- قد يجعلك الأعمى تشكُّ في بصيرتك إذا ألقى جواهرك واصماً إياها بالتفاهة والرخص .. لأن الأصابع لا تتعامل مع البريق. - هناك بونٌ شاسع بين اللمس والمسّ، فالاكتفاء بالنظر هو الميزان الرملي الناكس للرؤية.. والرؤية وسيلتنا لدخول بواطن المكنونات ..فإذا كنت من أصحاب ال«ما وراء» وشطح بك اليقين فلن تكون أحمقَ إذا وقفتَ خلف المرآة تحسُّباً لوجود وجهٍ آخر. - ربما تصبح الصحراء رمزاً للجود والعطاء - بعد أن كان البحر كذلك - فقد صادَقَ العرب على تسمية الملدوغ ب “ السليم “، وأُطلق على الأعمى صفة البصير، وصار الجاهل الميسور يضاهي الفيلسوف المُعدم، لأن هذا الأخير- كما قيل - «عاطلٌ يفكر». فلا تجعل للدهشة نصيباً من قشعريرتك إذا تخيَّلتَ أن الأسماك قد تموت غرقاً .. وربما عطشاً .. لا فرق .. ففي زمن العولمة تتلاشى كل نقيضة. - أصدقائي يأكلون العيش ويتركون لي الملح.. ويزعمون أن بيننا قاسماً مشتركاً .. فما جدوى أن تكون شمعة في يد رجل ضرير، ورغيفاً في ذهن رجل متخم!! وبما أن أحدنا لا يستطيع فتح علبة سردين دون أن يُناثر قليلاً من زيتها.. فكن على يقين بأن الفراشة مهما بلغ بها الجمال فإنها تبقى حشرة.