ج.ج هيا احسبوا معي.خلال السنوات العشر الأخيرة، كم يمكننا أن نحصي عدد المخرجين الشباب الذين تخرجوا من كلية الاعلام بجامعة صنعاء، أو أولئك الذين فتح الله عليهم بمنحة دراسية خارجية وعادوا الى الوطن بعد اتمام دراستهم لفن الاخراج وتم تمكين هؤلاء من العمل في الاخراج الدرامي التلفزيوني؟ واحسبوا معي ثانية.كم عدد كُتّاب القصة والسيناريو الشباب الذين تم قبولهم للعمل في جهاز الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون خلال السنوات العشر الأخيرة؟ ( وعلى فكرة ،لم تحدث طفرة في عدد كٌتّاب القصة القصيرة في اليمن كما حدثت في العقد التسعيني ومابعده، وخرج الى الساحة عدد كبير من الكٌتّاب المتميزين والمشهود لهم على المستوى النقدي).. بل لاتذهبوا بعيدا.أين ذهب ومامصير أولئك الشباب الذين دخلوا في أكثر من ورشة عمل لكتابة السيناريو وتمت هذه الورش بمعرفة الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون وتحت سقفها؟ وأعلم ان الإجابة ستكون ميّسرة جدا حيث لا أحد . طيب ، ماذا عن ورش العمل تلك؟ هي من باب ذر الرماد على العيون ومن نافذة إسقاط واجب ثقيل على الظهر والبطن. فلا أحد يرغب في التغيير ولا يوده ، حيث وهناك قرار تحتي غير معلن يقول بالوقوف صفا واحدا أمام أي محاولات من شأنها تغيير الحال واستبداله بدراما منطقية ولاتتخذ من الصراخ ومد الأيدي والأرجل وسيلة للحوار فيها. ولكني قلت أني ساقدم من طرفي نصيحة غير مطلوبة أيضا فلماذا كل هذا اللت والعجن؟ نعم هو كذلك . لكن نصيحتي لاتعدو أن تكون بعيدة عن هذه المقدمة القصيرة التي سطرتها بعاليه.هي نفسها ولكن يجب ان تُقرأ بصيغة مقلوبة.على أساس الاعتراف صراحة أن ماذكرته واقع وحقيقي وليس من رأسي.وهذا بكل تأكيد في حالة ما رغب الراغبون وود الوادون وأراد المريدون تغييرا وتقدما في واقع الدراما اليمنية ويبدأ هذا بالاعتراف بمكمن الخلل وأساس العلة.وضع الاصابع كلها على نقطة أن هناك من يسيطر على مقاليد الامور الدرامية وبشكل درامي مؤسف ونقول لها أن تتيح المجال قليلا لجيل شاب لم يجد فرصته بعد للتعبير عن ذاته وتقديم مايمتلك من قدرات اكتسبها من خلال دراسته وحبه للمادة التي قام بدراستها.عليكم أن تأخذوا بأيديهم وتمنحوهم من خبراتكم التقنية التي تراكمت فوق رؤوسكم طوال سنوات أعماركم التي ذهبت ولن تعود.هذه سنة الحياة وتقاليدها . ولا راد لها. ستأتي ستأتي رغما عن كل شيء وأي شيء. نعلم إنكم تحبون هذا البلد وقد أفنيتم أعماركم من أجله وفي سبيله ، فلماذا لاتفعلوها ثانية وتقوموا بتأكيد هذا الحب من خلال إبداء حرصكم على مستقبله من بعدكم حيث ستتركون الفراغ من بعدكم في حال لم تقوموا بإطاعة سنن الحياة وترك الأماكن للجيل الآتي من بعدكم.. لعل في يد هذا الجيل الجديد والقادم من المستقبل وإليه ماتستحقه الدراما اليمنية من مكانة تليق بها بعد كل هذا الزمن الذي عاشته في البهذلة والمرمطة وقلة الحيلة. لعل هذا الجيل الجديد ينجح في تقديم دراما مختلفة ومتطورة.