أتريد أن تنال رضا ربك؟! .. أتريد أن تنال الرضا النفسي ؟! .. أتريد أن تخفف النظرة العدائية من عندك لمن حولك ؟! .. أتريد أن تتخلص من أي شح ؟! .. أتريد أن تزيد قدرتك في التفاعل والتواصل مع الآخرين ؟! .. أتريد أن تنال دعوات الآخرين لك بكل خير ؟! .. أتريد أن تنمى ثقتك بنفسك ؟! .. أتسعى أن تتعلم مهارات جديدة أو تحسن مهارات تمتلكها أصلاً ؟! .. أخي القارئ عليك بالعمل التطوعي .. بالإنفاق في سبيل الله .. بالسعي على الأرملة والمسكينة .. بكفالة الأيتام .. بعمل المعروف .. وما أجمل أن يكون كل هذا في رمضان ؟! .. رمضان شهر البر والإحسان .. شهر الجود والكرم والإنفاق .. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة متفق عليه.. السماء تحثنا على العمل التطوعي جعل الله الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين ، فقال عنهم :- ( إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) سورة الذاريات 16-19 ووعد سبحانه - وهو الجواد الكريم الذي لا يخلف الميعاد - بالإخلاف على من أنفق في سبيله، فقال سبحانه :- ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ) سورة سبأ 39 ووعد بمضاعفة العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة، فقال سبحانه :- ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة ) سورة البقرة 245. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ) رواه البيهقي ، وحسنه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم :- ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) رواه الحاكم وصححه الألباني.. وجاء في السنة عظم أجر الصدقة ، ومضاعفة ثوابها ، قال صلى الله عليه وسلم :- (ما تصدق أحد بصدقة من طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كان تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل ، كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله ) رواه مسلم . والصدقة تطفئ الخطايا، وتكفر الذنوب والسيئات، قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) رواه الترمذي. وهي من أعظم أسباب بركة المال، وزيادة الرزق، وإخلاف الله على صاحبها بما هو أحسن، قال الله جل وعلا في الحديث القدسي :- ( يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك ) رواه مسلم. كما أنها وقاية من عذاب الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) رواه البخاري أهمية العمل التطوعي وثماره تقول الدكتورة :- ابتسام بنت بالقاسم - جامعة أم القرى :- ( إن للعمل التطوعي فوائد عديدة تعود على المتطوع نفسه وعلى المجتمع بأسره ، كما أن العمل التطوعي يساهم في استغلال طاقات أفراده في مجالات مثمرة وهادفة لمصلحة المجتمع ويعينهم على قضاء أوقاتهم بالمفيد و خاصة شريحة الشباب. فالعمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراده ، و دليلٌ على حياة المجتمع وحيويته . كما أنه وسيلة لشعور المتطوع بالراحة النفسية و باعتزازه وثقته بنفسه ؛ لشعوره بأهميته ودوره في نفع المجتمع الذي يعيش فيه ؛ لأن العمل التطوعي ممارسة إنسانية ترتبط بمعاني الخير والعمل الصالح قال تعالى :- ( فمن تطوع خيراً فهو خير له ) سورة البقرة :184 .. فهذه الآية فيها إشارة إلى آثار التطوع المتنوعة على المتطوع ، ذلك أن لفظة (خير) نكرة فتعم كل أنواع الخيرية ..