هاهي الصين التي أغرقت الأسواق اليمنية بمنتاجاتها وصناعتها بدءاً من إبرة الخياطة حتى المعدات الثقيلة والآلات العملاقة تتواجد في ليالي الشهر الفضيل وتقف مع المواطن اليمني جنباً إلى جنب في معاناته من خلال الفوانيس لتضرب عصفورين بحجر واحد كما ديدنها فإلى جانب أنها صدرت أداة ضوء صنعتها على طريقة الفوانيس باعتبارها عادة رمضانية عربية أصلية واللافت للنظرأن بلد التنين التي احتفلت قبل عدة أعوام بمرور خمسين عاماً على عدم انطفاء الكهرباء بها لتقارع الظلام من جديد في البلدان النامية ومنها اليمن فالفوانيس في ليالي رمضان تنتشر انتشاراً مذهلاً في اليمن وفي مختلف المدن والقرى بدت وتفشت في رمضان أكثر من تفشي السنبوسة والشوربة والحلويات في الشهر الكريم وأكثر من المسابح والسواك باعتبار أن هذه الأشياء هي الأكثر مبيعاً بل وأكثر من الصفارى والدوخات التي تراود بعض الصائمين إن لم نقل كل الصائمين في اليمن بسبب القات ومشاكل المعدة والسموم وما إلى ذلك. لقد ظل الفانوس الصيني حاضراً في المنازل اليمنية بقوة ومنزل كاتب هذه السطور يعج بالفوانيس بكثرة حتى علق أحد الأصدقاء قائلاً منزلك يحتضن مؤتمراً للفوانيس. مائدة الإفطار اليمنية هي الأخرى ومع مرور كل يوم من رمضان تختفي منها أكلة وصنف من الأطعمة فأحياناً تغيب المحلبية وأحياناً الشفوت والفتة لكن الفانوس يظل حاضراً وكيف لا وهو شعار ليالينا وخاصة الليالي المباركة. إن «للقهرباء» أقصد الكهرباء حكايات طريفة في بعضها ومريرة في أخرى أفسدت شهر ركضان وسببت مآسي لبعض الناس في اليمن ما يدعو للضحك والبكاء في آن واحد ولم يحدث أبداً أن أفتى العلماء بجواز الإفطار لمن يعيشون في مناطق حارة سوى في هذا العام وكل ذلك على ذمة وزارة طفي لصي فالحر الشديد جعل الصوم أصعب بغياب الكهرباء عن المكيفات التي تعين على الصوم ولو استطاعت الصين أن تضع مكيفاً في الشمع لفعلت ذلك وفي حكاية أخرى تسببت الكهرباء في خسارة أحد أصدقائي لما يقارب أربعة آلاف ريال ليس لسداد فاتورة التيار المنقطع الذي يأتي فيه إنذار بفصل التيار إلى جوار المقص المرسوم على هذه الفاتورة وإنما ثمن الرصيد الذي خسره للاتصال بالبرنامج الربحي الشهير حروف وألوف فالمسكين بعد أن نجح في التنسيق مع البرنامج اتصلوا به في أحد الليالي والكهرباء منطفئة ولأنه لم يعمل احتياطاته مع أن الحل كان صينياً أيضاً من خلال تجهيز مولد كهرباء من النوع الصيني الذي تغرق به أسواقنا والمنتشرة أمام المحلات وعلى الرغم من رداءتها إلا أنها تمثل الحل الأنسب والأيسر وأقترح على الصين التي توفر معظم احتياجات وأشياء رمضان أن تتكفل بمراقبة هلال رمضان وهلال العيد فمعظم الأقمشة الموجودة حالياً في المحلات صينية ليغدو رمضان هذا العام شهراً صينياً بامتياز. وأخيراً لقد أتى العلم من الصين طبقاً للأثر القائل اطلبوا العلم ولو من الصين لكن أتدرون ما هو العلم.. إنه علم وخبر الضوء الذي لم تستطيع وزارة الكهرباء فك لغزه ولهذا يمكن أن نبدل هذا الأثر بمقولة «اطلبوا الضوء ولو من الصين»،، وخواتم مرضية.