في رمضان كانت النكهة مختلفة والزمن جميلاً بل إن انتظاره كان يطول شوقاً..تغير كل شيء ورمضان اليوم ليس هو رمضان الأمس بعد أن صار الهم الاقتصادي الشغل الشاغل لأرباب الأسر،لم نعد نحس باختلاف الأيام فقد تشابهت الأحداث وتجانست الأوضاع وبتنا في رمضان كمافي شعبان، أناشيد الترحيب التي اعتاد الأطفال على ترديدها ابتهاجاً بمقدم الشهر الفضيل أصبحت مجرد ذكرى جميلة. ديون من أجل رمضان يقول/محمد عبدالله وهو موظف ورب أسرة مكونة من خمسة أبناء إلى جانب زوجته ووالدته «دخل رمضان علينا والراتب قد سددت به الايجار والكهرباء والماء واضطررت للدين من أجل شراء المتطلبات الضرورية لرمضان ...ياصاحبي غدا فاحشاً.. ولكنه يستدرك رمضان شهر الخير والبركة والله كريم. عال العال إلى جانب ارتفاع الاسعار يغرق التجار الاسواق ببعض السلع الردئية والتي قاربت مدة صلاحيتها على الانتهاء في محاولة لبيعها على المستهلكين، وتصريف البضائع المكدسة في المخازن وهي الظاهرة التي تتكرر كل عام مع حلول شهر رمضان فيما الجمعيات الرقابية المختصة تقول إنها قد شكلت لجاناً ميدانية لتكثيف الرقابة على الأسواق وضبط السلع التالفة والمقلدة والمنتهية الصلاحية وكل شيء عال العال. مسلسل بالأسود المشاكل لازالت «متلتلة» فهي تبدأ بغلاء الأسعار ولاتنتهي بالكهرباء التي باتت أم المنغصات الحياتية للمواطنين وسط وعود متكررة بميجاوات «مأرب الغازية» التي لم تنتج سوى مسلسل غير طريف بالمرة وبالأسود الحالك يجري بثه بشكل يومي ومستفز عبر فروع مكاتب مؤسسات الكهرباء في المحافظات. قرحين الفيوزات محمد شوقي موظف بالمؤسسة العامة للكهرباء يقول عند محاولة المهندسين ربط مأرب الغازية «1» بالشبكة الوطنية الاسبوع الماضي قالوا لنا «قرحين الفيوزات» ويافرحة ماتمت.. ويضيف«وذلحين طوارئ غير معلنة بطاقم كبير من المهندسين لحل اشكالية «الفيوزات».. مطهر ويقصد مدير عام مؤسسة الكهرباء صرح كما سمعتم أن مأرب الغازية ستدخل الخدمة التجارية نهاية الاسبوع الجاري وإن شاء الله يكون صدقاً.. وأضاف شوقي أما قصة المؤسسة مع الشركات المنفذة والقبائل التي مرت من مناطقهم خطوط الطاقة فهذه حكاية طويلة فيها وساطات عليا ورصاص وقطع كابلات ونهب ممتلكات.. ويستطرد بلكنة ساخرة كان «عيفعلوا» المحطة الغازية في محطة مسالمة ما وجدوا إلا مأرب. فانوس لكل مواطن ابراهيم أبوطالب من مدينة عمران عبر عن أسفه لتدهور خدمة الكهرباء بالقول«عندما تشوف الصحف ترتاح وتقول الدنيا بخير وخاصة في جانب الكهرباء وهذه اللي بيمدوها من مأرب بالغاز ولكن الموجود حاجة ثاني تنطفئ علينا الكهرباء أربع وخمس مرات في اليوم والليلة وتستمر 3إلى 4ساعات وكأننا نعيش في الظلمة زي القرى ماناقص إلا وزارة الكهرباء يوزعوا فانوس لكل مواطن «وياحراجاه يا رواجاه ب300ريال يارعوي». أزمة متكررة كظاهرة رمضانية متكررة تشتعل أزمة الغاز المنزلي مجدداً وتصبح طوابير المواطنين أمام معارض بيع الإسطوانات مشهداً مألوفاً.. فيما تقول الشركة اليمنية للغاز إنها سيطرت على الاختناقات التي حدثت خلال الأيام القليلة الماضية باستيراد كمية كبيرة من الغاز مكنها من امتلاك مخزون استراتيجي - حد قولها - إلا أن الأسواق المحلية مازالت تشهد شحة في مادة الغاز التي صارت تباع بأسعار تصل إلى الضعف. إكرامية رمضان أمام هذه المشاهد والمنغصات تتلقفك التساؤلات أينما ذهبت «هه...ماقالوا عيصرفوا إكرامية أو ماشي» تكثر التخمينات في رأس الموظف الغلبان ويرتفع إمبير الأمل في نفسه عندما يسمع جازع طريق«أيصرف هذه السنة مرتب كامل» مش معقول «الله المستعان» ثم ما يلبث أن يرتفع عنده ضغط الدم والسكر عند سماعه «الأمور ماهي سوى» لذا لم يبق لنا سوى العزف على وتر السنيدار«الصبر ياقلبي ولو هو تعيب..إن الحياة دقة بدقة».