كان ظهورها كومضة برق لتختفي فجأة عن الساحة الغنائية تماماً وعن عيون الجرائد والمجلات حتى أن البعض كاد ينساها إسماً لكنه بالطبع لم ينس أغانيها الجميلة. لقد مر وقت طويل من اختفاء المطربة المتميزة عايدة الأيوبي بعد أن كانت حققت حضوراً لافتاً منذ بداية ظهورها مطلع تسعينيات القرن الماضي، فقد استطاعت أن تقدم فناً راقياً يرتقي بالذائقة، وصنفت أغانيها ضمن الأغاني ذات المستوى العالي في قيمتها ومضمونها، وامتلاكها لمقومات التميز والخلود. واختفت عايدة الأيوبي منذ ما يزيد عن 16عاماً بعد أن كانت قدمت مجموعة من الأعمال الغنائية المتميزة والمغايرة لما كان يقدمه مجايليها من الفنانين الشباب، وجاءت أعمالها متجاوزة للسائد الغنائي مما كان سبباً في بروزها وتألقها. ما ميز هذه المطربة أيضاً إضافة لصوتها الجميل واحساسها العالي، أنها تؤلف وتلحن أغانيها بنفسها، وهي مطربة متمكنة جداً من أدواتها. وبعد اختفائها واختفاء أخبارها معها، ظن الكثير من معجبيها أنها قد تكون رحلت عن الدنيا، فأخذوا يعزون أنفسهم بسماع أغانيها الرائعة. قدمت عايدة الأيوبي ثلاثة ألبومات هي «على بالي» «من زمان» و«صدفة» وقدمت من خلالها مجموعة من أروع أغانيها التي لاقت نجاحاً كبيراً، وقد غنت لمحمود درويش، وغنت «عصفور طل من الشباك» التي قدمتها أميمة خليل وقدمت أغنية من أحلى أغاني سيد درويش وهي أغنية ياورد. صادف ظهور عايدة الأيوبي الفني أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات مع ظهور عدد من الفنانين الشباب الذين لا يحظون بنجومية على الساحة الفنية حتى الآن. ولكن بالمقارنة بين ما قدمته عايدة الأيوبي خلال ظهورها القصير وما قدمه هؤلاء الفنانون خلال السنوات الطويلة الماضية، سنجد ما قدمه ويقدمه أولئك الفنانون رغم نجاحه ،يصير باهتاً مع مرور السنين، أي أن العمل الذي يقدمونه هذا العام وإن حقق النجاح والانتشار يصير عملاً قديماً في الأعوام القادمة ويبهت مع مرور الأيام. بينما أعمال عايدة الأيوبي التي قدمتها مطلع التسعينيات لاتزال حية ومتجددة ومتألقة أيضاً، وهذا ما يكشفه مدى الاعجاب الكبير الذي تحظى به أغانيها. عايدة الأيوبي لم تلتحق بمعهد للموسيقى بل هي مهندسة كمبيوتر وخريجة الجامعة الأمريكية في القاهرة، وهي من أم ألمانية وأب مصري، عاشت سنوات من حياتها في ألمانيا، وهي عازفة جيتار وعود ممتازة، أغلب أغانيها من تأليفها ولحنها. كانت سبب شهرة فنانين من جيلها مثل هشام عباس وحنان ماضي،وياسر عبدالرحمن. وكان من يقوم بعزف أغنياتها حنان ماضي وياسر عبدالرحمن والكورال من محمد زياد وعلاء عبدالخالق وهشام عباس. ظهرت عايدة الأيوبي في فيلم حرب الفراولة كضيفة شرف وغنت أغنية «ياورد». واختفت بعد ذلك ولم يعد أحد يعرف عن أخبارها شيئاً، ولكني منذ أيام قرأت خبراً في أحد المواقع يؤكد عودة عايدة الأيوبي إلى الغناء والتلحين مرة أخرى،ولكن في شكل جديد ومختلف، حيث اتجهت للإنشاد الديني،ومن المتوقع صدور ألبومها الجديد في هذا الاتجاه.. وبغض النظر عن الاتجاه الجديد الذي اختارته عايدة الأيوبي في عملها الغنائي الجديد..فيكفي أنها عادت للساحة الفنية، وأنها لازالت تغني!!.