جاءت نصوص الشارع بالدعوة إلى الصدقة والترغيب فيها، وإنها من أفضل الأعمال التي يتقرب بها إلى الله تعالى، ومن الخصائص التي تميزت بها الصدقة أسوة بغيرها من الأعمال والأزمنة والأمكنة تتفاضل بعض الصدقات على بعض، لما يترتب عليها من أثر كبير وخير عظيم على المتصدق والمتصدق عليه، ومن تلك الصدقات الفاضلة مايلي: الصدقة الخفية: لأنها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة، قال صلى الله عليه وسلم في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ماتنفق يمينه. الصدقة في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار، قال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة أن تتصدق وأنت صحيح شحيح، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولاتمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا». الصدقة مع القلة والحاجة: لقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة جهد المقل، وابدأ بمن تعول» وقوله صلى الله عليه وسلم: «سبق درهم مائة ألف درهم»، قالوا: وكيف؟! قال: «كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها». الإنفاق على الأولاد: كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «الرجل إآذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة وقوله صلى الله عليه وسلم «أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقية، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك». الصدقة على القريب: لقوله صلى الله عليه وسلم «الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة» وأخص الأقارب في الصدقة اليتيم: لعموم الأدلة كما في قوله تعالى: «فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة، أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة» والمسغبة: الجوع والشدة، وكذلك من أخص الأقارب في الصدقة القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها: لقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح». الصدقة على الصاحب والصديق: في سبيل الله: لقوله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عزوجل». الصدقة الجارية: وهي مايبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه: لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».