تتجه الأنظار مساء اليوم صوب إستاد القاهرة الدولي الذي سيكون مسرحا لمباراة الغريمين التقليديين مصر والجزائر، لمعرفة هوية المتأهل منهما إلى نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه .. وكان المنتخب المصري أول سفير للكرة العربية في النهائيات عندما شارك في نسخة كأس العالم عام 1934 في ايطاليا، ثم تأهل مرة ثانية عام 1990 في ايطاليا بالذات .. أما المنتخب الجزائري فبلغ النهائيات للمرة الأولى عام 1982 في اسبانيا، عندما حقق مفاجأة مدوية بفوزه على منتخب ألمانيا الغربية بطل أوروبا وقتها 2 - 1 في مباراة تاريخية .. ثم شارك منتخب “محاربو الصحراء” عام 1986 في المكسيك أيضا . مواجهة من العيار الثقيل وتمثل المباراة مواجهة من العيار الثقيل حيث تحمل في طياتها كماً هائلاً من الإثارة مثل المباريات النهائية في البطولات الكبيرة .. وتجتذب هذه المباراة اهتماما بالغا ليس فقط لصعوبتها وكونها فاصلة وحاسمة على إحدى بطاقات التأهل لنهائيات كأس العالم وإنما أيضا بسبب تاريخ المواجهات بين منتخبي البلدين والذي يحفل بالكثير من المشاكل عبر سنوات طويلة. ويضاعف من الإثارة في هذه المواجهة وضع الفريقين على الساحة الكروية في السنوات الماضية وترتيبهما الحالي في المجموعة الثالثة بالتصفيات الأفريقية .. فالمنتخب المصري (أحفاد الفراعنة) فرض نفسه بقوة على الساحة الأفريقية في السنوات القليلة الماضية وتوج نفسه بطلا للقارة السمراء عامي 2006 في مصر و2008 في غانا وشارك في كأس العالم للقارات 2009 حيث قدم فيها عروضا رائعة أمام ثلاثة من أفضل منتخبات العالم .. ولم يبق أمام الفريق سوى البحث عن بطاقة التأهل لبطولة كأس العالم التي تأهل إليها مرتين سابقتين فقط عامي 1934 و1990 . أما المنتخب الجزائري فلم يحقق أي إنجازات تذكر منذ فوزه بلقب بطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1990 حيث توارى بريق هذا الفريق كثيرا على الساحة الأفريقية ولم يصل الفريق لآخر بطولتين لكأس الأمم الأفريقية واللتين فاز فيهما المنتخب المصري باللقب. ومع ضمان بلوغه كأس الأمم الأفريقية 2010 بأنجولا من خلال هذه التصفيات المزدوجة أصبح الأمل الجديد للمنتخب الجزائري (محاربو الصحراء) هو الوصول لنهائيات كأس العالم. وعلى عكس وضع الفريقين في السنوات الماضية جاء مشوارهما في التصفيات لصالح المنتخب الجزائري حتى الآن حيث يتصدر الفريق المجموعة الثالثة في التصفيات برصيد 13 نقطة مقابل عشر نقاط للمنتخب المصري .. ويحمل اللقاء الخامس والعشرون بين البلدين شعار «أكون أو لا أكون»، والمعادلة بسيطة أمام المنتخبين، فيتوجب على المنتخب المصري الفوز بثلاثة أهداف ليضمن تاهله مباشرة، أو بفارق هدفين بأي نسبة “2 - 0 أو 3 - 1 أو 4 - 2 الخ..”، ليفرض مباراة فاصلة اختار لها الاتحاد الدولي السودان لإقامتها في 18 الحالي .. أما الجزائر فيكفيها التعادل أو حتى الخسارة بفارق هدف واحد. وما من شك في أن الأجواء المحيطة باللقاء ومنها واقعة تهشم زجاج حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة الخميس تجعل منها موقعة في غاية الصعوبة على جميع المستويات. ولكن إذا خرجت العوامل الخارجية من حسابات الفريقين في المباراة فتبدو الكفتان متساويتين إلى حد بعيد فالمنتخب المصري الذي يحتاج للفوز بفارق الثلاثة يجد الدعم من عاملي الأرض والجمهور بالإضافة لتفوقه في المستوى العام على نظيره الجزائري. أما المنتخب الجزائري الذي يمتلك أكثر من بديل فيما يتعلق بالنتيجة فيمتلك مميزات أخرى أبرزها أنه سيخوض اللقاء بأعصاب أكثر هدوءا .. وتحوم الشكوك حول مشاركة بعض النجوم من الفريقين في هذه المباراة ولكن تبدو الخسارة الأكبر من نصيب المنتخب المصري الذي قد يفتقد جهود نجم خط وسطه حسني عبد ربه الذي أصيب في كاحل القدم خلال مباراة مع فريقه أهلي دبي في الدوري الإماراتي .. ولذلك فإن غيابه عن اللقاء يمثل خسارة فادحة لأصحاب الأرض الذين يفتقدون أيضاً في هذه المباراة جهود اللاعب وائل جمعة صخرة دفاع الفريق والذي يغيب بسبب الإيقاف لحصوله على الانذار الثاني في مباراة الفريق السابقة بالتصفيات .. ولكن لاعبي الفريقين يتمتعون بالقدرة على تعويض أي عجز في صفوفهم بما يمتلكونه من خبرة فائقة خاصة بالنسبة للمنتخب المصري. وتبدو المواجهة أشد سخونة خارج خطوط الملعب بين مدربين وطنيين يتحملان المسئولية في الفريقين فالمنتخب المصري يخوض المباراة بقيادة مديره الفني حسن شحاتة الذي نال شهرة كبيرة بعدما قاد الفريق للقب أفريقيا مرتين متتاليتين وأصبح حلمه هو الوصول لكأس العالم. ويشرف على المنتخب الجزائري المدرب رابح سعدان الذي أعاد للفريق بعض بريقه في الشهور الماضية واستغل الفوز الثمين الذي حققه الفريق على المنتخب المصري ذهاباً 1/3 في إعادة بناء معنويات الفريق وبث الطموح لدى محاربي الصحراء في الوصول لكأس العالم. حادثة اعتداء المنتخبان يدخلان المباراة وسط أجواء مشحونة بعد حادثة الاعتداء التي تعرض لها الباص الذي كان ينقل أفراد المنتخب الجزائري، حيث اعترض طريقه مجهولون وراحوا يرشقونه بالحجارة الثقيلة، ما أدى إلى تهشم زجاج الحافلة وإصابة ثلاثة لاعبين جزائريين بجروح في اليد والوجه .. واستدعى هذا الأمر معالجة على أعلى المستويات وتحديداً السياسية منها، حيث استدعي السفير المصري في الجزائر إلى وزارة الخارجية وأعربت له السلطات المحلية عن استيائها مما حصل .. وأبلغ مجيد بوقرة أمين عام وزارة الخارجية الجزائرية، السفير المصري عن “القلق الكبير للسلطات الجزائرية من هذه الحادثة، وطلب منه بإلحاح بأن تتخذ السلطات المصرية جميع التدابير الضرورية حتى تضمن سلامة الوفد الجزائري، وكذلك المشجعين الجزائريين الذين سافروا إلى القاهرة لحضور المباراة”. من جانبه اتهم سائق الحافلة التي كانت تقل المنتخب الجزائري لاعبي الخضر بأنهم هم من حطموا زجاج الحافلة من الداخل والاعتداء على الجماهير المصرية .. وقال السائق خيري حسن في اتصال لإحدى القنوات الفضائية: “أقسم بالله العظيم أن لاعبي المنتخب الجزائري هم من حطموا زجاج الحافلة، وعندما شاهدوا عدداً من المشجعين المصريين قاموا بتحطيم زجاج الحافلة بشواكيش الأمان، كما أنها ألقت بطفايات الحريق على الجماهير” .. ومن جانبه نفى الأمن المصري وقوع أي اعتداء من قبل الجماهير المصرية على حافلة المنتخب الجزائري، وأكد المصدر الأمني أن اللاعبين قاموا بتحطيم النوافذ بعدما أغلقوا الحافلة وأخذوا المفاتيح من السائق. وأفادت بعض التقارير الصحفية أن وزارة الداخلية المصرية أوفدت خبراء جنائيين لفحص الزجاج المحطم بالحافلة، وأن الفحص أثبت أن الزجاج تم تهشيمه من الداخل وليس من خارج الحافلة. الفيفا يرفض من جانبه رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) طلباً تقدم به الاتحاد الجزائري بتأجيل مباراة الفريق الأخضر أمام المنتخب المصري ليوم واحد.. وذكرت إحدى القنوات الرياضية المتخصصة إن الاجتماع الذي عقده الجانب الجزائري مع مسئول الأمن بالفيفا إن الأخير رفض الطلب الجزائري بداعي أن يوم الأحد لا يتوافق مع مواعيد الروزنامة الدولية للاتحاد الدولي.