مع اقتراب عيد الفطر المبارك..نجد الشوارع تزدحم بالنساء وإذا نظرنا إلى حجوزات صالات الأعراس وجدناها مزدحمة بجنون لكن شهر رمضان مرفأ للمخطوبين والمخطوبات!! إن تساهلنا في بعض الأمور المستحبة في الدين لا يجوز شرعاً لمسلم ولا مسلمة أن يُفرط في السؤال عن الركن العظيم في الدين: الصلاة،ومدى المحافظة عليها في وقتها فإن «من ضيع الصلاة كان لما سواها أضيع» فلماذا يتساهل بعض أولياء الأمور أن يُسلم ابنته فلذة كبده إلى شاب لا يصلي إن هؤلاء يدعون إلى النار؟ بتساهلهم في كثير من المعاصي والمنكرات وتشجيع زوجاتهم عليها وعدم نصحهن وتحذيرهن، والمرأة على دين زوجها كما يقال وإذا زوجت ابنتك صالحاً كسبت ابناً، وإذا زوجتها سيئاً خسرت ابنة، ومن المؤسف أن بعض الناس لا يسألون عن دين الرجل وأخلاقه، أو يسألون فيتساهلون فلا يهتمون وإنما المهم المال والنسب ،والشهادة والمنصب، والله تعالى يقول: «وانكحوا الأيمى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم»النور:23 تقول فتاة : لم يكن يهمني السؤال عن مواصفات معينة في الخاطب لقلة علمي وضيق ادراكي فلما أتى الخاطب أثنى عليه والدي وشقيقي وأشارا عليّ بقبوله وافقت، ولكن للأسف وجدته مفرطاً في أمر عظيم وهو الصلاة، ولي الآن معه سبعة عشر عاماً وما زلت أحاول معه وأنصحه ولا أجد منه إلا صدوداً. وتقول أخرى: تقدم شاب من اقربائي لخطبتي وكان متعلماً مثقفاً طيباً ، له صيت ذائع وسط الأقارب والمعارف،ولم نتوان أنا والأهل بقبوله، وبعد الزواج عرفت أنه لا يصلي إلا في شهر رمضان ،وقد حاولت منصاحته ولكن لم أجد منه استجابة فعلية، ولا أخفي أنني تأثرت بتفريطه فأصبحت أهمل أداء بعض الفروض. وثالثة تقول: حينما تزوجت ابن خالتي وجدته لا يصلي فأعلنت عدم رضائي وخيرته بين أدائه الصلاة وبقائي معه، أو انفصالي عنه وجلست معه عامين أبذل فيهما محاولاتي ولما استنفذتها كلها ولم أجد لها أي أثر أصررت على الطلاق. أيها الأولياء : رسول الله صلى الله عليه وسلم يرشدكم فيقول: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض» رواه الترمذي.. هذه هي القاعدة الشرعية النبوية الذهبية في تقييم الخاطب، من أخذ بها أخذ بحظ وافر،ومن تركها كان كمن قال الله فيهم:«من أسس بنيانه على شفا جرفٍ هارٍ فانهاربه» التوبة 901وأي فتنة أعظم على الفتاة المسلمة من أن تقع في عصمة زوج رقيق الدين. سيئ الأخلاق! وأي فتنة أعظم على الأولاد من أن ينشأوا في بيت القائم عليه لا يصلي! أيها الخاطبون !ليس الزواج شهوة جامعة، أو نزوة عابرة، بل هو رباط وثيق، وهو أعمق وأقوى رابطة بين الزوجين بعد رابطة العقيدة، ولذا فعلى من أراد التزوج أن يختار شريكة حياته اختياراً مبنياً على المعرفة،والتعقل، والتفكير الراجح، ولذا أرشدك حبيبك وقدوتك صلى الله عليه وسلم فقال:«تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها» فإذا اجتمعت لك هذه الصفات فهذا فضل من الله عليك،وإن تعارضت فإن الحبيب صلى الله عليه وسلم ينصحك بقوله: «فاظفر بذات الدين تربت يداك» وافضل متاع الدنيا وكنوزها:المرأة الصالحة كما قال صلى الله عليه وسلم « الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة» وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم :«أي النساء خير ؟ قال: «التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولاتخالفه في نفسها ومالها بما يكره» رواه النسائي وحسنه الألباني ،وقول الحق عزوجل « فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله»..النساء 43 فهل تراك أيها الخاطب أو المخطوبة تجد هذه الصفات في امرأة أو رجل لايصلي؟!كيف ترضى لمثل هذه أن تكون شريكة لك في حياتك؟! وأن تكون أماً لأولادك؟! بل كيف تأمن على عرضك ومالك؟! إذاً فمن أهم الصفات التي يجب التحري عنها في الخاطب والمخطوبة صلاة الفرض في وقتها. وأخيراً أنبه الخاطبين والخاطبات وأحذرهم من مقولة مشهورة نسمعها من بعضهم عندما يُعجب أحدهما بالآخر، ويكون في أحدهما تقصير في الدين والخلق، وهي قولهم :«أستطيع أن أؤثر عليها أو عليه بعد الزواج» وهذا قول تغلب عليه العاطفة، فإن مابعد الزواج أمر غيبي لا يعلمه إلا الله، ويكفي أن نقول للقائل: فإن لم تستطع فماذا ستفعل؟! سبق السيف العذل،فليس بيدك إلا أمران كلاهما مر: البقاء على الحال، أو الفراق والطلاق لكن قبل الزواج الأمر بيدك تفكر وتقدر ،تتقدم أو تتأخر.