النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان.. الدكتورة/عفاف النجار عميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الازهر كان لها دراسة تحدثت فيها: كان رسولنا صلى الله عليه وسلم أعرف الخلق بربه سبحانه وأعظمهم قياماً بحقه فكانت احواله في رمضان نموذجاً حياً يصور عبادته وأشكال خضوعه لله تعالى ومن أبرز أحواله في رمضان. سحوره صلى الله عليه وسلم: «كان يؤخر سحوره حيث كان صلى الله عليه وسلم يتناوله قبل آذان الفجر الثاني بقليل وذلك لتحمل المشاق طوال النهار فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السحور بركة». إفطاره صلى الله عليه وسلم: كان يعجل إفطاره حيث كان يفطر قبل أن يصلى المغرب عن أنس رضي الله عنه قال:«مارأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قط صلى المغرب حتى يفطر ولو على شربة ماء». دعاؤه صلى الله عليه وسلم عند الإفطار: روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أفطر قال:«ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله» وكان من وصاياه صلى الله عليه وسلم ومن هديه العظيم في رمضان أن يفطر الإنسان على تمر أو رطبات أو ماء. أكله صلى الله عليه وسلم: كان عليه صلوات الله وسلامه يجتنب الإفراط في الطعام والشراب وذلك لأن ملئ المعدة يؤدي إلى التخمة والاضطراب فجأة، بعد أن كانت هادئة طوال اليوم، والله تعالى يقول:«كلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين». إكثاره صلى الله عليه وسلم من الاحسان والبر والصدقة: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجود الناس وكان أجود مايكون في صيام رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان يعرض عليه الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السلام جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة. قيامه صلى الله عليه وسلم: كان قيامه صلى الله عليه وسلم منفرداً خشية أن يفرض القيام على أمته وفي بعض أيام رمضان صلى بالمسلمين ركعات وكانوا يكملون باقيها في بيوتهم وظل الصحابة يصلونها متفرقين حتى رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته أن يجمعهم على صلاتها أي التراويح بالمسجد وراء إمام فكانت صلاة التراويح جماعة. مدارسته صلى الله عليه وسلم القرآن مع جبريل روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن فإذا كان هذا الحرص وتلك العناية بمدارسة القرآن ممن جمع الله له القرآن في صدره وتولي تفهيمه إياه كما قال تعالى:«إنا علينا جمعه وقرآنه فإذا قرآناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه». فما أحوجنا إلى مثل هذه المدارسة لتعم بهداية القرآن الكريم ولتستقر معانيه في صدورنا. جهاده في رمضان لقد جاهد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم المشركين وحقق أعظم الانتصارات في رمضان قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان غزوتين يوم بدر والفتح. أيضاً كانت غزوة الخندق في رمضان في السنة الخامسة للهجرة وغزوة تبوك في السنة التاسعة وهذا يدل على أن للصيام أثراً إيجابياً يورثه لصاحبه من قوة في النفس تورث قوة في الجسد. أخيراً حرصه صلى الله عليه وسلم على تحري ليلة القدر: قالت عائشة رضي الله عنها «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر الأواخر أحيا ليله وايقظ أهله وشد مئزره».