سارع زعماء أوروبا بتقديم دعم شفهي أمس لاستراتيجية الرئيس الامريكي باراك أوباما في أفغانستان لكنهم بدوا أقل إقداماً على قطع تعهدات بإرسال المزيد من القوات للمشاركة في الحملة العسكرية المحاطة بشكوك.وسارعت بريطانيا، الحليف المقرب من الولاياتالمتحدة، إلى التعهد بإرسال 500 جندي إضافي حتى قبل أن يدلي أوباما بخطابه عن الاستراتيجية الجديدة الذي طال انتظاره وتعهد فيه بإرسال قوات إضافية قوامها 30 ألف جندي أمريكي لأفغانستان. وقال أوباما: إن التعزيزات ضرورية لتسريع المعركة ضد مقاتلي طالبان وتأمين البلدات الرئيسة وتدريب قوات الأمن الأفغانية لتتمكن من تولي المسؤولية وتمكين الولاياتالمتحدة من البدء في خفض قواتها هناك في غضون 18 شهراً. وهدف الولاياتالمتحدة هو منع تنظيم القاعدة المتحالف مع طالبان من استخدام أفغانستان كقاعدة لشنّ هجمات على الغرب وحلفائه في الشرق الاوسط. وبنشر القوات الإضافية يصل عدد القوات الأمريكية في أفغانستان الى 98 ألفاً، في حين يزيد عدد القوات البريطانية ثاني أكبر قوة هناك الى نحو 10 آلاف جندي.. وقال مسؤولون أمريكيون: إن واشنطن تسعى لإرسال ما بين 5000 و7000 جندي إضافي من الدول الحليفة.. من جانبها، قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية: إن الرئيس الافغاني حامد كرزاي يجب أن يفي بوعوده بشأن مكافحة الفساد وحثت على تكامل أعضاء طالبان الذين نبذوا العنف في المجتمع.ودافعت كلينتون عن استراتيجية أوباما المعدلة تجاه الحرب في أفغانستان قائلة ان فترة ولاية كرزاي الجديدة تشكل فرصة لكنه يجب أن يقرن كلماته بالافعال ويقبض على المسؤولين الفاسدين. وأبدت تأييدها لجهود تقودها أفغانستان لجذب المعتدلين من طالبان الذين ينبذون العنف وقالت للمشرعين "يجب ان تتاح لجميع الافغان حرية اختيار مستقبل أفضل اذا قاموا بذلك بشكل سلمي واحترموا الحقوق الاساسية لغيرهم من المواطنين ونبذوا تنظيم القاعدة". وحث رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون أعضاء آخرين في الحلف على الوقوف وراء أوباما وقال ان بريطانيا "ستقوم بدورها كاملا في إقناع دول أخرى بإرسال قوات لحملة افغانستان". ولكن على الرغم من تشجيع لندن جاء رد الفعل الاوروبي حذرا مع سعي الزعماء لتوجيه اشارات ايجابية لاوباما في الوقت الذي يحاولون فيه استرضاء ناخبيهم الذين يزداد تشككهم في حرب أفغانستان. وأشارت المانيا ثالث أكبر مساهم بقوات قوامها 4400 جندي في افغانستان الى استعدادها للقيام بمهام تدريب اضافية للشرطة لكن لا يمكنها التعهد بارسال المزيد من القوات قبل مراجعة الاستراتيجية في أوائل العام المقبل. وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله "ألقى الرئيس أوباما خطابا في غاية الاهمية بعد أن أخذ كفايته من الوقت لصياغة الخطاب وتحديد استراتيجيته وسنأخذ نحن أيضا وقتنا لتقييم ما قاله ومناقشة الامر مع حلفائنا". وأضاف "نحن الألمان مستعدون لبذل المزيد فيما يتعلق بتدريب الشرطة لأن هذا هو السبيل الوحيد للاكتفاء الذاتي أمنيا ولنقل المسؤوليات". ووصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي كلمة اوباما بأنها "تتسم بالشجاعة والتصميم والوضوح وتعطي زخما جديدا للالتزام الدولي وتفتح آفاقاً جديدة"، وأضاف "في هذا السياق المتجدد ستنظر فرنسا في مساهمتها في الاستراتيجية الدولية مع اعطاء الاولوية لتدريب قوات الامن الافغانية". وفرنسا هي رابع أكبر مساهم بقوات قوامها 3750 جنديا في المنطقة وقالت قبل أيام انها لن ترسل المزيد من القوات فجاءت تصريحات ساركوزي تنطوي على تغيير. وفي روما قال وزير الخارجية فرانكو فراتيني للصحفيين "سيكون هناك اسهام ايطالي ليس هذا وقت الحديث عن العدد". وحث فراتيني الحلفاء الاوروبيين على زيادة التزاماتهم بارسال قوات قائلا انه يتعين "تقديم الكثير الكثير فعلا كما تفعل ايطاليا". وأضاف "فرنسا ردت بشكل غير مؤكد والمانيا تأخذ وقتها قبل أن تقرر وبريطانيا ربما تقدم مساهمة ضئيلة"