شهدت بغداد أمس سلسلة تفجيرات ملغومة خلفت 127 قتيلاً وإصابة 450 آخرين بجروح حسب وزارة الداخلية العراقية، في وقت تصاعدت فيه موجة التنديد بهذه التفجيرات. فقد عاشت بغداد أمس أحد أكثر أيامها دموية حيث هزت خمسة تفجيرات بواسطة السيارات المفخخة مناطق مختلفة من العاصمة بغداد. ووقعت التفجيرات التي نفذها انتحاريون في مناطق الشورجة والدورة والقاهرة والمنصور والنهضة.. وذكرت مصادر في الشرطة العراقية أن التفجيرات نفذت في وقت متزامن وأدت كذلك إلى تدمير ثلاثة مكاتب حكومية من بينها المقر المؤقت لوزارة المالية بحي الشورجة ومجمع المحاكم بحي المنصور.. كما قام شخص بتفجير باص فوق نفق يؤدي إلى وزارة العمل بشارع فلسطين مما أدى إلى تدميره. أما في حي الدورة فقد فجر شخص آخر سيارته في دورية للشرطة أمام المعهد التكنولوجي مما أدى إلى مقتل ثلاثة من الشرطة و12 طالباً.. وقال الناطق باسم القيادة العسكرية العراقية اللواء قاسم عطا: إن هذه التفجيرات الدامية تحمل بصمات (القاعدة).. وقد أثارت هذه التفجيرات الدامية موجة من ردود الفعل المنددة في العراق وخارجه. ففي أول رد فعل عراقي رسمي ندد عادل عبدالمهدي - نائب الرئيس العراقي - بالتفجيرات بشدة واعتبرها دليل إفلاس من وصفها بالعصابات الإجرامية. وفي واشنطن قال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس للصحفيين: إن واشنطن تدين العنف بشدة. وقد قرر البرلمانُ العراقي استدعاءَ الوزراء والقادةَ الأمنيين خلال 48 ساعة لبحث الهجمات، في حين أعرب وزير الداخلية (جواد البولاني) عن استعدادِه للمثول أمام البرلمان بشرط أن تكون جلستُه علنية مفتوحة أمام وسائل الإعلام كافة.وأتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس كلا من حزب البعث وتنظيمات القاعدة الإرهابية بالوقوف وراء الاعتداءات الدامية، وأشار إلى أن الهدف من التفجيرات هو شق وحدة الصف الوطني وزعزعة الثقة بالقوات المسلحة العراقية داعياً إلى الرد عليهم بالتمسك بالوحدة الوطنية ومساندة الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن العناصر المشبوهة ومخابىء الخلايا الإرهابية، ودعا المالكي كذلك الأجهزة الأمنية العراقية إلى المزيد من الحيطة والحذر والانتباه. في الأثناء أتهم المحلل السياسي العراقي فاضل الربيعي من أسماها بجهات نافذة في الإدارة الأمريكية بالضلوع في هذه التفجيرات. وأشار الربيعي إلى أن هذه التفجيرات تمثل جزءاً من سيناريو كبير هدفه التمهيد لما سماه "زلزال تقسيم العراق". وقال الربيعي لوكالة قدس برس: "إن الأمريكيين يتحملون المسؤوليات القانونية والسياسية والأخلاقية من عمليات التدمير هذه، وهم أصحاب المصلحة الحقيقية من تقسيم العراق على الرغم من مزاعمهم عن حفاظهم على سيادة العراق ووحدة أراضيه". من جهه أخرى ندد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بالتفجيرات، مؤكداً أن "الذين يسعون إلى استخدام العنف لن يكتب لهم النجاح". وفي باريس أدان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الهجمات، مشدداً على "أن العراقيين سينتصرون في حربهم على الإرهاب". كما أدان العاهل الأردني عبدالله الثاني التفجيرات في برقية وجهها إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني أكد فيها تضامن الأردن مع العراق في تصديه للإرهاب.