منذ أمد بعيد لم يشهد ملعب الشهداء بتعز كتلك المباراة التي جمعت الامبراطور أهلي صنعاء مع مستضيفه صقر الحالمة تعز وهي مباراة الاياب في نصف كأس رئيس الجمهورية النسخة ال 12 فقد حفلت تلك المواجهة التي آلت نتيجتها لصالح الاهلي بركلات الخط الترجيحية بعد ان تقدم الصقر بهدف مقابل لاشيء وهي نفس النتيجة التي خسرها في لقاء الذهاب بذمار.. أجل حفلت بكل فنون الكرة من تكتيك عال وانضباط ملحوظ في تنفيذ الواجبات والمهام الدفاعية والهجومية والخططية بشكل عام حيث تفوق لاعبو الفريقين على أنفسهم وأظهروا قدراً كبيراً من المهارات والإبداعات الميدانية الرائعة. خصوصاً أفراد الكتيبة الصفراء الذين شنوا وابلاً من الغزوات المرعبة على مرمى معاذ عبدالخالق لاسيما تلك الهجمة التي اسهم في صناعتها معاذ عساج ويوردانوس خلال الشوط الأول والتي لم يجد القماسي بداً من إبطالها سوى التصدي لها وابعادها بيده التي قيل بانها لم تذهب إلى الكرة ولو كان حكم الساحة الوحيشي بدون نقاط وكسر الحاء يمتلك شيئاً من الشجاعة لكان احتسبها ركلة جزاء صحيحة للصقور وربما كانت المباراة ان هو فعل ذلك ستأخذ مساراً آخر، لكن هذا هو حال منافساتنا الكروية وهذا هو حال التحكيم لدى البعض. صحيح الوحيشي كان رائعاً في ايصال المباراة إلى بر الأمان لانه ربما يدرك مدى أهميتها وحساسيتها. لكنه لم يكن كذلك حينما أغفل أشهر البطاقات الصفراء لكل من تعمد اضاعة الوقت من لدن الفريق الاحمر لسبب وبدون سبب وكحلها أكثر إلى حد العمى باشهاره لبطاقتين حمراويتين جائرتين لكل من العولي والعرومي من الطرف الصقراوي، ومع هذا وذاك ظل الأداء الصقراوي مميزا حتى الختام رغم عدم الاختيار الأمثل لمنفذي الركلات الترجيحية إلا أن أجمل مافي ذلك اللقاء الكروي الذي كان حافلاً بالأداء الخططي والتكتيكي وبالكر والفر، هو ذلك الاسلوب الحضاري الذي تعامل به الجهاز الفني للاهلي ممثلاً بمحمد اليريمي ومحمد ثابت حيث اتجها بطريقة فردية إلى مدرب الصقر إبراهيم يوسف وأكدا له بأن فريقه قدم مباراة كبيرة وبأنه كان الأفضل والأجدر بتحقيق الانتصار وكانا أكثر من رائعين حينما وافقا على تدوين ونشر ما أدليا به للمدرب الصقراوي.. عموماً مبارك للأهلي الوصول إلى المباراة النهائية ومبارك للصقور ذلك الأداء الراقي والمدهش. قبل أن يأتي هدف الصقر في الدقيقة 79 من عمر اللقاء كان بجانبي الشبل الصقراوي مهند رياض الحروي فقال بتفاؤل جم وابتسامة صافية وعريضة هذه الكورة فيها هدف والصقر سيفوز بالترجيح وبالفعل تحقق له النصف مما توقعه وحلم به. في اليوم التالي لتلك المواجهة النارية والتاريخية قال مدرب الصقر حينما التقيته في ملعب الشهداء قبيل المواجهة التي جمعت الشروق والمعافر بأن فريقه لعب مباراة كبيرة وأضاف الحكم ظلمنا كثير بالله عليك يعطينا ثلاث دقائق وقت بدل ضائع كان مفروض يعطينا ثلاث سنين!.