عندما يغدر شخص بأقرب الناس إليه تعتبر كارثة وبالتالي المغدور به قد يفكر في الانتقام، ولكن يختلف الانتقام وقوته من شخص إلى آخر، البعض وعند الغدر به ينسى كل القيم الإنسانية ولا يفكر سوى بالانتقام حتى ولو كلفه الأمر القضاء على نفسه وعلى أقرب الناس إلى قلبه.. في سطورنا التالية نسرد وقائع جريمة وقع البطل فيها ذلك الزوج الذي نسي كل الأيام الحلوة التي قضاها مع زوجته، وفي ليلة وضحاها يقرر الزوج وبدون أية مقدمات الارتباط بأخرى، وبالتالي ما كان من الزوجة إلا الانتقام ولكن على طريقة أفلام هوليود.. وإليكم التفاصيل: عاش «م» أجمل أيامه مع زوجته المخلصة التي صبرت على فقر ونكد زوجها برغم أن إمكانياته متواضعة، ولكن الزوجة استطاعت أن تجعل المنزل يمتلئ بالسعادة كما خففت الهموم عن زوجها، وبرغم تذمره من الحالة المعيشية الصعبة إلا أنها كانت تبذل قصارى جهدها في مساعدته والوقوف إلى جانبه، الزوجة بدأت تعمل بالخياطة، وكل ذلك من أجل مساعدة الزوج في مصاريف المنزل، كانت تعمل بكل جهد وبدون كلل ولا هم لها سوى أن تزرع الابتسامة والثقة في زوجها، مرت الأيام ورزقا بالمولود الأول؛ كم كانت فرحتهما عندما رزقا بذلك الطفل الذي سيملأ حياتهما سعادة، وبعد فترة رزقا بمولود آخر، الزوجة وبرغم مسئولياتها تجاه أطفالها إلا أنها استطاعت العمل، وبعد فترة أخبرت زوجها أنها تملك المال وأشارت عليه أن يفتح محلاً يسترزق منه، الزوج كم كانت فرحته عندما رأى زوجته تعطيه ذلك المال، فما كان منه إلا تقبيل رأسها ووعدها بأنه سيبذل كل جهده من أجل توفير المال ليطمئن على مستقبل أولاده، مرت الأيام و«م» يعمل في محله الخاص، فتح الله عليه وبدأت الأموال تجري بين يديه، الزوجة كانت في غاية السعادة وخاصة عندما رأت زوجها ذا مكانة واحترام وتقدير من أبناء منطقته. ولكن وبعد فترة، وبعد أن أصبح «م» يمتلك أموالاً طائلة تغيرت معاملته نحو زوجته، فلم يعد يهتم بها كما في السابق، أصبح يقضي معظم أوقاته في العمل، ولا يغادره إلا في وقت متأخر من الليل، كان يعود إلى منزله والزوجة تستقبله بفارغ الصبر وتعد الساعات حتى يحين عودة الزوج، ولكن الزوج كان يستقبل زوجته المسكينة ببرود فكان يصل إلى المنزل معظم الأوقات لا يتناول عشاءه مع أفراد أسرته يستلقي على فراشه ثم يغادر المنزل في الصباح الباكر، الزوجة أحسّت بتغير أحوال الزوج ولكنها كانت تقول إن العمل هو سبب تغير أحوال الزوج.. استمر «م» على ذلك الحال فترة من الزمن، حتى قرر في أحد الأيام بأن يفاتح زوجته بأنه يريد الارتباط بأخرى، بالفعل في أحد الأيام عاد مبكراً، استغربت الزوجة مجيئه المبكر، ومع ذلك كم كانت سعادتها كبيرة لمجيء زوجها، على الفور قامت بتجهيز وجبة العشاء و«م» يلاعب أطفاله، بعدها قاموا بتناول العشاء، وبعد ذلك طلب منها أن تقوم بتنويم الأطفال لأنه يريد أن يفتح معها موضوعاً مهماً!!. الزوجة نفذت ما طلب الزوج منها، وكانت تفكر بأن الزوج مجهز لها مفاجأة، وكانت في عجلة من أمرها لتسمع تلك المفاجأة بعد الانتهاء من أعمالها، اقتربت منه وطلبت منه أن يتحدث إليها بما يريد، الزوج وبدون مقدمات أخبرها بأنه يريد الارتباط بامرأة أخرى!!. الزوجة انتابها الخوف وطلبت منه بأن يخبرها إذا قصرت في يوم معه، الزوج أجاب ببرود بأنها لم تقصر في شيء ولكنه قرر ولا مجال للنقاش حول تأخير موعد زفافه، الزوجة انهمرت دموعها وذكّرته بالأيام التعسة وكيف أنها بذلت كل ما تملك من أجل أن تزرع المودة والحب في المنزل، كما أنها ذكّرته بمصير الأبناء بعد أن يرتبط بأخرى. الزوج وبكل حقارة صرخ في وجه زوجته وأخبرها بأنها لم تعمل شيئاً معه، وأن ماله جمعه بعرق جبينه، ومع ذلك أخبرها بأنها ستظل في المنزل مع أبنائها وتحصل على كل احتياجاتها. الزوجة ترجّته أن يترك قراره ويلتفت إلى مستقبل أبنائه، ولكنه أصرّ على موقفه وطلب منها عدم المجادلة في الموضوع، وبالفعل لم تمض سوى عدة أيام حتى ارتبط بأخرى، مرت الأيام والزوج في عالمه الخاص ومع زوجته الجديدة، ولم يفكر في يوم بزيارة أبنائه، الزوجة جنّ جنونها وذهبت إلى منزله الجديد لتذكّره بأن لديه أسرة تحتاج إلى عناية، ولكنه استقبلها بالشتم والسب وطردها من منزله، وطلب منها عدم المجيء مرة أخرى إلى منزله، وأخبرها بأن مصاريفها ستصلها كل شهر، ما كان من الزوجة إلا أن غادرت منزله وهي في غاية الحزن، وأخبرته قبل أن تغادر بأنها ستحرق قلبه كما أحرق قلبها. الزوج لم يعر كلام زوجته أي اهتمام، عادت الزوجة إلى منزلها وهموم الحياة على رأسها، فكرت ملياً كيف أن زوجها نسي كل ما ضحّت من أجله، وكيف أصبح في مركزه وفي لحظة نسي كل ذلك وأصبحت بالنسبة إليه لا شيء، الزوجة وبعد أن أصبحت تعاني حالة نفسية بسبب إهمال زوجها لها وللأبناء، في إحدى الليالي قررت الانتقام من زوجها خاصة أنها أحسّت بأن زوجها لم يعد ملكها، ظلت فترة من الوقت تفكر هل تنفذ ما برأسها أم تدعه للأيام، المصيبة هي أن جاراتها كن يزرنها ويقمن بتقليب المواجع لديها ويخبرنها بضرورة الانتقام من زوجها خاصة أنها هي التي جعلته يصل إلى ما وصل إليه!!. وبالفعل وفي إحدى الليالي المشئومة قررت الانتقام، فما كان منها إلا أن قامت بخنق أطفالها حتى تأكدت أنهم فارقوا الحياة، بعدها قامت بطعن نفسها لتفارق بعدها الحياة هي وأبناؤها، في اليوم التالي جاءت إحدى الجارات تدق باب المنزل لتزورها؛ ولكنها لم تسمع أحداً في البيت، كررت الدق على الباب، ولكن دون فائدة، فما كان منها إلا أن أخبرت بقية الجيران لعل مكروهاً أصابها. الجيران اقتحموا المنزل وكانت المفاجأة، جميع من في البيت جثث هامدة، صرخ الجميع من هول الكارثة وعلى الفور قاموا بإبلاغ الأجهزة الأمنية بالحادثة، وصلت الأجهزة الأمنية إلى المكان وقامت بتحريز مسرح الجريمة والمحافظة على الآثار حتى وصول الطبيب الشرعي، وبالفعل وصل الطبيب وعاين الجثث وأخبرهم بأن الجاني هو الزوجة ومن بعد فعلتها انتحرت، بعدها قاموا بأخذ الجثث إلى المستشفى وتم استدعاء أهل المتوفية وإخبارهم بالكارثة.. الزوج وعند معرفته بالحادثة جنّ جنونه، وأخبر مدير البحث بأن زوجته هددته بأنها ستحرق قلبه؛ ولكنه لم يصدق كلام زوجته، فتح المحقق التحقيق في القضية، وبعد سماع أقوال الشهود الذين قالوا إن الزوجة ومنذ فترة أصبحت تعاني حالة نفسية والسبب زوجها الذي غدر بها وتنكر لجميلها وتركها وحيدة مع أطفالها!!. الزوج أصبح يهذي من هول الكارثة، وعندها أخبر المحقق بأن زوجته ضحّت بكل شيء من أجل أن يصبح رجلاً محط احترام وتقدير الجميع، وقال: أنا الآن أمامكم وأخبركم بأني السبب في حدوث تلك الكارثة، وتمنى لو أن الأيام تعود ليعيش مع أطفاله وزوجته، ولكن لا يفيد الندم!!.