تعتبر السرقة من السلوكيات الشائنة التي تستوجب تأنيب الأولاد عند ارتكابها، بغض النظر عما إذا كان ابنك يقوم بهذا الأمر للمرة الأولى أو أنه يسلب ماهو بسيط.. يسود فعل السرقة لدى المراهقين والذكور منهم تحديداً لأسباب متعددة، وتبدأ هذا الآفة بالظهور لدى البعض منهم خلال المرحلة الثانوية.. يحدد أساتذة علم النفس ثلاثة مستويات من السرقة هي: السرقة للتحدي يقوم المراهق في هذه الحالة بسرقة زجاجة كولا أو سلب علبه سجائر لكسر القواعد والشعور بالعظمة وتحدي الغير. السرقة الاقتصادية هذا النوع من السرقات خطير، ومن الممكن أن يحول ابنك إلى مرتكب أو جانح لأنه يرتكز على سرقة ماهو ثمين كالهواتف النقالة والأدوات الكهربائية. السرقة بدافع مرضي قد تكون هذه الحالة صعبة على فهم الأهل بسبب لجوء المراهق إلى سرقة الأموال من حقيبة والدته أو صديقه، لا لتحقيق الربح بل للتعبير عن معاناة ما أو عن قلة ثقة بنفسه.. ويشدد علماء النفس على ضرورة لجم السرقة منذ بدايتها، مهما كان مستواها، ثم القيام بتأنيب المراهق حتى لايتفاقم السلوك السلبي عنده. العقاب ويؤكد الاطباء أنه ليس مهماً ضبط الولد متلبساً وهو يحاول اقتناص الاموال من حقيبة والدته، بل من الواجب على الاهل عند الشك في سلوك ولدهم إثارة هذا الموضوع لدفعه إلى الشعور بفداحة ما قام به، وللإشارة إلى تبعات هذا الأمر القانونية.. وهم يدعون الأهل إلى إلزام الولد إعادة المبلغ المسروق إن كان لايزال بحوزته، أما إن كان قد أنفقه فينبغي الزامه بالقيام ببعض الأعمال في المنزل كغسيل السيارة أو الاهتمام بالحديقة.. وإذا كان قد سرق المبلغ من أصدقاء له فعليه إعادته فوراً والاعتذار منهم، ومن الضروري أن يستخدم الأهل عند التأنيب عبارات تجعل ابنهم يشعر أن ماقام به هو قلة أدب وعدم وفاء حتى يتسلل إليه الشعور بالذنب.. عند السرقة للتحدي، غالباً ما يشعر المراهق بالخجل وقليلاً مايعاود الكرة.. وفي حال السرقة الاقتصادية يستحق الفعل العقاب الشديد والإشارة إلى قانونية المسألة. أما في الحال المرضية فإن السرقة تكون إشارة من المراهق إلى المعاناة التي يشكو منها، من الضروري في هذه الحال أن يقوم الأهل بمعاقبة المراهق، فضلاً عن مساعدته على استعادة ثقته بنفسه من خلال اضفاء القيمة على حسناته وجعله يشعر كم هو محبوب، وقد يكون فعل السرقة وسيلة لاختبار المراهق مدى حب والديه له وقوة عواطفهما تجاهه.. لذلك ينصح الاطباء الأم بعدم التستر على أولادها لدى اكتشاف أمر السرقة لأن هذا الفعل خطير جداً.