الكبر صفة رذيلة، من صفات الشيطان، والكبرياء رداء لله عز وجل فمن نازعهُ فيه تبوأ مقعده من النيران، فلما الكبر أيها الإنسان، وعاقبتك للديدان. لما لا تخاطب الناس بلطف وتواضع وإحسان. لما تصعر خدك، وتقطب جبينك بلا شان.. لما تتكبر ونحن جميعاً بني آدم دم واحد وإخوان. لما تغلق بابك، ولا ترد إلا على فلان بن فلان. لما تغتر بمنصبك، تعامل الناس بذل وهوان. لما تنسى بأن كرسيك دوار، ودنياك ما لها آمان. أنت اليوم صحيح البدن، بمنصبك فرحان. وغداً عليل الجسم، لا سعر لك ولا ميزان. في همومك، وآلامك غرقان. على منصبك اللي راح، وهيبتك ضيقاً وترحان. تتأوه بحرقةٍ، ودمعك على خدك سرحان. في كل يوم تفاسير على ما قد مضى وطنان. لا هدأ بالك، ولا أحد زارك، الكل عنك بدنياه ولهان. تقعد على كرسيك تناظر الناس بهمك غارق وسرحان. الكل تناساك، فلا صديق، ولا زميل ولا خلان. هذا هو طبع الزمان يا صاح، في كل حينٍ له شان. ولو أنك اتقيت الله، وعاملت الناس سواسية وإخوان. ما صار حالك اليوم بين الكدر والأحزان. تقلب كفك يمنة ويسرة تتحسر على ما كان. فحذاري الآن، حذاري قبل فوات الأوان. أن تحتقر أحداً أو تسخر مهما كنت عالي وسلطان. فالمرء في هذه الحياة عابر سبيل، يوم بلى ويوم سلى ويوم ضيق وضبحان. ويوم هادي كالحمل، ويوم هايج كالوحش أو بركان. فمن أنت أيها الإنسان حتى تغتر وترى الناس حشر؟! من أنت حتى تتعالى، فهذا تشتم وهذا منه تسخر؟! كلنا عائدون لذاك المكان، للطين والحجر. لن نأخذ سوى عملنا كان صغيراً أو كبير، خير أو شر. لما العجب بنفسك؟ لما تمشي في دنياك تتبختر. ومن المسكين تتأفف، وتضجر؟! فسبحان من مكنك هذا وجعلك على المسكين تفخر. وسبحان من أغنى وأفقر، وعز وذل: