تتعدى الرسائل السامية الرؤى القاصرة المحدودة لتصل إلى درجة الشمولية وحب الخير والتحسين والتطوير للجميع ... لتسمو عندها ، وتتجاوز بأحلامنا النجوم ، وتستطيع عندها أن تحلم بمستقبل أفضل ، بعد أن بدأت بغرس أولى بذراته المباركة عبر التنمية الذاتية والجماعية. وعندما تلتزم المنظمات المدنية والمراكز التأهيلية بمسئوليتها تجاه المجتمع وخدمته فإنها بذلك تسهم في التهيئة لمستقبل يغاير الواقع الحالي ، وتكون أبرز سماته المعرفة والوعي والإدراك لضرورة التطور والرقي الحتمية . إبداع / خاص وترجمةً لتلك الرؤية الواضحة وانطلاقاً من الالتزام بتحمل تنمية المجتمع تتواصل فعاليات مهرجان ليالي رمضان التدريبي الأول الذي نظمه مؤسسة صناع الحياة فرع تعز وأكاديمية ITI للتدريب والتأهيل ، من خلال الأمسيات اليومية التي يقيمها على قاعة نادي تعز السياحي في جوانب التنمية البشرية والإدارية ، بالإضافة إلى التنمية الأسرية والروحية الدينية لمدربين ومتخصصين أكاديميين وخبراء محليين ، في تظاهرة هي الأولى من نوعها . والتميز المشار إليه يفرض نفسه من خلال تحمل المنظمين وانضباطهم في تحقيق الرؤية الشاملة في تنمية المجتمع ، باعتبار أن المستقبل القادم لا بد أن يشترك في صناعته الجميع ، وليس طرفاً بعينه . التسويق المفترى عليه وتواصلاً لفعاليات مهرجان ليالي رمضان التدريبي الأول فقد كانت خامس الأمسيات بعنوان “الفكر التسويقي “ للخبير التسويقي الدولي الأستاذ رائد السقاف والتي أقيمت يوم الأحد الماضي ، تحدث فيها عن الثقافة التسويقية الواجب غرسها ونشرها في المجتمع ، مشيراً إلى أن التسويق يعتبر “مفترى عليه” إذا تم حصره في المجال التجاري والسلعي فقط . الفكر التسويقي وما ركز عليه المدرب الدولي أن الثقافة التسويقية الحديثة تقوم على أساس مخاطبة العواطف ، والعمل على جانب الرغبات التي تحرك الغالبية العظمى من الناس ، باعتبارها أساساً لإيقاظ الدوافع للإقبال على الشيء المراد تسويقه . وقال الأستاذ رائد: إن الفكر التسويقي أصبح يستخدم في كل مجالات الحياة ، بدءً من الدعوة للأديان والمعتقدات ومروراً بالتسويق الشخصي للقدرات والإمكانات ، وليس انتهاءً بالتسويق الأسري والتعامل في إطار الأسرة الواحدة ، وغيرها من المجالات التي تحتاج للتسويق . وبدأ السقاف بالحديث عن تلك الجوانب الثلاثة . التسويق الديني أشار المدرب إلى اعتماد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى مبدأ التأليف والتسويق بالعاطفة لجمع أصحابه ، والدعوة إلى الله ، من خلال طرقه لجوانب العاطفة والاحتياج الآني لذلك العصر الذي تميز بالظلم والجور والقسوة ، فجاء الرسول الكريم ليدعو إلى العدل والمساواة ، والوعد بالجنة والنعيم الأبدي . منوهاً إلى أنه – صلى الله عليه وسلم - لم يكن باستطاعته أن يجمع أصحابه لولا شهادة الله له بأنه «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك» فكانت العاطفة والحب والتأليف بين القلوب سبباً في انتشار الدعوة الإسلامية منذ بدايتها . وطالب السقاف علماء الدين اليوم إلى استخدام ذات الأسلوب في الدعوة إلى الله ، وإظهار الجانب المتسامح والعاطفي للدين الإسلامي للغربيين ومخاطبتهم من هذا المنطلق ، وليس من منطلق العنف والتشدد والقوة . التسويق الشخصي ومن الجوانب التي أشار إليها الأستاذ رائد في محاضرته ضمن مهرجان ليالي رمضان التدريبي الأول التسويق الشخصي الذي يتضمن التسويق للقدرات والإمكانات الشخصية ، وخاصة عند الشباب الذين لا يجدون الوظائف بعد تخرجهم .. مشيراً إلى أن الخلل في البطالة الحالية التي يعانيها الشباب اليوم ينبع من أنفسهم التي رضيت بالخمول ولم تسعَ للترويج والتسويق لقدراتها كما يجب . وأضاف السقاف: إن التسويق للقدرات الذاتية كالتسويق لمميزات السلع والمنتجات التجارية في الأسواق ، معتبراً أن الإنسان يدخل سوق الأعمال وعليه أن يصنع فرصته بنفسه ، ومنافسة غيره من خلال العرض الجيد لإمكاناته الشخصية ، عن طريق معرفة احتياجات الآخرين والمؤسسات والشركات والعمل على تلبيتها . التسويق الأسري وفي هذا الجانب أشار المدرب والخبير التسويقي إلى أن التعاملات الأسرية بحاجة هي الأخرى لنوع من أنواع التسويق ، يطلق عليه التسويق الأسري النابع من إدراك الزوج لاحتياجات زوجته والعمل على الإيفاء بها ، والعكس ، بالإضافة إلى العمل على التعامل مع الأبناء انطلاقاً من العطف والحنان والتأسيس لمبدأ التعلم واكتساب الخبرات . وقال: إن ذلك لا يمكن أن يتم إلا من خلال دراسة كل طرف لسلوكيات ورغبات واحتياجات الطرف الآخر ، عندها يمكنه أن يقوم بتلبيتها . تنمية روحية الجانب الديني والروحي هو الآخر كان حاضراً في أمسيات المهرجان ، لا سيما ونحن في شهر فضيل مبارك ، وكانت من خلال أمسية بعنوان “كيف ننعم بعلاقة دافئة مع الله” للأستاذة المدربة عائشة الصلاحي يوم الثلاثاء الماضي تحدثت فيها عن طبيعة العلاقة الواجب أن نكون عليها مع الله سبحانه وتعالى ، والتي وصفتها بأنها لا تكون مضطربة بل يجب أن تكون متوازنة. العلاقة دافئة وحددت المدربة الصلاحي عدداً من النقاط نستطيع من خلالها أن نصنع علاقة دافئة مع الله ، وذلك من خلال الإخلاص ، والتصديق بموعود الله والعمل من أجل تحقيق ذلك الوعد ، بالإضافة إلى التوكل غير المشروط على الله في كافة شئوننا وأعمالنا . وأشارت إلى ضرورة الالتزام بمبدأ التسامح وحب الآخرين ، ونشر تلك الثقافة في المجتمع ، والإيمان بأن العوض والتجديد يأتي من الله سبحانه وتعالى . ولم تنسَ المدربة الأستاذة عائشة أن تشير إلى قيم العمل والعطاء المتواصل مع الله حتى ننعم بعلاقة دافئة معه ، والإبداع في تلك الأعمال لتحقيق رضا الله بقدراتنا وأعمالنا .. وكذا التحدث مع الله سبحانه وتعالى ببساطة ، وانتظار مضاعفة الحسنات . النسيج الأسري مهرجان ليالي رمضان التدريبي الأول اعتمد قيمة التكامل والشمولية في أمسياته ومحاضراته المتنوعة ، فبالإضافة إلى جوانب التنمية البشرية ، والإدارية والدينية ، كانت تنمية الأسرة حاضرة بقوة من خلال محاضرة في الأسبوع الماضي للدكتور منذر إسحاق بعنوان “الزوجين” ، وأخرى كانت أمس الأول الخميس بعنوان “النسيج الأسري” للأستاذة وفاء الصلاحي المديرة العامة لنادي الأسرة السعيدة . تحدثت فيها الأستاذة وفاء عن العلاقات الأسرية الواسعة التي تتعدى الأسرة الواحدة ، لتصل إلى الأجداد والأعمام والأخوال والأحفاد ، لما لهذا المعنى من تماسك المجتمع وتقويته ، وبالتالي تحقيق استقرار نفسي واجتماعي لكل الأفراد يستطيعون من خلاله تحقيق أعمالهم وإنجازاتهم . العمل المؤسسي وتتواصل فعاليات المهرجان الذي يقام برعاية إعلامية من صحيفة «الجمهورية» مساء اليوم السبت بأمسية في جانب التنمية الإدارية بعنوان “العمل المؤسسي” للأستاذ رشيد شمسان ، يتحدث فيها عن مفهوم العمل المؤسسي وكيفية تطبيقه حتى في حياتنا الشخصية وتنظيمها مؤسسياً ، وعدم حصر المفهوم فقط في جانب الشركات والأعمال الإدارية الأخرى فقط . بالإضافة إلى آلية تسيير حياتنا الشخصية بأسلوب مؤسسي وإداري حديث .... تليها يوم الأحد أمسية في التنمية البشرية للأستاذ ممدوح عبد الخالق بعنوان “العمل التطوعي” .