هناك أيادٍ تعمل ليلاً ونهاراً ومليارات حكومية تبذل بسخاء لنحت أولى أبجديات مدينة تعز الجديدة من جهة ولتخفيف ونقل جانب من التوسع العمراني والاقتصادي والاستثماري المخنوق وسط مدينة تعز وإلى طرفيها الشرقي والغربي صوب اكتساح وقهر تلك التلال الموعودة بالسكن فور انتهاء مهمة العاملين خلف الكواليس وتحت أشعة الشمس الحارقة لربط طرفي المدينة بشارع أربعين استراتيجي ينحت أولى مداميك مدينة تعز الجديدة ويمتص إلى أوردته ويوسع مجمل أطياف الحياة المزدحمة وسط المدينة المخنوقة عن فحوى المشروع وأثره على مستقبل المدينة الجديدة والقديمة أيضاً كان هذا الاستطلاع:المدينة المقوسة خلال السنوات العشرين الماضية تفاقمت الأزمة المرورية وسط مدينة شوارع تعز وعلى أطرافها الشرقية والغربية أيضاً ما أدى إلى تضاؤل الأحلام والمشاريع الاستثمارية والتجارية غير المحبذة لاختناقات خطوط السير، أما جبل صبر وإن أحاط المدينة بقدرٍ من الدفء والحنان إلا أنه أغلق توسعها الاقتصادي والاستثماري جنوباً وبالتالي ليس أمام المدينة إلا أن تستسلم لجرافات التوسعة والعمران شرقاًًً وصولاً إلى مفرق ماوية أو غرباً وصولاً إلى مقلب قمامة تعز ومستنقع مياه الصرف. مايجعل وصول خدمات الماء والكهرباء والهاتف والطريق إلى تلك المباني والمنشآت الاستثمارية المتباعدة شرقاً وغرباً أمراً في غاية الكلفة والتعقيد على المواطن وعلى الدولة. بإمكان المعتلي لجبل صبر ملاحظة كيف أخذت المدينة - في توسعها - شكل القوس النائم على الأرض أحد طرفيه إلى صنعاء والآخر إلى الحديدة وفي قعر القوس مساحة شاسعة خالية من العمران والاستثمار لكن الوصول إليها ظل لسنوات ضرباً من الخيال. شارع الأربعين اليوم وبتفاعل القيادة السياسية مع مقترحات المعنيين في المحافظة لاسيما المؤسسة العامة للطرقات ومكتب الأشغال ربط طرفا القوس المفتوح بشريان استراتيجي بطول (28) متراً بدايته تقابل المطار الجديد ونهايته تصل إلى مابعد المطار القديم قرب مصنع السمن والصابون أما عرضه - حسب المهندس لبيب عز الدين نعمان مدير عام فرع مؤسسة الطرقات بتعز فيبلغ أربعين متراً لذا سمي ب (شارع الأربعين) أما كلفة المشروع فتبلغ (4.5) مليارات ريال. يضيف المهندس لبيب التأكيد على حجم النقلة النوعية الموعودة بها مدينة تعز بعد استكمال سفلتة وشق ماتبقى من شاع الأربعين العملاق لاسيما ومئات المواطنين والمستثمرين قد بدأوا منذ بداية شق الطريق وحتى اليوم شراء مئات الهكتارات من الأراضي بل وبناء عشرات المباني متعددة الأغراض في سباق دؤوب لبعث الحياة على جانب الطريق ووضع المداميك الأولى لمستقبل مدينة تعز الجديدة الموعودة هناك بتخطيط عمراني وخدماتي راق بعيداً عن العشوائية - حد قول المهندس فيصل مشعل مدير عام مكتب الأشغال العامة بالمحافظة. بنتظار المخطط توجهنا إلى المهندس فيصل مدير الأشغال بسؤال يهم الكثير من المواطنين الراغبين بشراء أراض على شارع الأربعين، وهو: هل تم خطيط الأراضي الواقعة على جانبي شارع الأربعين وهل تم رسم مخططات الشوارع المتفرعة منه لاحقاً حتى يطمئن المواطن على الشراء من الملاك ومن ثم البناء دون أن تأتي فيما بعد شوارع فرعية تقتص من أرضيته أو منزله وبالتالي تعود دوامة وعصيد مشكلة الأراضي وعصابات الاقطاع ونهابي الأراضي ومافيا التعويضات كيف يتجنب المواطن ذلك لاسيما وقد مررت بالشارع أنا وزميلي المصور علي الحكيمي والتقطنا عديد صور لأراضٍ محجوزة ومنها مسورة وأخرى بدأ عليها البناء. المهندس فيصل - مدير الأشغال اعتبر إجابته على سؤالي في جريدتنا الرسمية في هذا الشأن بمثابة رسالة رسمية إلى كل مواطن يرغب في شراء أراض على شارع الأربعين في قوله بأن مكتب الأشغال - بفروع مديرياته الثلاث لم يتسلم من فرع هيئة الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني بتعز أي مخطط لوحدات الجوار سواء على جانبي الشارع أو على المساحات الشاسعة الواقعة بينه وبين خط الحوبان المطار الجديد وماقبلها وصولاً إلى أراضي الهشمة والربيعي متمنياً من فرع هيئة الأراضي بتعز سرعة استكمال المخططات لتتمكن آليات فرع أشغال تعز من شق ورصف وسفلتة الشوارع المتفرعة مستقبلاً من شارع الأربعين الواقعة بينه وبين مدينة تعز بما يجعل توسع وانتقال معظم النشاط العمراني والاستثماري القادم إلى تلك المناطق التي سترسم مدينة تعز الجديدة وحذر مدير الأشغال المواطنين من البناء على جانبي الشارع حتى نزول المخطط معتبراً الأشغال غير مسئولة عن عواقب كل ماسيسفر من مشاكل البناء العشوائي وبيع الأراضي كذلك قبل المخطط باعتبار مكتب الأشغال هو المعني بإصدار تراخيص البناء. في 22 مايو يكتمل اللحن بالعودة إلى الجهود الجبارة لفرع مؤسسة الطرقات بتعز في سبيل استكمال شق وسفلتة شارع الأربعين يثمن المهندس لبيب نعمان الأخ حمود خالد الصوفي محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي تبذليل العديد من الصعاب والعوائق التي اعترضت آليات الشق والسفلتة ليس على خط شارع الأربعين فحسب بل الخمسين أيضاً الواصل إليه في تقاطع كيلو (7) من أمام جمارك تعز وبطول (8) كيلومترات وعرض خمسين متراً وكلفة مليار وستمائة مليون ريال، يتحدث المهندس عبدالحميد ناجي نائب مدير فرع مؤسسة الطرقات عن أربعة عوائق تم تذليلها بحنكة وشعبية المحافظ لدى أبناء تلك المناطق الواقعة ضمن مديرية التعزية أولى تلك العوائق بالتأكيد هي الأراضي الزراعية الواقعة على خط سير الشارع والتي حل مشاكلها المحافظ بشعابها حد وصف المهندس عبدالحميد ناجي المشرف على أطراف بعض قرى تلك المناطق وعدد تلك الوحدات السكنية حدقو له في شارع الخمسين على سبيل المثال - (25) منزلاً معظمها مكونة من غرفة أو مساكن صغيرة وقديمة وغالبيتها وشيكة الحلول. كما أن هناك رابع وآخر العوائق التي اعترضت حتى الآن خط سير شارع الخمسين والمتمثلة في بئرين ارتوازيتين للمياه تابعتين لفرع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بتعز وهذا العائق ماضٍ كذلك في الانفراج على طاولة الأخ المحافظ. البعد المروري المقدم قيس الإرياني مدير عام مرور تعز يدرك أن المسافرين عبر تعز قدوماً من عدن وإب وذمار وصنعاء و....و.... لن يمروا عبر شوارع المدينة المزدحمة خاصة مع اقتراب يوم ليالي العيد فالتوجه من تلك المحافظات عبر شارع الأربعين صوب مخرج المدينة غرباً. واعتبر ان الطريق أولاً سيقلل نسبة الاختناق المروري إلى نسبة 40% بالنسبة للحركة المرورية للمركبات العادية ونسبة 39% للنقل الثقيل وبالتالي ستقل نسبة الحوادث الجارية والازدحام حالياً إلى ذات تلك النسبة لاسيما والحافلات العملاقة لنقل الركاب عبر المدن لن تمر وسط شوارع تعز وكذا شاحنات التجارة وناقلات النفط وحتى التي وصفها الإرياني بالنقوش الطارئة (سيارات البيجو والهيلوكس) الحاملة للركاب بين المدن والمديريات الشرقية والغربية للمدينة. تعاون المحافظ وخلال تنفيذ مشروع شق وسفلتة طريق الستين الذي يمتد من منطقة الذكرة إلى مصنع السمن والصابون مرواً بوادي البريهي برزت العديد من العقبات التي اعترضت العمل، وكان للعقلاء من أبناء وأعيان المنطقة دور بارز في تذليل تلك الصعوبات. وفي هذا الإطار يقول الشيخ مراد عبدالسلام جسار البريهي أحد أعيان المنطقة بأنه تم تذليل الكثير من هذه الصعوبات والتوضيح للمواطنين بأهمية هذا المشروع الاستراتيجي الذي سيعود بالخير والنماء للمنطقة وأبنائها مشيراً لتفهم المواطن فضلاً عن التعاون من قبل جهات الاختصاص والمسئولين وفي مقدمتهم الأخ المحافظ خالد حمود الصوفي الذي تفهم مطالب المواطنين ووجه بحلها فوراً لانجاز هذا المشروع الحيوي الذي سيعود بالنفع على المحافظة بأسرها وليس على أبناء المنطقة فحسب وخصوصاً فيما يتعلق بالتخفيف من أعباء الحركة المرورية والتنفيس على مدينة تعز ونقل النشاط الاقتصادي والسكاني إلى مناطق مخططة ومكتملة الخدمات تواكب الاحتياجات المتزايدة للسكان. سيمفونية الختام في تخصيص مساحة لهكذا استطلاع عن شارع الأربعين أمرٌ ليس من قبيل المبالغة والتهويل لأن أبعاداً أخرى تبرر الحديث المسهب بشأنه في مجملها تنبلج أبعاد اقتصادية واستثمارية وعمرانية وسكانية وتنموية وحضرية بل وأمنية وصحية ومرورية أيضاً هنالك فقط حيث بمقدورنا التكهن عن مدينة حضرية اسمها تعز الجديدة لاتخنقها شوارع ضيقة ولا مبانٍ عشوائية ولا أسواق تجارية أو شعبية تلتهم الرصيف والطريق والمارة كذلك. دعونا نحلم متفائلين بتعز جديدة كانت قد مضت بالتقوس حول فضاء لامبرر لهجرانه. اليوم وباتساع مدينة تعز على هيئة ربابة فإن شارع الأربعين وشيك الانتهاء سيغدو قريباً وتراً يصدح بألحان المدينة الحالمة المحرومة من مستثمريها الحالمين بالعودة إليها مجدداً فور اكتمال سيمفونية شارع الأربعين.