوم منخفضة لمحدودي الدخل ولغير القادرين على تكاليفها لكن قبل هذا لابد أن تستوعب الأسر أهمية استغلال الإجازة في رفع مهارات أبنائها. كما أن العمل مفيد للشباب كي يخبر الحياة ويستطيع أن يتحمل مسئوليتها مبكراً، فأهميته لاتختلف عن أهمية التأهيل والتدريب ففي كلاهما تكتشف القدرات وتبرز الامكانيات.